زيادة أسعار الفائدة الأمريكية هي "فجر كاذب" عند الخائفين من التضخم

 مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في واشنطن
مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في واشنطن المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ربما صار ذلك الشعور الجماعي بالارتياح الذي غمر الأسواق بعد ضغوط رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول ضد تخمينات رفع أسعار الفائدة بنسبة كبيرة جداً شعوراً قصير الأمد.

ومصدر القلق أنه في غياب أي تدخل حاسم وشديد، ستواجه الأسواق تلك التركيبة السامة من ارتفاع عنيد في معدل التضخم وتباطؤ في النمو الاقتصادي.

باول: زيادة الفائدة بـ0.5% إضافية على طاولة "الفيدرالي" في الاجتماعين المقبلين

رغم أن بنك الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهي أعلى زيادة منذ عام 2000، وألمح إلى تدخلات مماثلة في الأشهر المقبلة، فقد قال باول إن رفع الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس "ليس من الأمور التي تعمل اللجنة على دراستها"، ما أطلق موجة صعود في أسواق الأسهم والسندات.

العريان: ينبغي ألا يقتصر قرار "الاحتياطي الفيدرالي" على زيادة أسعار الفائدة

كان المتعاملون يراهنون بكثافة على أن لجنة السوق المفتوحة بالاحتياطي الفيدرالي سوف تختار زيادة أسعار الفائدة بنسبة أكبر لمقاومة أسرع معدل للتضخم منذ عقود، وهي خطوة كانت سترفع نسبة المخاطرة بدفع الاقتصاد نحو الركود. .

شهد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أفضل أداء يومي منذ مايو 2020. وارتفعت سندات الخزانة، مع تراجع العائد على سندات أجل عامين بمقدار 14 نقطة أساس، وانخفضت أسعار الدولار.

وفيما يلي بعض ردود الفعل الأولية من قبل المستثمرين والمحللين:

حدود السياسة النقدية

نانسي ديفيز، مؤسسة شركة "كوادراتيك كابيتال مانجمنت" (Quadratic Capital Management):

"ينتقل التركيز الآن إلى زيادة أسعارالفائدة بمقدار 200 نقطة أساس المتوقعة خلال ما تبقى من العام الحالي. وقد وضعت الأسواق في اعتبارها فعلاً هذه الزيادة. ونحن نواجه لغزاً يتمثل في سبب اعتقاد السوق أن زيادة أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي سوف توقف ارتفاع التضخم. ونعتقد أن السياسة النقدية لا تستطيع أن تفعل الكثير لتهدئة معدل التضخم في المدى القريب. ذلك أننا نرى أن القوة الدافعة وراء التضخم هي ضخامة الإنفاق الحكومي، وأزمات سلاسل التوريد، ومؤخراً، الغزو الروسي لأوكرانيا".

العواقب غير المقصودة

ديفيد بيج، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي لدى شركة "أكسا إنفستمنت مانجمنت" (AXA Investment Managers):

إن رد فعل الأسواق "كان مثيراً ويلقي الضوء على صعوبة قياس الدرجة المطلوبة من تقشف السياسة النقدية مستقبلاً. ورغم الاعتقاد بأن رئيس الاحتياطي الفيدرالي يحقق توقعات السوق بزيادة أسعار الفائدة خلال العام الجاري، وحماية الاقتصاد بشكل عام من آثار رفع أسعار الفائدة، فقد بدا أن أسواق المال ترد على حقيقة أن الاحتياطي الفيدرالي لم يطرح فكرة الزيادة بنسبة 0.75% - وهو أمر يتخطى قليلاً مستوى حالة المخاطرة – وعليه قامت بتخفيض توقعاتها".

لا تجزعوا حيال تنبؤات الركود المتزايدة

"معنى ذلك أن تيسير الأوضاع المالية في السوق لا يرجح أن يكون بالقدر الذي يأمله أو توقعه الاحتياطي الفيدرالي في مؤتمره الصحفي. وسواء كان ذلك يعكس تركيزاً قصير النظر على رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، أو خوفاً مدروساً من تباطؤ النشاط الاقتصادي، فإن تيسير الأوضاع المالية يزيد من فرص رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مستقبلاً".

