وجدت النسخة الخامسة والعشرون من استطلاع الرؤساء التنفيذيين العالمي لشركة PWC، أن الرؤساء التنفيذيين في منطقة الشرق الأوسط أكثر تفاؤلاً حول آفاق النمو الاقتصادي مقارنة بنظرائهم حول العالم.
حيث توقع 82% منهم أن يشهد عام 2022 تحسناً في معدلات النمو مقارنة بنسبة 77% عالمياً، كما قال 64% منهم إنهم متيقنون من فرص نمو إيرادات شركاتهم، مقارنة بنسبة 56% عالمياً.
PWC: تسارع وتيرة التعافي من كورونا بدول الخليج رغم مخاوف التضخم
وفي مقابلة على تلفزيون "الشرق" قال ستيفن أندرسون، رئيس قسم الاستراتيجية والأسواق في الشرق الأوسط لشركة PWC إن هناك أربعة عوامل تقود هذه النظرة الإيجابية في المنطقة، وهي:
يذكر أن الاستطلاع الذي شمل آراء 4 آلاف و446 من الرؤساء التنفيذيين في 89 دولة، وجد أن مصر والسعودية تحتضنان أهم سوقين لنمو الإيرادات في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 37% و27% على التوالي، بينما احتلت كل من سوق الولايات المتحدة والصين الصدارة عالمياً.
ووجد استطلاع PWC كذلك أن المخاطر السيبرانية تُشكِّل التهديد الأكبر بالنسبة للمؤسسات العاملة في المنطقة متجاوزةً المخاطر الصحية، حيث أوضح 57% من المشاركين في الاستطلاع أن المخاطر السيبرانية ستؤثر سلباً على شركاتهم.
يقول أندرسون: "من اللافت أن المديرين اعتبروا المخاطر السيبرانية أكثر إلحاحاً، حيث يرونها تشكل عائقاً أمام التحول الرقمي وتبني الابتكار الذي يريدونه لشركاتهم". ووفقاً للاستطلاع يسعى 52% من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط إلى زيادة استثماراتهم المزدوجة في مجال التحول الرقمي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
كما نوّه أندرسون إلى دور التغييرات في التشريعات التي شهدتها المنطقة في تعزيز الاقتصاد، مثل تغيير الإمارات لأيام عطلتها الرسمية وغيرها من ترتيبات العمل التي زادت من جاذبية المنطقة بالنسبة للمواهب.
أما بالنسبة للحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، فلم تحظَ بنسبة كبيرة من اهتمام الرؤساء التنفيذين في المنطقة، وفقاً لاستطلاع PWC، حيث أكد 14% فقط من الرؤساء التنفيذيين أن استراتيجياتهم المؤسسية طويلة الأجل تتضمّن أهداف الحدّ من الانبعاثات، في حين أعرب 5% فقط عن التزامهم بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، وأشار 29% فقط إلى أن نسب المساواة في التمثيل بين الجنسين مشمولة ضمن خططهم.
عن ذلك، قال أندرسون أخيراً: "شعرت بخيبة الأمل من هذه النتيجة"، مضيفاً: "من المفاجئ أن نرى أن الشركات لم تتولَّ القيادة في هذا المجال، خاصة أن الحكومات في المنطقة تتوجه نحو التزامات أكبر نحو الحياد الكربوني"، وأضاف أنه يتوقع أن يتغير هذا الأمر مستقبلاً، حيث تقع المنطقة ضمن موقع استراتيجي في عملية تحول الطاقة، كما توجد بعض القضايا الاجتماعية المُلحة بها: مثل موضوع الضمان الاجتماعي، وتوفير فرص العمل.
وتابع أندرسون: "لا بد للشركات في المنطقة أن ترى الفرص الإيجابية الناتجة عن تبني العناصر البيئية والاجتماعية ضمن سياساتها".