المستثمرون يتدافعون نحو شركات العملات المشفرة الناشئة لكن ليس في الصين

يدعم المستثمرون المغامرون لأول مرة منذ أربع سنوات مزيداً من الشركات الناشئة في مجال العملات المشفرة والبلوكتشين في الولايات المتحدة، أكثر مما هو الحال في آسيا، في إشارة إلى أن الحملة الصينية على العملات البديلة أدت لتهدئة الصناعة الناشئة في البلاد.

رغم أنها كانت ذات يوم عاصمة للعملات المشفرة، إلا أن القيود الجديدة التي فرضتها الصين على شركات التقنية أدت لخفض عدد الشركات الناشئة في مجال العملة المشفرة والبلوكتشين التي تحصل على التمويل، وفقاً لبيانات جمعتها شركة الأبحاث "سي بي إنسايت" (CB Insights) منذ عام حتى تاريخه. حظرت بكين تعدين العملات الرقمية والعمليات المصرفية المتعلقة بها هذا الربيع، ثم حظرت جميع المعاملات في سبتمبر، ما أجبر العديد من المؤسسين على إغلاق العمليات أو الانتقال.

شركة عملات مشفرة مدعومة من "سوفت بنك" تتصيد الاستحواذات في أمريكا اللاتينية

قال كريس بندستن، المحلل في "سي بي إنسايتس" (CB Insights) لبلومبرغ: "لم نشهد أساساً أي صفقات في الصين. أما في آسيا، تتخذ الشركات مقرات لها في هونغ كونغ والهند وسنغافورة".

لكن مع تلاشي شركات العملات المشفرة والبلوكتشين في الصين، زاد استثمار الدولارات فيها في بقية العالم بشكل كبير. قال بندستن إن الربع الرابع من 2021، هو بالفعل الأكبر على الإطلاق في مجال الاستثمار في الشركات الناشئة في العملات المشفرة، "ولم نصل حتى إلى ديسمبر". قفزت قيمة استثمارات المشاريع في الصناعة على الصعيد العالمي من 3.1 مليار دولار في 2020 إلى 21.3 مليار دولار حتى 30 نوفمبر، بزيادة أكثر من ستة أضعاف.

تراجع في الصين

انخفض عدد الصفقات في الصين بأكثر من النصف مقارنة مع 2020 ووصل إلى 41 حتى الآن هذا العام. انخفضت في الوقت نفسه القيمة الإجمالية لتمويل الشركات الناشئة في مجال العملات المشفرة والبلوكتشين أيضاً بحوالي الثلث لتصل إلى 214 مليون دولار. ارتفع في الولايات المتحدة بأكثر من سبعة أضعاف إلى 10.9 مليار دولار.

تعد هذه الزيادة العالمية إشارة إلى أن القطاع يتجه أخيراً ليصبح توجهاً سائداً. قال بيندستن إن مستثمري رأس المال الاستثماري والأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري للشركات مقتنعون الآن جميعاً. سنرى هذا الاتجاه يستمر العام المقبل".

عملة مشفرة تحمل اسم "أوميكرون" تقفز بعد ظهور المتحوِّر الجديد.. فما الأسباب؟

تعمل شركات المشاريع العامة مثل "باين فينتشرز" (Bain Ventures) على جمع أموال العملات المشفرة المتميزة. يخطط آخرون مثل "لايت سبيد فينتشرز بارتنرز" (Lightspeed Venture Partners)، لبناء الخبرة في هذا المجال. قالت إيمي وو من "لايت سبيد" (Lightspeed): "سيصبح كل شريك في "لايت سبيد" في السنوات القليلة المقبلة من خبراء العملات المشفرة. ستكون مثل الإنترنت بالنسبة لجيلنا".

قال ديفيد باكمان، الشريك منذ فترة طويلة في "فينروك" (Venrock) الذي انضم إلى شركة العملات المشفرة "كوين فوند" (CoinFund) في أكتوبر كشريك إداري، إنه شهد زيادة في الاهتمام منذ طرح "كوين بيس غلوبال" (Coinbase Global) للاكتتاب العام في أبريل. قال: "لقد أيقظ ذلك الكثير من المستثمرين التقليديين"، مضيفاً أن المكاتب العائلية والأوقاف كانت من بين الذين استثمروا في هذا المجال هذا العام.

على سبيل المثال، دعمت أوقاف جامعتي هارفارد وييل نموذج صندوق رأس المال الاستثماري الجديد، وفقاً لصحيفة فاينانشيال تايمز. توصلت "باراديجم" (Paradigm) في نوفمبر لاتفاق حول صندوق بقيمة 2.5 مليار دولار، وهو أكبر صندوق حتى الآن لشركة عملات مشفرة فقط.