أثر التفاؤل (انحدار تفاؤلي في منحنى العائد)

إيان لينجن، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة بالولايات المتحدة لدى شركة "بي إم أو كابيتال ماركتس" (BMO Capital Markets):

"شجعتنا الاستجابة المتفائلة بزيادة انحدار منحنى العائد بسبب حركة أسعار الفائدة وانخفاض سعر العائد على سندات الخزانة أجل عامين من 2.85%، قبل كلمة رئيس الاحتياطي الفيدرالي إلى أقل من 2.60% في بداية ملاحظاته، مع انسحاب تأثير الافتراضات المتشددة الأكثر تطرفاً من الحساب عند إجراء التقييمات".

"هناك فرصة لانحدار أكبر في منحنى العائد، وسوف نستقبل بارتياح نتيجة حركة الأسعار على مدى الجلسات العديدة المقبلة".

ومع تحديد مسار تخفيض ميزانية شراء السندات، "فإننا نشك أن هذه العملية سوف تنتقل إلى الخلفية من ناحية توفير معلومات جديدة قابلة للتداول".

لا تستبعد رفع أسعار الفائدة بنسبة كبيرة

جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين، وبادريك غارفي، رئيس البحوث الإقليمية بالأمريكتين، لدى شركة "آي إن جي فاينانشيال ماركتس" (ING Financial Markets):

"حسابات السوق ليست مبالغة بشكل خاص مقارنة مع الاعتبارات التاريخية. وهي لا تبدو مغالية بشكل خاص في ضوء الأوضاع التي يعانيها الاقتصاد حالياً".

"ورغم أن الاحتياطي الفيدرالي لن يعترف بذلك، فإننا مقتنعون أنه سوف يُراقَب مراقبة دقيقة أثر الزيادة على توقعات التضخم طويلة الأمد بعد اجتماع لجنة السوق المفتوحة".

"تبلغ توقعات التضخم على مدى 10 سنوات مستوى مقبولاً تحت معدل 3%، غير أن الخطر يتمثل في أن تتجاوز توقعات التضخم مستوى 3%. وإذا حدث ذلك، فإن الرأي القائل بزيادة أسعار الفائدة 75 نقطة أساس في شهر يونيو يصبح مبرراً. نحن بحاجة إلى الاستمرار في متابعة ورصد هذه المؤشرات الهامة، رغم أن التأثير المباشر كان خفيفاً على كل من أسعار الفائدة الحقيقية وتوقعات التضخم".

"إن تركيز لجنة السوق المفتوحة بالاحتياطي الفيدرالي على مقاومة التضخم والتعبئة لرفع أسعار الفائدة مستقبلاً يشير إلى دعم قيمة الدولار خلال شهور الصيف".

مفاجأة الحمائم

جيف كلينغلهوفر، الرئيس المشارك لشؤون الاستثمار لدى "ثورنبيرغ إنفستمنت مانجمنت" (Thornburg Investment Management):

"لقد فوجئت برؤية بيان حمائمي يستبعد ارتفاع التضخم بدرجة طفيفة. إن الاحتياطي الفيدرالي يتمسك في قرارة نفسه بفكرة أن التضخم مؤقت وانتقالي – لكنه فقط لا يستطيع أن يصرح بذلك علناً. في بعض الأحيان يبدو الاحتياطي الفيدرالي متبنياً سياسة مغالية في التقشف، ويستجيب دون استعداد مسبق، غير أن لغته تتغير إلى لهجة حمائمية أكثر في البيانات الرسمية. وأعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي مستمر في ظنه أنه أنجز بالفعل جانباً كبيراً من المهمة. وقد يرفع أسعار الفائدة بنسب أعلى، إذا ارتفعت كثيراً مخاوفه بشأن معدل التضخم".

