مستقبل مشرق للغاز كوقود لسفن الشحن

المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أمام الغاز المسال مستقبل مشرق كوقود بحري، حتى لو اعتمدت الجهات التنظيمية على مستوى العالم، أهدافاً أشد صرامة لـ"الانبعاثات الكربونية" في قطاع الشحن.

هذا ما أكدته شركة "ديت نورسك فيريتاس" (DNV) النرويجية، التي تضع المعايير المتعلقة بسلامة السفن. تتوقع الشركة أن يكون للغاز الطبيعي المسال دور مهم على صعيد تعزيز القطاع المسؤول عن نقل ما تفوق نسبته 80% من حجم التجارة العالمية، نظراً لأن نسب التلوث التي يتسبب بها أقل من النفط، كما أن هناك احتمالات لأن يتم إنتاج أنواع أكثر نظافة، على غرار الغاز الطبيعي المسال الحيوي. وسيبقى الحال من دون تغيير إذا قررت "المنظمة البحرية الدولية" زيادة هدفها لخفض الانبعاثات الكربونية.

اقرأ أيضاً: "ميرسك" عملاقة الشحن البحري تراهن بـ 1.4 مليار دولار على السفن الخضراء

قال كريستوس كريساكيس، مدير قسم تطوير الأعمال في شركة "ديت نورسك فيريتاس": "من المؤكد أن السفن التي تعمل بالغاز الطبيعي المسال حالياً، سيكون لديها مستقبل أفضل. وتشير توقعاتنا إلى أنه سيجري بناء المزيد منها في غضون فترة تتراوح بين 5 و10 سنوات مقبلة". وأضاف: "حتماً، سيتوجب علينا الانتقال من استعمال الغاز الطبيعي المسال الأحفوري، إلى استخدام أنواع أكثر نظافة".

اقرأ المزيد: "ميرسك" تقرر الاستغناء عن الوقود الأحفوري في سفنها

جدل حول الجدوى

يثير نقاش موضوع مستقبل الغاز الطبيعي المسال، الجدل في سوق الوقود البحري الذي يسيطر عليه النفط في الوقت الحالي، حيث تعرض للانتقاد باعتبار أنه السبب في تسرب غاز الميثان إلى الغلاف الجوي، والذي يمكنه أن يحجز حوالي 86 مرة من الحرارة زيادة على الكميات المعادلة له من غاز ثاني أكسيد الكربون. ترفض شركة "إيه بي مولر- ميرسك" (A.P. Moller-Maersk)، عملاق قطاع شحن الحاويات، استخدامه على أساس أنه مصنف "وقوداً أحفورياً آخر". كما أشار البنك الدولي إلى أن فوائده تعتبر "غير مثبتة" على صعيد الحد من غازات الاحتباس الحراري.

يسهم الغاز الطبيعي المسال في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 25%، وهي النسبة التي تأتي أقل للغاية مقارنة ببعض البدائل مثل غاز الميثانول النظيف. بيد أنه بالإمكان أجراء عمليات تحسين، عبر وضع تصميم أفضل للسفن، وقيام السفن بالإبحار على نحو أكثر بطئاً. قال كريساكيس إن ذلك يعطيه مستقبلاً أفضل على صعيد الاستخدام كوقود للنقل البحري، لا سيما وأن الأنواع المعتمدة من الوقود الأحفوري من الممكن أن يحل محلها ما يعادلها من الوقود الحيوي خلال مدة زمنية طويلة.

علاوة على ذلك، يجري تحسين عملية الحد من نواتج غاز الميثان الخارجة من الغاز الطبيعي المسال، وهو الأمر الذي بات متاحاً حاليا بطريقة كبيرة، وذلك على العكس من العديد من البدائل الأكثر نظافة. كما إنها باتت منتشرة أكثر، مع وجود 300 سفينة تقريباً تستخدم الغاز الطبيعي المسال أو جاهزة لاستخدامه خلال العام الماضي. يزيد ذلك بنحو 80 سفينة بالمقارنة بعام 2015، حسب بيانات شركة "ديت نورسك فيريتاس".

أهداف الحد من الانبعاثات

تسعى المنظمة البحرية الدولية إلى تحقيق هدف الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بإجمالي 50% بحلول عام 2050، رغم وجود مجموعة تشكل ما يزيد على 80% من أسطول النقل البحري التجاري ترغب في وضع هدف خاص للوصول بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى مستوى الصفر بحلول ذلك الوقت، فيما عرضت بعض البلدان مقترحات مشابهة.

من الممكن أن يحقق التوصل إلى إنتاج غاز مسال أكثر نظافة فائدة أيضاً لأنواع الوقود البحري الأخرى، وذلك لأن عملية تصنيعه من الغازات الحيوية، ينتج عنها ثاني أكسيد الكربون إضافي، والذي يمكن استخدامه بعد ذلك في إنتاج غاز الميثانول الذي يحظى كمنتج باهتمام أوسع، حتى من قبل شركة "ميرسك". يمكن استخدام الغاز الطبيعي المسال الحيوي مباشرة كبديل في عملية تشغيل محركات السفن التي كانت تعتمد على الأنواع الأحفورية.

قال كريساكيس: "من وجهة نظري، لا يوجد فارق بين الميثانول النظيف والغاز الطبيعي المسال النظيف". وأضاف: "أنا على ثقة بأنهما سيُستخدمان –كلاهما- ليحلا محل وقودنا الأحفوري".