بعد انهيار رمزها المشفر.. داعمو "تيرا دولار" يسعون لجمع 1.5 مليار دولار لإنقاذها

تكبدت "لونا" الرمز المميز الذي يمثل جزءاً من آلية "تيرا دولار" للربط بالعملة الأمريكية خسارة فادحة بنسبة 95% خلال 24 ساعة

وحدات معالجة الرسوم "جي فورس" "GTX 1070" من إنتاج شركة "إنفيديا" مكدسة داخل كمبيوتر "منصة التعدين"، المستخدمة لتعدين العملة المشفرة "إيثيريوم"
وحدات معالجة الرسوم "جي فورس" "GTX 1070" من إنتاج شركة "إنفيديا" مكدسة داخل كمبيوتر "منصة التعدين"، المستخدمة لتعدين العملة المشفرة "إيثيريوم" المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يحاول داعمو عملة "تيرا دولار" (TerraUSD) المستقرة الخوارزمية جمع حوالي 1.5 مليار دولار لإنقاذها، بعد تحطمها عن مستوى قيمتها المعادلة للدولار، وفقاً لمؤسس شركة، تم التواصل معه بشأن عملية جمع المال.

قال كومار غوراف، المؤسس والرئيس التنفيذي لمزود السيولة المشفرة "كاشا" (Cashaa)، في مقابلة، إن المستثمرين في الصفقة المقترحة سيتمكنون من شراء عملة "لونا" (Luna) بخصم 50% عن سعرها الفوري. انهارت قيمة "لونا"، الرمز المميز الذي يمثل جزءاً من آلية "تيرا دولار" للربط بالعملة الأمريكية، بنحو 95% خلال الـ24 ساعة الماضية.

لا يزال بإمكان المنظِّمين في أمريكا منع أزمة العملات المستقرة

أشعل انهيار "تيرا دولار" من جديد النقاش حول العملات المستقرة الخوارزمية، وهو موضوع مثير للجدل داخل صناعة العملات المشفرة. حيث هوت إلى حوالي 45 سنتاً اليوم الأربعاء، بعد أيام من كسر ارتباطها بالدولار البالغ 1 إلى 1، في ظل تبخر الثقة في المشروع.

وكشف غوراف أن "كاشا" من بين المستثمرين المحتملين الذين تلقوا عرضاً من مؤسسة "لونا فاونديشن غارد" (Luna Foundation Guard)، مضيفاً أن شركته لن تشارك لأن المستثمرين سيكون عليهم الالتزام بحظر بيع لمدة عام و"جدول استحقاق ملكية تدريجي" شهري على مدى 12 شهراً. لم تستجب المؤسسة على الفور لطلبات التعليق.

أكبر تهديد على العملات المستقرة

غوراف، رأى أن انهيار "تيرا دولار" هو أكبر تهديد للعملات المشفرة في الوقت الحالي، وسيكون له تداعيات هائلة على الصناعة بأكملها.. وإذا ظلت العملة دون سعر الربط بالدولار لفترة طويلة، فقد يتسبب ذلك في إصدار المزيد من الرمز "لونا" وبيعه في السوق، ما يزيد من مخاطر إعسار "تيرا دولار".

كان برنامج "ذا بلوك" (The Block) قد نقل سابقاً الأنباء عن جولة التمويل.

لم تظهر أسواق العملات المشفرة الأوسع نطاقاً اليوم دلائل على التأثر سلباً بهذه الاضطرابات، مع تمسك العملات المستقرة مثل "تيذر" بمعدلات الربط، وصعود العملات الرئيسية مثل "بتكوين" و"إيثر".

في سلسلة من التغريدات على "تويتر" يوم الأربعاء، كشف دو كوون، الداعم الرئيسي لـ"تيرا دولار"، أنه أيد اقتراحاً لزيادة القدرة على إصدار "تيرا دولار" و"لونا" على سلسلة الكتل "تيرا بلوكتشين" من 293 مليون دولار إلى 1.2 مليار دولار ، معتبراً أن ذلك سيتيح لـ"النظام استيعاب (تيرا دولار) بشكل أسرع".

أكد كوون: "قبل أي شيء آخر، سيكون الطريق الوحيد للمضي قدماً هو امتصاص معروض العملة المستقرة، الذي يريد التخارج قبل إعادة ربطها بالدولار الأمريكي" وفق معادلة 1 إلى 1. مضيفاً: "لا مفر من ذلك، مع أن هذا الجهد سيأتي بتكلفة باهظةعلى جميع حاملي "تيرا دولار" و"لونا". ويتم حالياً استكشاف الخيارات لجلب رأس مال خارجي". دون تقديم تفاصيل.

مشروع إقراض "أنكور"

على عكس العملات المستقرة التقليدية مثل "يو إس دي تي" التابعة لـ"تيذر"، و"يو إس دي سي" التابعة لـ"سيركل"، المدعومة بمكافئ نقدي مرتفع السيولة أو بدولار حقيقي، تم تصميم الرموز المميزة الخوارزمية للحفاظ على ربطها بالدولار -وبالتالي على ثقة المستثمر- من خلال مجموعة من المعادلات الرياضية والتداول النشط.

في حالة "تيرا دولار"، وبغض النظر عن السعر الذي يتم تداولها به، يمكن للمستثمرين استبدال وحدة واحدة منها مقابل ما قيمته 1 دولار من "لونا". وتسهم المراجحة المتعلقة بتداول "تيرا دولار" في الحفاظ على مستواها معادلاً أو قريباً من دولار واحد، نظرياً.

عرض أعضاء من "أنكور"(Anchor)، وهو مشروع إقراض مبني على سلسلة "تيرا بلوكتشين"، اليوم الأربعاء، خفضاً مؤقتاً في سعر الفائدة من قبلهم إلى 3.5% كحد أدنى. وشكل مشروع "أنكور" المحرك الرئيسي للطلب على "تيرا دولار". وكان قد عرض سابقاً فائدة تقارب 20% لمودعي "تيرا دولار" في بروتوكول "أنكور".

وبحسب كونال جويل، المحلل في شركة "ميساري" (Messari)، فإن انخفاض العوائد على "أنكور" قد يؤدي إلى خروج تدفقات "كبيرة" من "تيرا دولار"، والتي بدورها تؤثر على المعروض من "لونا" وسعرها. وتوقع أن يخلق ذلك حلقة مفرغة من خلال زيادة الضغط على العملة المستقرة "تيرا دولار" مع وجود أموال أقل لدعمها.

جويل أوضح: "لا يوجد طلب كافٍ على (لونا)، حيث يعلم من سيحملها أن قيمتها ستتقلص عند سداد ديون حاملي (تيرا دولار). وعلى الناحية الأخرى، يرغب حاملو "تيرا دولار" في التخارج لأنهم يدركون أن ديونهم ستكون غير مدعومة بدون الطلب على (لونا) وكفاية الاحتياطات.. هذه هي الدوامة التي نحن فيها".