تبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي رسمياً، قيوداً صارمة وشاملة على استثمارات المسؤولين وتداولاتهم، بهدف منع تكرار الفضيحة الأخلاقية التي اجتاحت البنك المركزي الأمريكي العام الماضي.
التغييرات التي أقرت، تقنن المبادئ التوجيهية الجديدة التي أُعلن عنها في أكتوبر لتقييد التداول النشط، وحظر شراء الأوراق المالية الفردية وتعزيز متطلبات الإفصاح بين صانعي السياسات وكبار الموظفين. وتأتي هذه الإجراءات في أعقاب فضيحة نشاط التداول غير الاعتيادي لثلاثة مسؤولين كبار في عام 2020، أثناء تدخل بنك الاحتياطي الفيدرالي بقوة لحماية الاقتصاد من تفشي فيروس "كورونا"، حيث استقالوا جميعهم لاحقاً.
اقرأ أيضاً: فضيحة تداول الأسهم التي هزت الاحتياطي الفيدرالي توفر فرصة لإعادة تشكيله
قال مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بيان الجمعة، إن القواعد الجديدة "تهدف إلى دعم ثقة الجمهور في حيادية ونزاهة عمل اللجنة من خلال الاحتراز من ظهور أي تضارب مصالح".
أوضح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في إحاطة مع الصحفيين، أن القواعد الجديدة حصلت على موافقة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة بالإجماع هذا الأسبوع. وستجري مراجعة أي انتهاكات على أساس كل حالة على حدة، كما قال المسؤولون، الذين لم يقدموا تفاصيل حول العقوبات التي قد تطبق في هذا المجال.
اقرأ المزيد: جهة رقابية أمريكية تمنح مكافأة 200 مليون دولار لمُقدِّم أدلة التلاعب بـ"ليبور"
كان طلب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول للقواعد الجديدة، بمثابة اعتراف بأن المعايير الأخلاقية القديمة للاحتياطي الفيدرالي لم تكن كافية، وهو بذلك الطلب كان يستجيب لمطالب المشرعين بالتغيير، حيث أشارت السيناتور إليزابيث وارين إلى "ثقافة الفساد" في البنك المركزي، بعد انكشاف ذلك النشاط.
يحقق المفتش العام للبنك المركزي في تداول مسؤولين في بنك الاحتياطي الفيدرالي.
استقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، إريك روزنغرين، ونظيره في دالاس روبرت كابلان العام الماضي، بعد أن أثارت سجلات التداول الخاصة بهما تساؤلات حول الالتزام بالمعايير الأخلاقية. أشار روزنغرين إلى اعتلال صحته في إعلان تقاعده المبكر.
أظهرت إفصاحات نائب الرئيس ريتشارد كلاريدا، أنه باع ما لا تقل قيمته عن مليون دولار من الأسهم في صندوق أسهم أمريكية في فبراير 2020، قبل شراء بمبلغ مماثل من الصندوق ذاته بعد بضعة أيام، عشية الإعلان الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي الذي أشار إلى استعداده لحماية الاقتصاد من فيروس "كورونا". استقال كلاريدا في 14 يناير قبل انتهاء فترة ولايته كمحافظ في 31 يناير.
أظهر الكشف المالي لروزنغرين عن عام 2020، معاملات متعددة في صناديق الاستثمار العقاري، حتى عندما كان بنك الاحتياطي الفيدرالي يتدخل في هذا القطاع من الاقتصاد من خلال عمليات شراء ضخمة للأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري. كشف كابلان، الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة "غولدمان ساكس"، عن معاملات عدة تزيد قيمتها على المليون دولار في ذلك العام.
قال مسؤول خلال الإحاطة الصحفية يوم الجمعة، إن القواعد الجديدة تجبر كبار موظفي الاحتياطي الفيدرالي بشكل أساسي على قصر استثماراتهم على أدوات الاستثمار شديدة التنوع، مثل الصناديق المشتركة والصناديق المتداولة في البورصة.
رشح الرئيس جو بايدن محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي لايل برينارد، لتخلف كلاريدا في منصب نائب الرئيس، وهي تنتظر موافقة مجلس الشيوخ على المنصب. وأعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن الأسبوع الماضي أن الخبيرة الاقتصادية سوزان كولينز ستكون الرئيسة الجديدة للبنك.