هل حان الوقت للاشتراك بهواتف "أيفون"؟

هواتف "أيفون إي إي" الذكية أثناء إطلاق المبيعات في المتجر الرئيسي لشركة "أبل" في نيويورك، الولايات المتحدة
هواتف "أيفون إي إي" الذكية أثناء إطلاق المبيعات في المتجر الرئيسي لشركة "أبل" في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

في مكان ما، يعمل فريق من موظفي شركة "أبل" على تصميم جدول بيانات معقد للغاية في محاولة لإيجاد إجابة على سؤال: هل يمكننا جني المزيد من المال من بيع اشتراكات أجهزة "أيفون"؟

يبدو أنَّ الإجابة التي توصلوا إليها كانت "نعم". فقد أفاد مارك غورمان من "بلومبرغ نيوز" يوم الخميس أنَّ الشركة، ومقرها كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، تعمل على تطوير مثل هذه الخدمة. ستتيح هذه الخدمة للعملاء دفع رسوم شهرية، والحصول على أحدث الأجهزة بشكل منتظم، وبالتالي؛ فإنَّ الأمر يصبح أشبه باستئجار "أيفون" بدلاً من شرائه.

"أبل" تطلق أجهزة "أيباد إير" و"أيفون إس إي" الجديدة

مما لا شكَّ فيه أنَّ خطوات "أبل" لها فوائد واضحة، فهي ستجعل المستخدمين الراغبين في ترقية أجهزتهم بانتظام بمثابة أسرى للنظام البيئي لـ "أبل"، وبالتالي؛ تصبح إمكانية استبدال أجهزتهم بهاتف ذكي يعمل بنظام التشغيل "أندرويد" من "غوغل" أقل احتمالاً. بالإضافة إلى أنَّها ستشجع أولئك الذين يُحدّثون أجهزتهم بشكل أقل انتظاماً على فعل ذلك بشكل أكبر، وستصبح الإيرادات أكثر قابلية للتنبؤ.

الشيء المهم هو أنَّ هذه الخطوة ستؤدي أيضاً إلى تحسين الربحية. إليك كيفية فعل ذلك.

دورة الإحلال

في ظل تباطؤ وتيرة الابتكار في كل جيل جديد من أجهزة "أيفون"؛ انخفضت وتيرة شراء العميل العادي هاتفاً جديداً. في الوقت الحالي، يستبدل الأشخاص هواتفهم الذكية كل ثلاثة أعوام في المتوسط، بحسب تقديرات شركة "أبل"، برغم أنَّ دورة الإحلال هذه كانت أقرب إلى عامين في الفترات الأولى من إطلاق "أيفون".

تمكّنت "أبل" من تعويض بعض هذا الإقبال المنخفض على أجهزتها من خلال رفع الأسعار، وإضافة خدمات باشتراك مثل: "أبل ميوزك"، و"أبل تي في+"، و"أبل

فتنس+"، مع تسريع الاعتماد على نظام "أي كلاود"، لكنَّ العملاء لا ينجذبون إلى شراء أجهزة "أيفون" جديدة بشكل منتظم كما اعتادوا. مع استمرار ارتفاع متوسط سعر الهاتف؛ يشعر بعض المستثمرين بالقلق إزاء مدى قدرة "أبل" على دفع الأسعار فوق 1000 دولار، خاصة أنَّ محافظ العملاء تعاني من ضغوط التضخم.

إنفوغراف.. أيفون تشكل 51% من إيرادات "أبل" بالنصف الأول من 2021

تعد هذه العقود، التي عادةً ما تستمر لمدة عامين، طريقة جيدة للنظر في التكلفة في سياق العرض التمويلي الحالي الذي تقدّمه "أبل". وبالتالي؛ فإنَّ جهاز "أيفون 13 برو" البالغ سعره 999 دولاراً سيكلفك 41.62 دولار شهرياً لمدة 24 شهراً.

بعبارة أخرى؛ فإنَّه في مقابل كل ثلاثة أعوام من متوسط ملكية العميل للجهاز؛ ستتلقى "أبل" إيرادات من أجهزتها لمدة عامين فقط.

كما أنَّ فكرة الاشتراكات من شأنها حث العملاء على الإنفاق بشكل أكثر انتظاماً بعد تلك الأعوام البور.. فكّر في الأمر على مدى ستة أعوام؛ ففي ظل الظروف الراهنة يشتري العميل العادي جهازين في تلك الفترة مع دفع مبلغ يزيد عما سيدفعه خلال العامين لكل منهما، لكنَّ فكرة الاشتراك ستقوده على الأرجح لشراء ثلاثة أجهزة على الأقل، وربما أكثر إذا اختار فئة أعلى سعراً.

أرباح أعلى

في الوقت نفسه، ستسمح هذه الإيرادات الإضافية أيضاً لشركة "أبل" بفرض رسوم أقل على أساس شهري، مقارنة بعروض التمويل الحالية، مع جني المزيد من الأرباح. يبلغ هامش الربح الإجمالي الذي تجنيه الشركة من هاتف "أيفون 13 برو" حوالي 43%، بحسب تقديرات فاتورة المواد الصادرة عن شركة تحليل البيانات "تيك إنسايتس" (TechInsights). وسيؤدي خفض هذا الهامش الإجمالي بنسبة تصل إلى 8% إلى استمرار تحقيق "أبل" لمزيد من الأرباح المطلقة، لأنَّ هامش الربح البالغ 35% من 2,997 دولار (سعر ثلاثة أجهزة أيفون) يزيد عن 43% من 1,998 دولار (سعر جهازين فقط).

علاوة على ذلك؛ بما أنَّ العملاء سيضطرون على الأرجح لإعادة أجهزتهم القديمة مع كل تحديث؛ ستكون "أبل" قادرة على إعادة تدوير أو تجديد الأجهزة القديمة لإعادة بيعها. هذه فرصة كبيرة لزيادة الأرباح التي يمكن جنيها من الجهاز نفسه من جديد، فالإصدارات المُجددة من هاتف "أيفون 11برو" الصادر منذ عامين معروضة للبيع على الموقع الإلكتروني لـ "أبل" بسعر يقل بنسبة 22% في المتوسط عن السعر الأصلي للهاتف الجديد. كما ستعزز الأجهزة المعاد تدويرها أيضاً أوراق الاعتماد البيئي لـ "أبل".

إنفوغراف.. "أبل" تريد جعل "أيفون" آلة للدفع التلامسي

بشكل عام، هي طريقة بارعة لجني أرباح إضافية من العملاء، خاصة إذا كانت تحديثات "أيفون" القادمة لا تقدّم سوى تحسينات محدودة فقط. في الوقت الحالي، تستفيد "أبل" من توق العملاء إلى الأجهزة الداعمة لشبكات الجيل الخامس، كما تسارعت وتيرة تحديث العملاء لأجهزتهم، لكنْ هذا الاتجاه لن يستمر على الأرجح إلى الأبد.