مغامرة شديدة الدقة

ستيفين ميلر، استراتيجي الاستثمار بشركة "جي إس إف إم" (GSFM):

"على خلفية استهانته الواضحة بشأن حجم ووتيرة معدل التضخم على مدى عام 2021، ربما يكون تطوير (أفضل الحلول) الآن خارجاً عن سياسة الاحتياطي الفيدرالي. وهو منهمك حالياً في اتخاذ أدق الإجراءات المغامرة التي تحتاج مهارة عالية من بنك مركزي".

رغم تبني الاحتياطي الفيدرالي نهجاً أكثر إقداماً وتشدداً، ورغم حالة الارتياح المؤقتة التي انعكست على الأسواق المالية، ما تزال هذه الأسواق في مرحلة التقلب، وهي تُقيّم مدى نجاح الاحتياطي الفيدرالي في السيطرة على التضخم دون المخاطرة بأزمة اقتصادية كبيرة".

تفضيل السلع الأولية

أليكساندر سوندرس، واستراتيجيون في بنك "سيتي غروب":

"أداء السلع الأولية فائق في هذه المرحلة من دورة رفع أسعار الفائدة. ويبدأ أداء الأسهم في التحسن مرة أخرى في وسط الدورة بعد نوع من التعثر في البداية، في حين تظل سوق الائتمان مضغوطة. لا ينبغي شراء السندات حتى بلوغ نهاية الدورة. وبوجه عام، تكون دورات رفع أسعار الفائدة في صالح الاستثمار في السلع الأولية، وتتوافق مع تخفيف الاستثمارات في السندات والائتمان".

توقع تقلبات كبيرة

ستيفين إنغلاندر، رئيس بحوث النقد الأجنبي بمجموعة العشرة لدى بنك "ستاندرد تشارترد":

"تَغيّر لهجة بنك الاحتياطي الفيدرالي يتماشى مع توقعاتنا بأن يتباطأ معدل التضخم وكذلك النشاط الاقتصادي بمرور الوقت في عام 2022، وأن ينعكس في نهاية المطاف في انخفاض كبير في مسار أرصدة الاحتياطي الفيدرالي ومستوى الدولار الأمريكي. ورغم ذلك، فحتى يستقر اتجاه تباطؤ معدل النمو، فإن موجات الصعود والهبوط التي تعكسها البيانات قد تتسبب في تقلبات كبيرة في التوقعات وفي لهجة ملاحظات بنك الاحتياطي الفيدرالي".

إعادة التفكير في أوراق الدخل الثابت

ربيكا فيلتون، من شركة "ريفر فرونت إنفستمنت غروب" (Riverfront Investment Group):

"أعتقد أنها كانت زفرة ارتياح جماعية في مختلف جوانب السوق يوم الأربعاء". فكان كلام باول محسوباً وقد تجنب ضغط أي أزرار تحذيرية.

"نحن نعتقد أننا تجاوزنا أسوأ الاحتمالات بالنسبة إلى المستثمرين في أوراق الدخل الثابت". الوزن النسبي لأوراق الدخل الثابت في محفظة شركة "ريفرفرونت" منخفض، ولكن "سنبدأ في إعادة النظر في استثماراتنا فيها في المدى القريب، لأن هذه الأوراق سوف تصبح نوعاً من الأصول شديد الجاذبية".

قاع أسواق الأسهم

تينا تينغ، محللة أسواق لدى شركة "سي إم سي ماركتس" (CMC Markets):

"أرى أننا قد وصلنا إلى قاع في أسواق الأسهم بوجه عام، إذ إن توضيح الاحتياطي الفيدرالي خارطة الطريق لزيادة أسعار الفائدة كان شديد الجرأة مقارنة بما وضعته الأسواق في اعتبارها. علاوة على أن معدل التضخم في الولايات المتحدة يكشف عن بعض دلائل بلوغه الذروة. وتعليق باول بشأن الهبوط (السلس) يشير إلى تخفيف اللهجة في التوجه التقشفي".