الطائرات الخارقة لسرعة الصوت تتلقى الضوء الأخضر لبدء اختبارات التحليق

نموذج لطائرة أعمال خارقة لسرعة الصوت
نموذج لطائرة أعمال خارقة لسرعة الصوت المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توصَّلت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية لقوانين جديدة تخصُّ الجيل القادم من الطائرات الفائقة السرعة، في محاولة لتحفيز تطوير الرحلات بسرعات أعلى من سرعة الصوت.

وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية يوم الأربعاء في بيان صحفي عن القوانين مع عمل العديد من الشركات على تطوير نماذج أولية من الطائرات القادرة على الطيران بسرعة أعلى من سرعة الصوت.

تعدُّ هذه الخطوة محاولة لتسهيل الحصول على الأذونات من إدارة الطيران الفيدرالية لتنفيذ اختبارات لرحلات أسرع من الصوت. كما تحظر القواعد الأمريكية الرحلات الروتينية بسرعات تتجاوز سرعة الصوت -حوالي 660 ميلاً (1062 كيلومتراً) في الساعة على ارتفاعات عالية فوق الأرض. كما تعمل الوكالة أيضاً على وضع معايير جديدة أوسع لمثل هذه الطائرات، على حدِّ قولها.

وقالت وزيرة النقل إيلين إل. شاو في بيان صحفي، إنَّ الإجراء المتخذ يأتي خطوةً مهمة نحو إعادة تقديم الرحلات المدنية بسرعة الصوت، ويظهر التزام الإدارة بالابتكار الآمن.

وتحاول شركات من بينها "إيريون كورب"(Aerion Corp)، و"بوم تكنولوجي" (Boom Technology) تصميم طائرة قادرة على التحليق بسرعات أعلى بكثير من النماذج الموجودة، لكن لا تزال هناك مخاوف بشأن دوي اختراق حاجز الصوت، والمشاكل البيئية الأخرى.

إنجاز كبير

قال توم فايس، رئيس مجلس الإدارة وكبير المديرين التنفيذيين في "إيريون"، إنَّ قواعد إدارة الطيران الفيدرالية ستسمح لـلشركة بتحليق طائرة رجال الأعمال "إيه إس 2" فوق اليابسة، بالإضافة إلى الرحلات المخطط لها بالفعل فوق المحيط. وأضاف فايس: "يعدُّ اليوم تاريخ إنجاز عظيم في تطوير الطائرات المدنية التي تتجاوز سرعة الصوت".

وقالت الشركة في نوفمبر، إنَّها استكملت اختبارات نفق الرياح على التصميم، وتأمل في البدء في تجميع النموذج الأولي في عام 2023.

ومن جهتها، كشفت "بوم" أنَّها كانت تخطط لبدء حملة اختبارات الطيران على نموذجها الأولي "إكس بي 1" في وقت لاحق من هذا العام. وقالت الشركة التي يقع مقرها كولورادو في رسالة بريد إلكتروني: "نحن نرحب باهتمام إدارة الطيران الفيدرالية بتوضيح قواعد اختبارات الطائرات التي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت".

سباق لاختراق جدار الصوت

بالرغم من أنَّ هناك العديد من الطائرات العسكرية التي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت؛ فإنَّ النماذج الوحيدة التي تحمل ركاباً مدنيين كانت "كونكورد"، والطائرة الروسية الصنع "توبوليف تي يو 144". وخرجت طائرة "كونكورد" من الخدمة في عام 2003، بعد صراع مع التكاليف المرتفعة، وحادث تحطُّم مميت في عام 2000 أدى إلى فرض حظر طيران على هذا الطراز. وكانت خدمة طائرة "تي يو 144" محدودة.

وأدَّت التكنولوجيا الجديدة في تطوير المحركات، والوزن الأخف للهيكل المصنوع من ألياف الكربون، والإلكترونيات المحوسبة إلى موجة من مشاريع التطوير لطائرة جديدة بسرعات تتجاوز سرعة الصوت. كما انضمَّت شركة "فيرجن غالاكتيك هولدينغز" (Virgin Galactic Holdings)، التي تحاول تطوير رحلات فضائية تجارية إلى السباق، كما ذكرت في العام الماضي.

يعمل المطوِّرون أيضاً على إيجاد طرق لجعل الطائرة أقل صخباً عند تجاوزها حاجز الصوت. كما دفع الصوت الانفجاري المرتفع في الطرازات الحالية إدارة الطيران الفيدرالية إلى منع تحليق الطائرات التجارية التي تتجاوز سرعتها سرعة الصوت فوق اليابسة، مما حدَّ بشدة من المناطق التي يمكنها التحليق فيها.