صناديق مؤشرات التقلب الشهيرة تعود إلى وول ستريت بعد أسبوع عاصف

فوضى وول ستريت تعيد صناديق مؤشرات التقلب للأضواء
فوضى وول ستريت تعيد صناديق مؤشرات التقلب للأضواء المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد أسبوع درامي آخر في سوق الأوراق المالية الأمريكية، عادت إستراتيجيتان للاستثمار في أوقات التقلبات لهما تاريخ مثير للجدل في وول ستريت في هيئة قتالية.

مع ما تشهده مؤشرات الأسهم المعيارية من أكبر معدلات للتقلب منذ ما يزيد على عام، يأتي دور صندوقي المؤشرات المتداولة اللذين يتتبعان مؤشرات التقلب في العقود الآجلة قصيرة وطويلة الأجل، وهما صندوق "1إكس شورت في آي إكس فيوتشرز" (1x Short VIX Futures ETF) وصندوق "2 إكس لونغ في آي إكس فيوتشرز" (2x Long VIX Futures ETF)، يرمز الأول بـ(SVIX) والثاني بـ(UVIX)– ليتناوبا على تحقيق ذلك النوع من العوائد اليومية التي يحلم بها المستثمرون.

عند نقطة معينة، حقق صندوق "يو في آي إكس" (UVIX)، الذي يرتفع عندما تكون الأسواق سريعة التقلب، صعوداً بنسبة 42% في فوضى تداولات يوم الخميس الماضي، قبل أن يغلق مرتفعاً بنسبة 37%، وهي أعلى زيادة مقارنة بأي صندوق مؤشرات متداول آخر في هذا القطاع بالولايات المتحدة، والذي تبلغ قيمته 6.5 تريليون دولار، ومتجاوزاً كذلك الصندوق الثاني في ترتيب الأفضل أداءً بمقدار 11 نقطة مئوية.

اقرأ أيضاً: "فانغارد" يهزم "بلاكستون" بحرب صناديق المؤشرات المتداولة

في حين أن صناديق المؤشرات المتداولة التي تقتفي مؤشرات التقلب تحمل بدرجة ما عبء فضيحة "فولماجدون" (Volmageddon) عندما انهار أحدها في فبراير 2018، وسط تقلبات عنيفة في السوق، فإن هذا العرض المشحون والمليء بالإثارة يفسر أسباب احتفاظها بجاذبيتها.

على الرغم من ظهورها في العديد من انهيارات السوق في دوراتها السابقة، فإن هذه المنتجات توفر طريقة سهلة للمستثمرين للمراهنة على اضطراب أو هدوء الأسهم، غالباً بقدرات إضافية.

شكلت هذه الطريقة جاذبيتها على مدى أسبوع التداول الماضي، الذي شهد صعوداً في مؤشر "ستاندارد أند بورز 500" بأعلى مستوى بعد رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي، والذي ما لبث أن فقد كل مكاسبه خلال 90 دقيقة فقط من بدء التداول يوم الخميس.

قال نيت غراسي، مؤسس شركة الاستشارات "إي تي إف ستور" (ETF Store): "إن هذه الصناديق أُطلقت بهدف التعامل في مثل هذه الأسابيع المتقلبة. وإذا استمرت تقلبات السوق العنيفة، فإن صندوق (يو في آي إكس) سيصبح بمثابة "المغناطيس" الذي يجذب إليه الأموال الساخنة. ومع ذلك، ينبغي على المستثمرين توخي أقصى درجات الحذر عند التعامل في مثل هذه النوعية من صناديق المؤشرات المتداولة، حيث من السهل أن يحترق تماماً وبسرعة".

اقرأ أيضاً: طفرة صناديق المؤشرات المتداولة تجذب 11 تريليون دولار وتنعش شركات الاستشارات

يُعدّ صندوقا "إس في آي إكس" (SVIX) و "يو في آي إكس" (UVIX) بمثابة نسختين محسّنتين من نموذجين انهار أحدهما في كارثة "فولماجدون" فبراير 2018، وجرى شطب الثاني من البورصة بعد أزمة كوفيد، على التوالي. والصندوقان السابقان هما "فيلوسيتي-شيرز ديلي إنفيرس في آي إكس" قصير الأجل (XIV) و"فيلوسيتي-شيرز ديلي 2إكس في آيي إكس" قصير الأجل (كان رمزه آنذاك TVIX وأصبح الآن TVIXF)، وقد صدرا في صورة سندات، بمعنى أنهما كانا عبارة عن التزامات ديون غير مضمونة بأصول لدى جهة الإصدار. لكنّ صندوقي (SVIX) و(UVIX) الحاليّين يُعتبران من صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بأصول.

ومع ذلك، فإن أداء السوق في الأسبوع الماضي يُذكِّر بمدى الحدّة التي يمكن أن تتحرك بها صناديق تتبع مؤشرات التقلب.

يستهدف صندوق (SVIX) الأداء العكسي للعقود الآجلة على مؤشر تقلبات الأسهم، لذلك فقد قفز بنسبة 18% خلال الأيام الثلاثة حتى نهاية يوم الأربعاء، عندما كان أداء الأسهم هادئاً وفي ارتفاع، ثم تراجع في يوم الخميس بنحو 17% مع هبوط أسعار الأسهم.

تحركات رقابية

ويبدو أن المستثمرين لا يخشون هذه التغيرات العنيفة في تعاملات هذه الصناديق. وينتعش النشاط في كل من الصناديق ذات الرافعة المالية والمعكوسة في مختلف أرجاء وول ستريت، حيث يُعتقد أن المستثمرين الأفراد هم المحرك الرئيسي. ويتباهى صندوقا (SVIX) و(UVIX) بامتلاكهما أصولاً مشتركة بقيمة 55 مليون دولار بعد إطلاقهما في نهاية مارس الماضي، ويقفز حجمهما بصورة يومية.

وتحيط الجهات الرقابية، التي تقف حذرة ترقباً لأي مخاطر، بالصندوقين، إذ تفكر كل من هيئة الأوراق المالية والبورصات وهيئة تنظيم قطاع المال في لوائح جديدة لتضييق الخناق على ما تسميانه المنتجات "المعقدة".

اقرأ أيضاً: تعرف على مؤسس ثورة "المؤشرات" البالغ قيمتها 11 تريليون دولار

من أجل أن تستطيع الحصول على الموافقة على صندوقي (UVIX) و(SVIX)، أدخلت الشركة المصدرة "فولاتيليتي شيرز" (Volatility Shares) تعديلات حاسمة على إستراتيجياتهما بما يحدّ من درجة المخاطرة فيهما. وشملت هذه التعديلات تحديد متوسط سعر مرجح بالوقت، بهدف تحديد قيمة الإغلاق، بدلاً من سعر تسوية مؤشر التقلبات (VIX) في الساعة الرابعة مساءً، والمصمم بهدف تجنب صعود نشاط التداول عند جرس الإغلاق.

وإجمالاً فإن التحركات الضخمة التي جرت هذا الأسبوع كشفت أن لتلك الصناديق أثراً قوياً.

قال إريك بالشوناس، محلل صناديق المؤشرات المتداولة لدى "بلومبرغ إنتيليجنس": "لست مندهشاً من نجاح هذين الصندوقين. بعض المستثمرين يتشوّقون إلى العوائد التي يمكن أن يحققها صندوق مؤشرات متداولة مرتبط بمؤشر التقلبات رغم المخاطر العديدة".