10 أسهم خضراء ستتألق مستقبلاً

توربينات رياح من تصنيع شركة "فيستاس ويند سيستمز" في بوتييفو، أوكرانيا
توربينات رياح من تصنيع شركة "فيستاس ويند سيستمز" في بوتييفو، أوكرانيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هناك عبارات تُستخدم كثيراً، مثل: "يتحدث كثيراً عمّا لا يفعله في الواقع"، أو "تسويق رائع"، أو "المبالغة بغرض بيع مزيد".

جرى وضع علامة "ESG"، وهي اختصار لكلمات "البيئية" و"الاجتماعية" و"الحوكمة" (environmental, social and governance)، على كثير من المنتجات المالية، إذ تتدفق الأموال على الصناديق التي تصف نفسها بالامتثال لممارسات الاستدامة. الخوض في هذا المجال تكتنفه صعوبات جمة.

يمكن للمستثمرين، الذين يركزون على "E" التي تمثل المعايير البيئية ضمن معايير الاستدامة (ESG)، التطلع إلى الاستثمار في شركات تستعدّ للنمو وتعمل على إيجاد حلول فعلية للتخفيف من تأثير تغيّر المناخ والتكيف معه.

انقر هنا لقراءة موضوعات أخرى حول الاستثمارات الخضراء

نستعرض آراء ثلاثة من مديري الاستثمار ممن يديرون أكثر من مليار دولار من إجمالي الأصول، ويحللون الاستثمارات التي تساعد على مكافحة تغير المناخ، إذ يستعرضون بعض أفضل اختيارات الأسهم الخاصة بهم في هذا الشأن.

غارفين غابوش، كبير مسؤولي الاستثمار في "غرين ألفا أدفيسورز" (Green Alpha Advisors):

يفضل غابوش بناء محفظته بالتركيز على الشركات التي تمتلك رؤية خاصة، "للتأكد من امتلاكها أفكاراً تساعد العالم على إصلاح نفسه".

دفع ذلك المبدأ غابوش إلى وضع سيناريوهات لتغيّر المناخ تتراوح بين سيناريوهات تقليدية إلى غير تقليدية للغاية. فعلى الجانب التقليدي، هناك شركة "فيستاس ويند سيستمز" (Vestas Wind Systems) العالمية المتخصصة في تصنيع توربينات الرياح البرية، التي تتمتع بعدد كبير من براءات الاختراع ولديها عمليات في توربينات الرياح البحرية أيضاً. وإضافة إلى حقيقة أن "فيستاس" تنتج طاقة نظيفة بسعر تنافسي، يفضل غابوش إبرامها عقود تقديم خدمات لمزارع رياح منافسة، ويصف ذلك بقوله: "الإيرادات تنمو كل عام مع انتشار التوربينات". وأضاف أن "فيستاس تتعرض لأزمة بسبب مشكلات سلسلة التوريد وزيادة النفقات ذات الصلة التي تضر بهوامشها القيّمة للغاية".

اقرأ أيضاً: صناديق الثروة السيادية تزيد استثماراتها في الطاقة المتجددة

أما الجانب غير التقليدي للشركات، حسب وجهة نظر غابوش، فتتمثل في شركتَي التكنولوجيا الحيوية "كريسبر ثيرابيوتيكس" (Crispr Therapeutics) و"كاريبو بايوساينسيز" (Caribou Biosciences) اللتين تشتهران بإمكانياتهما التكنولوجية لاكتشاف علاجات طبية مبتكرة من خلال تحرير الجينوم، إذ يرى غابوش قدرة تقنية تعديل الخصائص الجينية على التأثير في قطاعات الاقتصاد كافة.

يقول غابوش: "توجد أيضاً نتائج هائلة محتملة لتكنولوجيا زراعة الغذاء الذي يمكنه النمو في أي مكان، إذ يحتاج إلى كمية أقل من المياه، أو يمكنه النمو على مياه البحر، وكذلك قطاعات الاقتصاد التي لا تعمل فيها الكهرباء مثل النقل لمسافات طويلة، وماذا أيضاً عن الوقود الحيوي المستخدم فيه الاختراق الجيني والذي يكون حيادياً للكربون بدرجة فعالة للغاية؟".

