العالم يسجل أعلى معدل للإصابات اليومية بفيروس كورونا

قطاع الضيافة والترفيه في بريطانيا تلقى ضربة قوية بسبب مخاوف من تفشي "أوميكرون"
قطاع الضيافة والترفيه في بريطانيا تلقى ضربة قوية بسبب مخاوف من تفشي "أوميكرون" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت حالات الإصابة اليومية بفيروس كورونا رقماً قياسياً على مستوى العالم يوم الاثنين، وهو ما أسفر عن اضطراب في موسم العطلات بعد عام من بدء توزيع اللقاحات، وعقب سنتين من تفشي الفيروس الذي يأمل كثيرون زواله.

حطم عدد حالات الإصابة، التي تخطت 1.44 مليون حالة في كافة أنحاء العالم، الرقم القياسي السابق بعد استبعاد يوم واحد في شهر ديسمبر 2020، عندما عدلت تركيا عدداً كبيراً من الحالات بتاريخ قديم. كما بلغ مقياس آخر أشد تحفظاً – من خلال احتساب متوسط ​​التداخل على مدى 7 أيام والذي يقلل من تقلبات الحسابات لمرة واحدة وعدم الانتظام في عملية الإبلاغ عن الحالات - أعلى مستوياته على الإطلاق، وذلك نظراً لموجة الارتفاع العاصفة في حالات الإصابة بعدوى سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا.

"أوميكرون" يتسبّب بإلغاء آلاف الرحلات الجوية عشية عيد الميلاد

يصبح أوميكرون، وهو النوع الأكثر تحوراً والأشد قابلية للانتقال حتى وقتنا هذا، السلالة المهيمنة عالمياً نظراً لقدرتها على تفادي المناعة المولدة من اللقاحات وحالات الإصابة السابقة. وصل متوسط ​​الحالات المتداولة على مدى سبعة أيام في يوم الاثنين إلى نحو 841 ألف إصابة، بزيادة بلغت نسبتها 49% مقارنة بالشهر الماضي، عندما تم رصد متحور أوميكرون للمرة الأولى في جنوب أفريقيا.


وفقاً لما تشير إليه الدراسات، فإنه رغم أن معدل الإصابة بفيروس أوميكرون أسرع بـ 70 مرة من السلالات الماضية، إلا أن أعراض الإصابة ربما لا تكون شديدة، لا سيما بالنسبة للأفراد الذين تلقوا اللقاح وحصلوا على جرعة معززة. ما تزال سهولة انتقال العدوي وارتفاع عدد الحالات يضغطان على القدرة الاستيعابية للمستشفيات في كافة أنحاء العالم، وهو ما يجعل غير الحاصلين على اللقاح وأي فرد في حاجة إلى رعاية طبية بسبب أمراض أخرى في حالة حرجة.

حذرت الحكومات بالفعل من احتمالية تصاعد حالات الإصابة بالعدوى ودخول المستشفيات عقب موسم الأعياد، وهو ما يبث حالة من الإحباط في ظل اقتراب العالم من عامه الثالث لتفشي الجائحة.

استقرار في أعداد الوفيات

يوجد بريق من الأمل خاصة أن أعداد الوفيات اليومية الناجمة عن الإصابة بمرض كوفيد لم تشهد زيادة كبيرة. ودار متوسط ​​التداخل لأعداد الوفيات على مدى 7 أيام حول 7 آلاف حالة منذ منتصف أكتوبر عقب تراجعه من مستوى الذروة الذي بلغه نتيجة تفشي متحور دلتا، وذلك رغم انتشار فيروس أوميكرون.

تعتمد توقعات 2022 على ما إذا كان عدد الوفيات سيتبع عدد حالات الإصابة ويتجه لمستويات أعلى خلال الأيام المقبلة، أو في حال تم التأكد من أن موجة عدوى أوميكرون معتدلة مع تصاعد ظهور بيانات العالم من الممارسات اليومية الحقيقية أكثر. بينما تميل أعداد الوفيات إلى أن تكون خلف معدلات الإصابة ببضعة أسابيع، فإن المؤشرات المبكرة القادمة من جنوب أفريقيا والأماكن الأخرى التي تفشى فيها أوميكرون مبكراً تدلل على أن هناك بعض الانفصال بين المقاييس.

فرنسا تلزم الموظفين بالعمل 3 أيام أسبوعياً من المنزل مع تزايد إصابات كورونا

ربما يقدم توافر أدوات أفضل خاصة بالجائحة تفسيراً لجانب من تصاعد حالات الإصابة. تم رصد حالات إصابة بالعدوى بمعدلات أكبر خلال موجة تفشي أوميكرون بفضل تحسين طرق تتبع مخالطة المصابين والسعة الاستيعابية لاختبارات الإصابة في المعركة العالمية ضد العامل المسبب للمرض.

تضيف أعداد حالات الإصابة التي بلغت مستويات قياسية مزيداً من الضغط على مسؤولي الصحة العامة لإعادة تقييم سياساتهم لاحتواء مرض كوفيد. قلصت الولايات المتحدة المدة الزمنية للعزل الموصى بها للأفراد الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد -19، وهو ما يتيح لهم العودة إلى العمل في وقت أقرب مما سبق وقد يساعد في تقليل الاضطرابات السائدة، التي ربما تسهم في غلق المدارس أو تؤدي إلى عطل في سلاسل التوريد.

أدى ظهور أوميكرون إلى تعطيل المسيرة نحو التعايش مع المرض التي ميزت جزءاً كبيراً من عام 2021. وربما قد يؤدي الامتناع عن العودة إلى عمليات الإغلاق، التي سبقت توافر اللقاحات، وغيرها من القيود المفروضة جراء تفشي وباء كوفيد، إلى السماح للفيروس بالتفشي على نطاق أوسع، رغم أنه يعطي بعض الأفراد أيضاً موسم إجازات أكثر تقليدية لقضائه مع العائلة والأصدقاء بعد عام 2020 المحبط قبل توافر اللقاحات على نطاق كبير.