"فولكس فاغن" تراهن على بطاريات بتكنولوجيا تتفوق على "تسلا"

تكنولوجيا جديدة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية من فولكس فاغن
تكنولوجيا جديدة لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية من فولكس فاغن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أعلنت "كوانتوم سكيب" الشركة الناشئة التي تعمل في مجال البطاريات، وتعتبر "فولكس فاغن" أكبر مساهميها، أن البيانات الجديدة تُظهر إمكانية شحن بطاريتها بنسبة تصل إلى 80% من طاقتها الكاملة خلال 15 دقيقة، أي أسرع مرتين تقريباً من بطارية "تسلا" من طراز 3.

وتشير بيانات الأداء الخاصة بالبطارية، التي لايزال عليها اجتياز مرحلة اختبارات الأداء على الطريق، إلى أن بطاريات "كوانتوم سكيب" يمكن أن تمنح السيارة الكهربائية حوالي 50% أكثر من الأميال التي توفرها البطاريات الحالية. كما يمكن أيضًا شحنها حتى 800 مرة مع أقل قدر من الإهلاك وتناقص الجودة للبطارية، ما يلبي معيارًا لقياس جودة البطاريات في معظم السيارات الكهربائية. ولكن الشركة الناشئة لم تثبت بعد قدرتها على تصنيع بطاريتها الجديدة بكميات كبيرة.

وكانت "كوانتوم سكيب" قد جمعت ما يزيد على 700 مليون دولار من خلال طرحها للاكتتاب العام بعد عملية اندماج في وقت سابق من العام الماضي. وحالياً، تسعى الشركة الناشئة إلى تعزيز ثقة المستثمرين في قدرتها على تحقيق تقدم استعصى على الباحثين في مجال البطاريات لعقود.

وتعد الشركة، التي يقع مقرها في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، واحدة من عدة شركات، تعمل على تطوير بطاريات الحالة الصلبة، وهو ابتكار يحمل وعدًا بتسريع اعتماد المركبات الكهربائية بشكل كبير من خلال تزويد صانعي السيارات ببديل أرخص وأكثر أمانًا من بطاريات الليثيوم أيون.

وقال فينكات سرينيفاسان، مدير مركز البطاريات التابع لـ"مختبر أرغون الوطني" المدعوم من قبل الحكومة، والذي تحدث قبل رؤية البيانات: "إن السؤال الأهم هو ما إذا كانت العملية التي تستخدمها "كوانتوم سكيب" في المختبر يمكن أن تنجح في بيئة المصنع، فقد كانت تلك هي المرحلة التي تعثرت فيها معظم الشركات الناشئة".

وتستخدم بطاريات الحالة الصلبة مواد صلبة بدلاً من السوائل القابلة للاشتعال لتمكين الشحن والتفريغ. ومن المحتمل أن تتمكن تلك البطاريات من تخزين طاقة أكبر من بطاريات الليثيوم أيون لتوسيع نطاق القيادة، وخفض التكاليف، وتعزيز الأمان وتقليل أوقات إعادة الشحن، مما يجعل المركبات الكهربائية على قدم المساواة مع المركبات التي تعمل بالبنزين. وتجدر الإشارة إلى أن "كوانتوم سكيب" تستخدم مقدارا من الـ"إلكتروليت هلامي" يساوي نصف ما هو موجود في بطارية ليثيوم أيون نموذجية، ما يعني أنها لم تستغل بعد إمكانات التكنولوجيا بالكامل.

التزام فولكس فاغن

تحاول شركات صناعة السيارات مثل "تويوتا" و "تسلا" والشركات المتخصصة في صناعة البطاريات، بما في ذلك "سامسونج" و"إمبريكس"، بالإضافة إلى الشركات الناشئة مثل "سوليد باور" و "كيوبرج" فك شفرة بطاريات الحالة الصلبة، إلا أنه حتى الآن لم ينجح أي منها بصناعة منتج تجاري وتركيبه في سيارة حقيقية. ووفقًا لـ"بلومبرغ NEF"، يتوقع بعض المصنعين الصينيين بدء الإنتاج الضخم لبطاريات الحالة الصلبة خلال العامين المقبلين.

فائز بسباق ريادة الجيل التالي من البطاريات

وقد التزمت "فولكس فاغن" باستخدام تقنية "كوانتوم سكيب" في سياراتها الكهربائية من خلال مشروع مشترك، وذلك في حال توفر إنتاج كافٍ من البطاريات وبأسعار تنافسية.

