أرباح "سامسونغ" تقفز بالربع الثالث لأعلى مستوى في 3 سنوات

العلامة التجارية لشركة سامسونغ إلكترونيكس على مدخل المقر الرئيسي للشركة في العاصمة الكورية الجنوبية سول
العلامة التجارية لشركة سامسونغ إلكترونيكس على مدخل المقر الرئيسي للشركة في العاصمة الكورية الجنوبية سول المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ارتفعت أرباح شركة "سامسونغ إلكترونيكس" في الربع الثالث من العام 28%، مسجلة أعلى مستوى في ثلاث سنوات، بعد أن فاق ارتفاع أسعار رقائق الذاكرة، وعقود تصنيع الرقائق، ومبيعات الشاشات التكاليف المتزايدة لإنتاج الإلكترونيات الاستهلاكية.

قالت أكبر شركة لصناعة رقائق الذاكرة والهواتف الذكية في العالم، إنَّ الأرباح التشغيلية ارتفعت إلى 15.8 تريليون وون (13.48 مليار دولار) في الفترة بين يوليو وسبتمبر، مقابل 12.35 تريليون وون للفترة نفسها قبل عام، وهو ما جاء متماشياً مع تقديرات الشركة.

"سامسونغ" راهنت بنجاح على مخاطرة الهواتف القابلة للطي

أرباح تفوق التوقعات

فاقت أرباح "سامسونغ" في الربع الثالث تقديرات المحللين نتيجة دعم النقص المطول في أشباه الموصلات لأسعار رقائق الذاكرة والنظم الإلكترونية التي تستخدم في الحواسيب والهواتف.

ارتفع صافي دخل الشركة إلى 12.06 تريليون وون (10.3 مليار دولار) في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، بحسب ما قالت أكبر شركة في كوريا الجنوبية في بيان يوم الخميس.

وكان المحللون يتوقَّعون صافي أرباح بنحو 11.54 تريليون وون في المتوسط، وفق تقديرات جمعتها "بلومبرغ"، وكانت "سامسونغ" قد كشفت عن أرقام مبدئية أوائل الشهر الجاري، بما في ذلك زيادة بأكثر من 25% في الربح التشغيلي.

بعد عام على بدايتها.. أزمة الرقائق مستمرة

واستفادت أكبر صانعة لرقائق الذاكرة والهواتف الذكية في العالم من الطلب القوي مع تعافي الاقتصاد العالمي من وباء كوفيد- 19، وقدَّمت الزيادة في أسعار أشباه الموصلات دفعة إضافية، ومع ذلك؛ قد تبدأ أسعار شرائح الذاكرة في التراجع خلال الربع الجاري، لأنَّ العملاء أقل حرصاً على تقديم طلبيات جديدة بعد إعادة ملء مخزوناتهم.

ماذا تقول "بلومبرغ إنتليجنس"؟

"النمو في صادرات كوريا من (رقائق ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية) قد يستمر على قدم وساق، لكنَّ الأسعار قد تواصل التراجع، وارتفعت قيمة صادرات تلك الرقائق في سبتمبر بنسبة 29% على أساس سنوي إلى 3.78 مليار دولار، وهي النسبة الأعلى منذ نوفمبر 2018، ومع ذلك؛ فإنَّ الأسعار الفورية المستخدمة عادة في الصفقات الصغيرة بدأت الهبوط في أغسطس، وأسعار العقود الكبيرة قد تتراجع في أي وقت قريب".

ماساهيرو واكاسوغي، محلل في بلومبرغ إنتليجنس

الهواتف القابلة للطي

ارتفعت شحنات الهواتف الذكية، ومتوسط أسعار البيع عن الربع السابق، بفضل إطلاق طرازات"غلاكسي Z" الجديدة القابلة للطي، وقالت "ميريتز سيكيوريتيز" في مذكرة، إنَّ "غلاكسي Z فولد 3"، و"فليب 3" ربما باعا 2.8 مليون وحدة في الربع الثالث، وقد يبيعان حوالي 3.6 مليون وحدة في الربع الحالي.