اقرأ المزيد: الطاقة المتجددة تجذب استثمارات بـ11 تريليون دولار بحلول 2050

لم تحقق شركتا "كريسبر" و"كاريبو"، اللتان تُتداول أسهمهما عند 88 دولاراً و21 دولاراً على التوالي، أرباحاً كافية حتى الآن. ويعلق غابوش قائلاً: "أقول فقط: انظر إلى ما لدى الشركة من براءات اختراع IP وكيف ستصبح الإيرادات بعد 5 سنوات".

يرى غابوش من "غرين ألفا" أن شركة "كوانتوم سكيب" (QuantumScape) المدعومة من "فولكس واجن" التي بدأ تداولها حديثاً، "تحمل فرص نمو كبيرة للغاية". وتعمل الشركة على تطوير تقنية بطاريات الجيل التالي التي يُحتمل انتشارها على نطاق واسع، والتي ستكون بديلاً أكثر ديمومة وموثوقية لبطاريات الوقود الجاف لبطاريات الليثيوم الحالية.

أشار غابوش إلى أن المشكلة لا تتعلق بمدى نجاح تلك التقنيات، وإنما بقدرتها على التوسع بطريقة فعالة من حيث التكلفة، إذ قال: "إذا استطاعوا ذلك فسيمكنهم في نهاية المطاف بيع منتجات لكل شركات تصنيع السيارات الكهربائية في العالم، ومزودي التخزين الثابت. إنهم الآن في المراحل الأولى التي تشهد صعوبات في الإنتاج، لكن لديهم ما يكفي من الإمكانات لدرجة تجعلك تشعر بأن التعرض بنسبة ولو قليلة سيكون مناسباً".

يُتداول سهم "كوانتوم سكيب" بنحو 34 دولاراً.

لوكاس وايت، مدير المحفظة بصندوق تغير المناخ المملوك لشركة "جي إم أو":

يستثمر لوكاس وايت من خلال "صندوق تغيّر المناخ" التابع لشركة "جي إم أو" (GMO) في الوقود الحيوي كأحد الحلول المناخية التي يركز فيها استثماراته، إذ يقول: "مع وجود كثير من حلول الطاقة النظيفة، يجب أن تلقى الدعم الكافي لتمكين هذه التقنيات من تحقيق اختراق أكبر". وأضاف وايت: "يمكن للوقود الحيوي أن يكون له تأثير اليوم، كما أن الانبعاثات التي يسببها أقل بنسبة 80-90% من بدائل الوقود الأحفوري".

تعالج الشركات "المواد الأولية" مثل زيت الطهي المستخدم والدهون الحيوانية والشحوم لتصنيع الوقود الحيوي. ويقول وايت إنّ شركة "دارلينغ إنغريدينتس" (Darling Ingredients) التي يُتداول سهمها بنحو 78 دولاراً، تتمتع بميزة تنافسية، إذ يمكنها الاستفادة من أعمال جمع النفايات الخاصة بها في إنتاج الوقود الحيوي، وكذلك إنتاج علف الحيوانات.

يقيّم وايت سعر تداول سهم "دارلينغ" بمستوى رخيص نسبياً، "مع إمكانية تحقيق ربحية أعلى بكثير مما تحققه في حالة نجاحها في توسعة الإنتاج بشكل كبير".

كما يرى وايت أن الشركة الفنلندية تمتلك فرص نمو كبيرة في مجال الوقود الحيوي. ورغم أن الشركة تعمل في تكرير النفط فإنّ وايت يرى تركّز القيمة بأعمال الشركة في مجال الوقود الحيوي.

قال وايت: "ستصبح لاعباً كبيراً له دور في الإنتاج المبكر لوقود الطائرات المستدام والديزل المتجدد، إذ تتمتع الشركة بأكبر ميزانية للبحث والتطوير".

أما شركة "نيستي" (Neste) التي تعمل على الجيل التالي من المواد الأولية، بما في ذلك الطحالب والمواد البلاستيكية المستعملة، فيقول عنها وايت إن صندوق تغير المناخ التابع لشركة "جي إم أو" لديه استثمار صغير في سهمها الذي يُتداول بنحو 47 يورو (55 دولاراً) في بورصة هلسنكي.

