خطة بايدن من أجل وقود أرخص قد تعني مزيداً من التلوث

مضخة وقود تملأ خزان إحدى المركبات في محطة تابعة لشركة "كونوكو" في فورت وورث بولاية تكساس. تقضي خطة الرئيس الأمريكي بزيادة مبيعات وقود "إي 15" ذي محتوى الإيثانول الأعلى من المعتاد في معظم المحطات الأمريكية خلال أشهر الصيف
مضخة وقود تملأ خزان إحدى المركبات في محطة تابعة لشركة "كونوكو" في فورت وورث بولاية تكساس. تقضي خطة الرئيس الأمريكي بزيادة مبيعات وقود "إي 15" ذي محتوى الإيثانول الأعلى من المعتاد في معظم المحطات الأمريكية خلال أشهر الصيف المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يراهن الرئيس الأمريكي جو بايدن بقوة على خطة جديدة لخفض تكاليف البنزين، لكن على ما يبدو، فإن تلك الخطة قد تجعل الهواء أكثر تلوثاً.

يخطط بايدن لزيادة مبيعات البنزين ذي محتوى الإيثانول الأعلى من المعتاد خلال أشهر الصيف، علماً أن غالبية محطات الوقود الأمريكية توفر بالفعل البنزين الممزوج بحوالي 10% من الإيثانول المصنوع من الذرة. وبذلك، سيتمكن المزيد من السائقين خلال هذا الصيف، من ملء خزانات سياراتهم بوقود "إي 15" (E15) الذي يحتوي على 15% من الإيثانول.

لا يُباع وقود (E15) عادةً في أجزاء من الولايات المتحدة خلال أشهر الصيف، لأنه يُعتقد بأن خليطه أكثر تقلباً، وهو يطلق المزيد من الجسيمات التي تؤدي إلى تلوث الهواء. وبالتالي، فإن هذا الأمر سيمثل مشكلة بشكل خاص خلال الصيف، عندما تتفاعل الحرارة المتزايدة والضوء مع الجزيئات، لتكوين المزيد من الضباب الدخاني.

اقرأ أيضاً: بايدن يسعى لترويض أسعار البنزين بالاعتماد على الذرة

تعكس هذه الخطوة موقف بايدن الذي لا يحسد عليه، والذي يحاول معه تهدئة التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوى له في 40 عاماً. اتخذ الرئيس، الذي خاض حملته الانتخابية مع وعود بمكافحة تغير المناخ، عدداً من الخطوات الأخيرة التي يبدو أنها تتعارض مع هذا الهدف من أجل التعامل مع أسعار البنزين التي تجاوزت 4 دولارات للغالون على الصعيد الوطني. كذلك، دعا بايدن - إضافة إلى خطة وقود (E15) – تحالف "أوبك+" ومنتجي النفط الأمريكيين، إلى زيادة الإنتاج.

اقرأ المزيد: إنفوغراف.. أسعار البنزين في أمريكا عند مستويات قياسية

قالت ريبيكا بابين، كبيرة متداولي الطاقة في "سي آي بي سي برايفت ويلث مانجمنت" (CIBC Private Wealth Management)، في مقابلة مع "تلفزيون بلومبرغ"، إن توسع بايدن في نشر وقود (E15)، سيكون له التأثير الأكبر في الغرب الأوسط في الولايات المتحدة، حيث يمكن أن تنخفض الأسعار بحوالي 10 سنتات للغالون.

لكن بخلاف ذلك، يُتوقع أن تكون النتيجة ضئيلة للغاية، لأن قلة من محطات الوقود قادرة على توفير مزيج (E15).

قد يترك الأثر المحدود لخطة وقود (E15) على السعر، إدارة بايدن في حالة بحث عن المزيد من الطرق لخفض تكاليف الوقود. من المحتمل أيضاً أن ينظر المدافعون عن المناخ إلى بعض خياراتها الأخرى، على أنها خطوة إلى الخلف.

معيار الوقود المتجدد

سيكون التراجع عن التفويضات الفيدرالية لمزج الوقود المتجدد، واحداً من هذه الخيارات.

يتطلب البرنامج الحالي، المعروف باسم "معيار الوقود المتجدد" (Renewable Fuel Standard)، مزج البنزين والديزل بالوقود المتجدد، وهو أقل كثافة كربونية، مع التذكير بأن الحفاظ على هذا المطلب، كان عنصراً مهماً في دفع إدارة بايدن لتقليل اعتماد الدولة على الوقود الأحفوري.

لكن هذا التفويض يرفع أيضاً من تكاليف مصافي النفط. قد يؤدي التنازل عن هذا الشرط إلى أسعار أرخص للبنزين. ويواجه بايدن حالياً بعض الدعوات لتقليل أهداف مزج البنزين لعام 2022، المقرر الانتهاء منها في يونيو.

إعفاءات ضغوط بخار ريد (RVP)

يعد إصدار إعفاءات للسماح ببيع البنزين الذي يمكن أن يتبخر بسهولة في الغلاف الجوي خلال فصل الصيف، من الخطوات الأخرى التي يُحتمل أن تؤدي إلى خفض تكاليف البنزين.

تضع وكالة حماية البيئة حالياً معايير لـ"ضغوط بخار ريد" (RVP) التي تحد من انبعاثات احترار الطقس. وتسمح إعفاءات "ضغوط بخار ريد"، التي تُستخدم عادةً لزيادة الإمداد أثناء حالات الطوارئ مثل الأعاصير، بتدفق جزء أكبر من مكونات البنزين إلى الوقود النهائي، مثل البيوتان.

بالطبع، ستؤدي هذه الخطوة أيضاً إلى زيادة الانبعاثات، مع تأثير محدود على أسعار البيع، حيث إن تكلفة البنزين الصيفي الذي يحتوي على "ضغوط بخار ريد"، أقل ببضعة سنتات للغالون الواحد من البنزين الشتوي عالي الجودة، استناداً إلى أسعار سوق الجملة.