ولم تشهد أسهم "سامسونغ" تحركات تُذكر في الساعة 9:30 صباحاً في سول بعد أن فقدت أكثر من 10% العام الجاري، وتوقَّع مراقبو القطاع أن تبدأ سوق رقائق الذاكرة في التباطؤ.

وقالت "سامسونغ"، إنَّ نقص المكوِّنات لدى بعض العملاء قد يؤثر في الطلب على الرقائق، وتوقَّعت استمرار الطلب القوي على الخوادم، وأجهزة الحاسب الآلي الشخصية، وأشارت إلى ارتفاع تكاليف المواد الخام، لأنَّها تشكِّل خطراً على الربحية.

وأعاد عملاء الخوادم بناء مخزوناتهم، مما ضغط على مورِّدي رقائق الذاكرة لخفض الأسعار. وقالت شركة "إس كيه هاينكس إنك" المنافسة، يوم الثلاثاء الماضي، إنَّ مرونة العرض تغيرت عن الماضي، إذ يدير مورِّدو الرقائق السعة الإنتاجية بما يتماشى مع الطلب، و ردَّدت مقولة شركة "ميكرون تكنولوجي إنك" بأنَّ التقلبات الواسعة بين النقص والفائض تتضاءل.

نظرة متفائلة

ومع ذلك؛ ما يزال مورِّدو الرقائق متفائلين بأنَّ الطلب لن يتراجع، وقدمت ليزا سو، الرئيسة التنفيذية لشركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز إنك"، نظرة متفائلة يوم الثلاثاء الماضي، متوقعة طلباً قوياً على رقائق الخادم، ووحدات التحكم في عام 2022، في حين ترى سوق أجهزة الحاسب الآلي "مستقرة".

قد تدفع مخاطر الاقتصاد الكلي، مثل أزمة الطاقة في الصين، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وبيانات الوظائف الأمريكية الفاترة العملاء إلى الحد من الطلبات، وقال لي سيونغ وو، المحلل في "يوجين انفستمنت آند سيكيوريتيز": "بالنظر إلى مخاطر التباطؤ الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى انخفاض أسعار رقائق الذاكرة؛ قد تتباطأ أرباح "سامسونغ" حتى النصف الأول من العام المقبل".

في حين تشتهر "سامسونغ" بالهواتف الذكية خارج كوريا الجنوبية؛ فإنَّ أرباحها مدفوعة إلى حدٍّ كبير بأعمال رقائق الذاكرة، وتمثِّل أشباه الموصلات عادة أكبر شريحة من دخلها.

تكنولوجيا جديدة لرقائق الذاكرة

وتستعد الشركة لتحول تكنولوجي كبير إلى ما يسمى برقائق ذاكرة "DDR5" التي تعتبر أسرع من الجيل السابق، وذات كفاءة طاقة محسنة، وقال كيم يونغ وو، المحلل في "إس كيه سيكيوريتيز"، إنَّ منتج "سامسونغ" (DDR5) بسعة 14 نانومتراً، شديد التنافسية، ومن المتوقَّع أن يكون بمثابة نعمة للشركة.

وقال كيم، إنَّ التأخير المطول في طرح معالج الخادم الجديد الذي سيستخدم رقائق "DDR5" - وهو منتج من شركة "إنتل" يحمل الاسم الرمزي "سافير رابيدز" (Sapphire Rapids) - قد يؤثر في الطلب.

"سامسونغ" ستُعين 40 ألف موظف جديد ضمن خطة توسعية بـ 205 مليارات دولار

أيضاً تراهن "سامسونغ" على عملية تصنيع رقائق أكثر تقدُّماً لتكون محركاً للنمو؛ ومن المتوقَّع أن تتوسع إيراداتها من المسبك بمتوسط سنوي 24% حتى عام 2026، مع نمو يصل العام إلى 30%، وفقاً لتوقُّعات "دايشن سيكيوريتيز".

وتخطط "سامسونغ" لبدء إنتاج رقائق 3 نانومتر في النصف الأول، في حين تتوقَّع رائدة القطاع، شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات "TSMC"، أن تبدأ تصنيع تلك الرقائق على نطاق واسع في النصف الأخير من 2022.