سيصبح تأثير التكنولوجيا التي تُستخدم في صناعة الصلب كبيراً، حسبما يرى وايت الذي يقول: "إن تصنيع الفولاذ التقليدي باستخدام أفران الصهر عملية سيئة لانبعاثات الكربون التي كانت تمثل ركيزة أساسية للاقتصاد العالمي، وكان من الصعب جداً الحصول على حلول نظيفة بديلة". لهذا السبب استثمر وايت بكثافة في "غرافتيك إنترناشيونال" (GrafTech International).

تنتج "غرافتيك إنترناشيونال" أقطاباً كهربائية عالية الطاقة من الغرافيت الذي يُستخدم في أحد أنواع الأفران (فرن القوس الكهربائي). وقال وايت إن هذه الأفران تخفض 90% من انبعاثات الكربون مقارنة بالأفران عالية الطاقة الأخرى، ومن المتوقع أن يكون "كل النمو في صناعة الفولاذ خلال الأعوام العشرين إلى الثلاثين المقبلة في أفران القوس الكهربائي".

أشار وايت إلى أن سهم الشركة يُتداول عند 12.50 دولار، ويبلغ مضاعف ربحيته حسب الأرباح المتوقعة للشركة 6 مرات، ما "يمثل فرصة مثيرة" فيما يتعلق بالمخاطر المحتملة بالنسبة إلى نمو الشركة في الصين التي تنتج فرن القوس الكهربائي بشكل عام، وخصوصاً مع تشدد الحملات الحكومية على صناعات معينة. لكن وايت يقول إنه رغم منافسة الصين في صناعة الأقطاب الكهربائية، لكنها تبقى أقل جودة من التي تصنعها "غرافتيك".

مارك بروينوغ، كبير مسؤولي الاستثمار في صندوق 2040:

يوجه بروينوغ محفظته للاستفادة من القوى البناءة والمدمرة المتعلقة بتغيّر المناخ. ويرى أن شركة الاستشارات والهندسة "تيترا تيك" (Tetra Tech) سيكون لها دور رئيسي في ذلك التوجه.

قال بروينوغ: "ستمثل رأس الحربة في الاستجابة للكوارث الطبيعية من خلال تشييد بنية تحتية أكثر مرونة تستطيع مواجهة الظواهر الجوية الشديدة". ويشير بروينوغ إلى التأثير الإيجابي لتزايد العواصف وهطول الأمطار على ارتفاع سعر سهم الشركة، إذ ارتفع السهم 55% في عام 2021 ليُتداول حالياً حول 176 دولاراً.

يفضل بروينوغ أيضاً شركة "زيليم" (Xylem) التي تقدّم معايير متطورة وجديدة لقياس المياه وإدارتها واكتشاف التسرب.

أما الاستخدام الذكي للمياه المالحة فيمثل تخصصاً آخر يستثمر فيه بروينوغ من خلال شركة "أتلانتيك سافير" (Atlantic Sapphire) التي تدير مرافق المزارع السمكية للسلمون. في ظل الأضرار التي سبّبها الاحترار العالمي لسمك السلمون في المحيط، إلى جانب الصيد الجائر للأسماك كثيف انبعاثات الكربون في الدول الاسكندنافية أو تشيلي وأمريكا الشمالية، تستفيد "أتلانتيك سافير" من خلال مصنعها في الولايات المتحدة من طبقات المياه الجوفية المالحة في جنوب فلوريدا، لإنشاء مرفق كبير لاستزراع سمك السلمون. وقد علّق بروينوغ قائلاً: "تضع الأسماك في مكان أقرب إلى السوق وتزرعها بطريقة أكثر كفاءة".

قال بروينوغ إنّ الشركة التي طُرحت أسهمها للاكتتاب العام في بورصة أوسل منتصف عام 2020 تمثل "تغييراً جوهرياً للغاية في ذلك المجال". لكن السهم الذي يُتداول عند نحو 5 دولارات شهد تقلبات، إذ واجهت الشركة مشكلات تشغيلية، من بينها نقص إمدادات النيتروجين السائل لمنشآتها في فلوريدا، ما يعني أن الأسماك لم تنمُ بالقدر المتوقع.