صندوق تحوُّط لم يخسر خلال 10 سنوات يضخ الأموال في الأسهم الروسية

مشهد للعاصمة الروسية موسكو
مشهد للعاصمة الروسية موسكو المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

حقق ديفيد أماريان إنجازاً يمكن للعديد من المستثمرين أن يحلموا به فقط، إذ سجَّلت محافظه الاستثمارية ارتفاعاً كل سنة على مدار العقد الماضي.

وارتفع الصندوق الرئيسي في شركة "بالتشوغ كابيتال" (Balchug Capital)، مقرها موسكو، بنسبة 23% عام 2020، مما عزز عائده الإجمالي منذ إنشائه في يناير 2009 إلى 91%، وفقاً لخطاب للمستثمرين بالصندوق اطلعت عليه وكالة "بلومبرغ نيوز ". هذه النسبة تتقدم بكثير على مؤشر "ستادرد آند بورز 500" الذي حقق 56% ومؤشر "إم إس سي أي" للأسواق الناشئة الذي حقق 41% خلال تلك الفترة.

واستفاد أماريان، البالغ من العمر 40 عاماً، العام الماضي من خلال مراكمة الأموال في سلة من أسهم "التعافي"، وخاصة الشركات الأمريكية ذات الميزانيات العمومية القوية التي تراجعت جرّاء عمليات بيع في مرحلة مبكرة من تفشي وباء كورونا. ومع صعود هذه الأسهم، تخارج صندوقه من هذه الأسهم. كما تحول إلى اتجاه البيع في روسيا في شهر فبراير الماضي، حيث باع أصول صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة ذات الرافعة المالية للوقاية من تراجع سعر صرف الروبل الروسي.

وتزيد "بالتشوغ كابيتال"، التي تدير استثمارات بقيمة 250 مليون دولار خارج بلدها، من الرهان الآن على الأسواق قرب موطنها الأصلي، حيث تستثمر ما يصل إلى نصف أموال صندوقها الرئيسي في الأسهم بروسيا ودول الاتحاد السوفيتي سابقاً. ويمكن أن تنتعش الأسهم الروسية بفعل تزايد نشاط المستثمرين في تداول أسهم الأسواق الناشئة، كما أن توزيعات الأرباح المرتفعة والصعود المحتمل في أسعار النفط يزيدان أيضاً من جاذبيتها، وفقا لــ أماريان.

مُضيفاً في مقابلة معه: "السوق الروسية، بعد أداء ضعيف في 2020، يجب أن يكون أداؤها أفضل هذا العام وتتفوق على معظم أقرانها. ومع ذلك، فإن احتمال فرض عقوبات جديدة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن يمكن أن يؤدي إلى تقلبات في السوق. وهذا هو السبب في أن روسيا تظل سوق المدير "النشط" (يعتمد على البحث والتحليل وحسن التوقع). ويجب أن تعرف الاتجاهات والمواقف واللاعبين والأخطار جيداً وأن تكون قادرا على الاستجابة بسرعة لأيّ تطور ".

بدأ أماريان، وهو ذو جذور أرمنية، متابعة سوق روسيا عام 2004 حيث عمل في "ألاينس بيرنشتاين" و "سيتي غروب" وبنك الاستثمار "ترويكا ديالوغ" ومقره موسكو، قبل أن يطلق صندوق التحوط الخاص به "كوبرستون كابيتال" (Copperstone Capital). ومن عام 2011 إلى 2018، حققت محافظه الاستثمارية مكاسب كل عام، بمتوسط ​​عائد سنوي بلغ 16.5% بعد خصم الرسوم والعمولات، استناداً للوثائق التي اطلعت عليها "بلومبرغ نيوز ". قال أماريان إنه يبحث عن المواقف الاستثمارية التي تحركها الأحداث، والتي لها ارتباطات منخفضة نسبياً مع السوق الأوسع.

وبالمقارنة، كان متوسط ​​العائد السنوي لصناديق التحوُّط في الأسواق الناشئة في العقد الماضي 1.6 %، بحسب المعطيات التي جمعتها شركة "يوريكاهيدج" لتحليل البيانات.

وفي مارس 2016، كان أماريان وصندوقه "كوبرستون كابيتال" من بين مجموعة من المُدّعى عليهم والذين دفعوا ما يقرب من 18 مليون دولار لتسوية مزاعم هيئة نظامية أمريكية بأنهم شاركوا في عمليات تداول بناءً لمعلومات داخلية تم الحصول عليها عبر اختراق لبيانات. وجرى تغيير اسم الشركة إلى "بالتشوغ كابيتال" بعد فترة وجيزة.

ورفض "أماريان"، الذي لم يعترف أو ينفي ارتكاب أيّ مخالفات كجزء من التسوية، التعليق على القضية أو على أداء صندوقه.

وقال إن الدراسة المتعمقة والاستثمار في حفنة من الشركات هو الوسيلة الأكثر فعالية وأماناً للعب في السوق الروسية. وفيما يلي ثلاثة من أفضل الأسهم التي اختارها في بلده:

1- "ياندكس إن في" (Yandex NV)، حيث تُعدُّ شركة الإنترنت التي تتخذ من موسكو مقراً لها واحدة من أفضل الشركات العاملة في روسيا. وارتفع السهم لسنوات متتالية منذ عام 2014. ويرى أماريان أن هناك فرصة جيدة لإدراج اسهمها في مؤشر "ناسداك 100"، مما قد يسهم في تفوق أدائها.

2- "روستي بي جيه إس سي" (Rosseti PJSC)، الشركة التي يقع مقرها في موسكو، يُرجّح أن تستفيد من الاندفاع نحو الطاقة المتجددة لأنها تبني محطات شحن للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء البلاد.

3- "تاتنيفت بي جيه إس سي" (Tatneft PJSC)، خامس أكبر شركة نفط في روسيا ، وهي مصدر كبير لتوزيعات الأرباح، وفقا لــ أماريان، الذي نوّه بأن تصديق روسيا على اتفاقية باريس للمناخ يشير إلى دفع الشركات الكبرى في البلاد لجذب الأموال للمشاريع المتوافقة مع المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG).