توقعات حائرة للطلب المستقبلي على النفط بسبب "أوميكرون"

توقعات متباينة للطلب على النفط بسبب المخاوف من تأثيرات سلبية لمتحوِّر "أوميكرون"
توقعات متباينة للطلب على النفط بسبب المخاوف من تأثيرات سلبية لمتحوِّر "أوميكرون" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تباينت آراء المنظمات التي تقدم التوقعات حول الطلب على النفط في الأشهر المقبلة، حيث ينتشر المتحوِّر "أوميكرون" بسرعة في جميع أنحاء العالم.

وقد ظهر أن منتجي النفط هم المضاربون على الصعود بشكلٍ مفاجئ في تقديراتهم.

قامت وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية و"أوبك" بتحديث توقعاتها لسوق النفط حتى نهاية عام 2022.

تحاول كل من تلك المنظمات إدراك تأثير المتحوِّر الأخير من فيروس كورونا، الذي اكتشف فقط في أواخر نوفمبر ويمثل بالفعل 20% من حالات الإصابة المؤكدة في إنجلترا.

يبرز أحد التغييرات أو التحديثات، في تقديرات تلك المنظمات وجهة نظرهم بشأن الطلب على النفط في الربع الأول من عام 2022.

"أوبك" ثابتة على نظرتها.. وتتوقع زيادة الطلب على النفط 4.2 مليون برميل يومياً في 2022

في حين أدت أعداد الحالات المتزايدة وقيود السفر الدولية إلى قيام وكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة بخفض تقديراتهما للاستهلاك حتى شهر مارس، فإن "أوبك" تسير في مسارٍ مختلف تماماً.

تظل توقعات "أوبك" للربع الحالي دون تغيير عن تلك التي نشرتها قبل شهر، في حين عدَّلت توقعاتها لبداية عام 2022، ورفعتها بمقدار 1.1 مليون برميل يومياً.

تفاؤل "أوبك"

تقدم أوبك توقعاتها الأكثر تفاؤلاً على افتراض أن تأثير متحوِّر "أوميكرون" بالنسبة للطلب على النفط سيكون "معتدلاً وقصير الأجل، حيث يصبح العالم أفضل تجهيزاً لمواجهة كوفيد-19والتحديات المرتبطة به".

أفضل ما يفعله منتجو النفط حالياً هو لا شيء

ترى "أوبك" نمو الطلب مدعوماً "بآفاق اقتصادية ثابتة في كل من الاقتصادات المتقدمة والصاعدة، على الرغم من التضخم الحالي واختناقات سلسلة التوريد، وقضايا التجارة المستمرة وتأثيرها على احتياجات الوقود لأغراض الصناعة والنقل".

في حين أن القفزة كبيرة في توقعات "أوبك" لمستوى الطلب عالمياً على النفط في الربع الأول من 2022، إلا أنها مدفوعة حقاً بالتغييرات التي جرى إدخالها على تقييم المجموعة لمستوى الطلب في العام السابق، في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021.

تصاعد الطلب

تؤدي التنقيحات التصاعدية لهذه الأرقام – مدعومة بالزيادات في تقديرات الاستهلاك بالصين وغيرها من البلدان الآسيوية غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، باستثناء الهند - إلى جانب المستويات الثابتة للنمو على أساس سنوي، إلى القفزة الملحوظة بالنسبة للطلب في بداية عام 2022.

بواقع 5.3 مليون برميل يومياً، أصبحت توقعات "أوبك" بشأن نمو الطلب العالمي على النفط في الربع الأول من عام 2022 قريبة جداً من 5.34 مليون برميل التي توقعتها إدارة معلومات الطاقة.

في حين خفضت الإدارة، ومقرها الولايات المتحدة، توقعاتها للطلب للفترة نفسها بمقدار 550 ألف برميل يومياً، فقد قامت بتخفيض أكبر بمقدار 700 ألف برميل عن تقديراتها للربع الأول من 2021.

نتيجة لذلك، رفعت توقعاتها بشأن نمو الطلب على أساس سنوي خلال الربع الأول من 2022.

توقعات متشائمة

وكالة الطاقة الدولية كانت وحدها التي خفضت توقعاتها لكل من مستوى الطلب في الربع الأول من عام 2022 والنمو على أساس سنوي.

خفَّضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لإجمالي الطلب على النفط في الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل بمقدار 630 ألف برميل يومياً، معظمها تقريباً في شكل وقود الطائرات/ الكيروسين، والتي خفضتها بنحو 600 ألف برميل استجابة "لجداول الرحلات المعدلة، وإلغاء عمليات الحجز التي تم الإعلان عنها".

قد تبدو وجهة النظر مفرطة في التشاؤم في ضوء قرار حكومة بريطانيا يوم الثلاثاء بإنهاء متطلبات الحجر الصحي للوافدين القادمين من 11 دولة في منطقة جنوب أفريقيا، والتي تعتبرها الآن غير فعالة في وقف انتشار المتحوِّر "أوميكرون". قد يؤدي هذا التحول إلى زيادة عدد الرحلات الجوية خلال فترة العطلة.