ولكي تصبح البطاريات قابلة للتطبيق تجاريًا، تحتاج الشركة الناشئة إلى التعامل مع ثلاث قضايا رئيسية. حيث يجب أن تصنع بطاريات أكبر، ومتعددة الطبقات مقارنة بما تختبره في بيئة معملية خاضعة للرقابة. كما تحتاج أيضًا إلى بناء خط تصنيع موثوق به لبعض المكونات الهامة مثل أجهزة الفصل الخزفية. وأخيرًا، يتعين عليها جمع هذه المكونات ووضعها في مصنع حيث يمكنها إنفاق مليارات الدولارات على تكاليف المعدات والآلات اللازمة لإنتاج كميات كبيرة من البطاريات.

وقال ستان ويتينغهام، أستاذ الكيمياء في "جامعة بينغهامتون" في نيويورك والفائز المشارك بجائزة نوبل في الكيمياء لعام 2019: "لم أر بيانات بهذه الجودة في أي مكان آخر". كما قال ويتينغهام خلال حلقة نقاشية خلال احتفالية نظمتها "كوانتوم سكيب": "عليك فقط أن تجعل البطاريات أكبر، وتضعها داخل السيارات".

ثقة المستثمرين

ويبدو أن المستثمرين يثقون بقدرة الشركة الناشئة على اجتياز قفزة التصنيع الشامل، فقد ارتفعت قيمة أسهم "كوانتوم سكيب" لأكثر من ضعف قيمتها، وكانت قد بدأت التداول في 27 نوفمبر من 2019، بعد اندماجها مع "كينغستون كابيتال أكويزيشن"، وهي إحدى شركات "الشيكات على بياض" والتي يسمى "سباك" والتي تؤسس خصيصاً لغرض صفقات الدمج والاستحواذ.

وشهد السهم تذبذبات حادة منذ ذلك الحين، ويتعين على الشركة إثبات قدرتها على نقل تقنيتها من المختبر إلى خط التصنيع، وفقًا لمارك نيومان، المحلل في "سانفورد سي برنشتاين" في هونغ كونغ، والذي صنف سهم "كوانتوم سكيب" كسهم "ضعيف"، وتوقع أن يكون السعر المستهدف للسهم 28 دولارًا.

وكتب نيومان في مذكرة بتاريخ 30 نوفمبر 2020: "على الرغم من تفاؤلنا بشأن فرص البطارية والفريق والتكنولوجيا، إلا أننا نعتقد أن سعر السهم مبالغ فيه نظرًا للعقبات الكبيرة التي تحول دون التسويق".

الفاصل الصلب

تُعد الزيادة الضخمة في رأس المال بمثابة أولى الخطوات الهامة لشركة "كوانتوم سكيب" نحو تسويق تقنيتها، حيث تستطيع الشركة بناء أول مصنع للبطاريات سيكلف 1.6 مليار دولار، وهو مشروع مشترك مناصفةً مع شركة "فولكس فاغن"، والذي من المفترض أن يبدأ إنتاج البطاريات من خلاله في عام 2024.

وتحظى "كوانتوم سكيب"، التي انبثقت من جامعة ستانفورد، بدعم بيل غيتس وأصحاب رؤوس الأموال المغامرة جون دوير وفينود خوسلا. كما أن اثنين من أعضاء مجلس إدارتها هما موظفان متقاعدان من شركة "تسلا "، بما في ذلك كبير مسؤولي التكنولوجيا السابق في "تسلا"، جيفري براين ستراوبيل.

ويعتبر فاصل السيراميك من أهم العوامل التي تميز بطارية "كوانتوم سكيب"، والذي هو عبارة عن لوح رفيع ومرن يسمح لأيونات الليثيوم بالانتقال ذهابًا وإيابًا بين النهايتين الموجبة والسالبة لخلية البطارية مع منع معدن الليثيوم من تكوين الـ"تشعبات" التي تسبب حرائق البطاريات.

وصرح الرئيس التنفيذي جاغديب سينغ في مقابلة: "لم يصنع أحد فاصلًا صلبًا يمكنه الدوران بنفس معدلات القوة أو في نفس درجات الحرارة أو طوال تلك المدة. وبدون هذه الأمور، لن يكون لديك بطارية يمكن استخدامها داخل السيارات الكهربائية".