"نتفلكس" تسجل أول تراجع في عدد المشتركين منذ 10 سنوات

شعار "نتفلكس" على لافتة بجوار موقع بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة
شعار "نتفلكس" على لافتة بجوار موقع بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة المصور: مايكل ناجل/بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد عقد من النمو السريع الذي هز ركائز عمل هوليوود، توقفت "نتفلكس" عن النمو، فقد أعلنت الشركة عن خسارة خدمة البث 200 ألف عميل في الربع الأول من العام الحالي، في ما تُعَدّ المرة الأولى التي تفقد فيها الخدمة مشتركين منذ عام 2011.

تتوقع "نتفلكس" خسارة مليونَي عميل آخرين في الربع الثاني من 2022، حسب بيان صادر يوم الثلاثاء، لتسجل بذلك أسوأ عام لها على الإطلاق منذ تاريخ إدراج الشركة.

ترقب المستثمرون والمحللون والمسؤولون التنفيذيون في هوليوود إعلان الشركة عن تباطؤ في مطلع العام الجاري، لكنهم ما زالوا يتوقعون إضافة "نتفلكس" 2.5 مليون مشترك.

تراجعت أسهم الشركة في تعاملات ما بعد الإغلاق، ليصل تراجعها إلى أكثر من 40% منذ بداية العام.

رجعت إدارة "نتفلكس" التراجع إلى 4 أسباب، من بينها انتشار مشاركة كلمات المرور وتزايد المنافسة.

قالت الشركة إنّ 100 مليون أسرة تستخدم خدماتها ولا تدفع مقابلها، في ظل بلوغ عدد مشتركيها 221.6 مليون مشترك، وتحاول الشركة تجربة عديد من الطرق لاشتراك هؤلاء المشاهدين.

اقرأ أيضاً: "نتفلكس" تعلّق جميع خدماتها في روسيا بسبب الحرب الأوكرانية

كتبت إدارة الشركة في رسالة إلى المساهمين: "معدل اختراقنا للأُسَر كبير، وبالنظر إلى مشاركة عدد كبير من تلك الأُسَر للحسابات، إضافة إلى تزايد المنافسة، فإنّ هذا يخلق رياحاً معاكسة لنمو الإيرادات".

سيكون لنتائج الشركة تداعيات على كل شركات الترفيه الكبرى، في ظل تخلي ملايين العملاء عن الدفع مقابل مشاهدة البث التليفزيوني، في الوقت الذي اندمجت فيه شركات ترفيه أمريكية عملاقة وأُعيدت هيكلتها حتى يمكنها المنافسة مع "نتفلكس"، إذ دعم المستثمرون ذلك التحول الاستراتيجي، واشتروا أسهماً في شركات مثل "ديزني" التي أظهرت التزاماً في توجهها إلى البث المباشر.

دخول متأخر

سوف تدفع تراجعات "نتفلكس" المستثمرين إلى التساؤل عما إذا كانت الشركات الإعلامية التي لحقت بالمجال مؤخراً قادرة على إضافة عدد كافٍ من المشتركين، مقابل الأموال التي ينفقونها على البرامج الجديدة.

استبعد الرئيسان التنفيذيان المشاركان، ريد هاستينغز، وتيد ساراندوس، أن يكون التباطؤ الأخير تراجعاً في النمو، لكنه انخفاض لسرعة النمو الذي ارتبط بفترة الوباء، ما أدى إلى تسارع نمو أعمال الشركة في عام 2020.

"إس آند بي" ترفع التصنيف الائتماني لـ"نتفلكس" إلى الدرجة الاستثمارية

لكن بالفعل تشهد إضافة مشتركين جدد تباطؤاً على مدار عام ونصف، فيما لم تعُد الشركة إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا حتى الآن.

فقدت "نتفلكس" عملاء في ثلاث من مناطقها الأربعة، إذ خسرت أكثر من 600 ألف مشترك في الولايات المتحدة وكندا، ورجعت الشركة أغلب التراجعات في عدد المشتركين إلى زيادة الأسعار، مشيرة إلى أن التراجع كان متوقعاً.

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في فقدان الشركة 700 ألف مشترك بعدما اضطرت إلى سحب خدماتها في "Ruestimatesssia"، ما أدى إلى خسارة 300 ألف مشترك في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

نقطة مضيئة

كانت آسيا النقطة المضيئة الوحيدة، إذ نجحت "نتفلكس" في إضافة أكثر من مليون عميل هناك، بدعم من الأعمال الجديدة الشهيرة، مثل الدراما الكورية الجنوبية "كلنا أموات" (All of Us Are Dead).

توقعت "نتفلكس" نمو عدد المشتركين بشكل عام بنحو 2.5 مليون في الربع الأول، تماشياً مع تقديرات وول ستريت تقريباً، فيما توقع المحللون زيادة أعداد المشتركين 2.43 مليون مشترك في الفترة الحالية.

لا تزال "نتفلكس" متقدمة جداً بفارق كبير على معظم منافسيها خارج الولايات المتحدة، وتحافظ على مكانتها كأكبر خدمة بث تليفزيوني في العالم.

تعتقد الشركة أنها قادرة على الخروج من مأزقها الحالي عن طريق جذب عملاء جدد بتقديم برامج أفضل وإيجاد طرق أكثر لزيادة قاعدة مستخدميها الحاليين، حتى إذا كانت "وول ستريت" ترى أن ذلك أمر مطروح للنقاش.

نمت إيرادات الشركة في الربع الأول 9.8% لتبلغ 7.87 مليار دولار، وهي دون توقعات المحللين، فيما بلغت ربحية السهم 3.53 دولار، متجاوزة التوقعات البالغة 2.91 دولار بفارق كبير.

تتوقع "نتفلكس" نمو الإيرادات في الربع الحالي بنسبة 9.7% لتصل إلى 8.05 مليار دولار، وبلوغ ربحية السهم 3 دولارات، ليأتي كلاهما أقل من تقديرات "وول ستريت" البالغة 8.23 مليار دولار للإيرادات و3.02 دولار لربحية السهم.