كيف تعتمد تكلفة تعليمك على مستوى دخلك؟

أماكن لدراسة علم الحاسوب في "لامبدا سكول" (Lambda School ) في كاليفورنيا.
أماكن لدراسة علم الحاسوب في "لامبدا سكول" (Lambda School ) في كاليفورنيا. المصوّر: Eein Lubin
Tyler Cowen
Tyler Cowen

Tyler Cowen is a Bloomberg Opinion columnist. He is a professor of economics at George Mason University and writes for the blog Marginal Revolution. His books include “The Complacent Class: The Self-Defeating Quest for the American Dream.”

تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

هل من الممكن أن تمتلك أسهمًا في مجهود الأشخاص؟.. تداول الناس لسنوات فكرة بيع أسهم في موهبة الشخص نفسه، على أمل جذب استثمارات ومساعدات الآخرين، ويبدو أن هذه الفكرة بدأت في التحول إلى واقع على نطاق واسع في "لامبدا سكول" (Lambda School ) في كاليفورنيا.

تدرّس "لامبدا سكول" (Lambda School) مهارات تكنولوجيا المعلومات عبر الإنترنت دون أي رسوم وتمنح رواتب لمجموعة مختارة من الطلاب، حيث تقتضي الصفقة تعهد الطلاب بدفع 17 بالمئة من قيمة دخلهم الشهري خلال أول عامين من عملهم، وذلك في حال تقاضيهم أكثر من 50 ألف دولار في السنة، بحد أعلى للدفعات يصل إلى 30 ألف دولار. أمّا بالنسبة للطلاب الذين لا يجدون وظيفة توفر لهم هذا المستوى من الدخل، فتعفيهم الجامعة من الرسوم، كما تتيح الجامعة خيار دفع 20 ألف دولار كرسوم تقدمها مقابل احتفاظ الطلاب بدخلهم المستقبلي.

يبلغ عدد الطلاب الملتحقين بهذا البرنامج 1,300 طالب، وحصّلت الجامعة على حوالي 50 مليون دولار، وحقق السجل الأوليّ للوظائف التي حصل عليها الطلاب نتائج مذهلة، حيث حصل 85 بالمئة من الخريجين على وظائف خلال 180 يومًا من انتهاء البرنامج الدراسي وبمتوسط دخل يبدأ من 60 ألف دولار.

ومع ذلك، لا يمكننا الحكم على النتائج الآن -كأن نسأل كيف يمكن لهؤلاء الطلاب النجاح بدون "لامبدا" أو في سوق عمل أضعف من هذا السوق؟- وبغض النظر عن كل ذلك، فإن هذا النوع من الجهود هو حلم قد تحقق بالنسبة لخبراء الاقتصاد.

يقدم طرح الأسهم ميزة تشجيع المستثمرين الخارجيين على الاستثمار في الطلاب، إذ يحفز امتلاك شركة ما لأسهم في دخلك المستقبلي على تدريبك وفتح جميع سبل التقدم أمامك وتعريفك على البيئة الاجتماعية والمهنية بما يشكل مساعدةً هامةً للكثير من الموظفين.

ويستفيد الطلاب الحاصلون على رواتب من السيولة الإضافية التي تساعدهم على دفع الإيجار أو تسديد المصاريف الأخرى بما فيها الاستثمار في التدريب بشكل أكبر، وستجذب هذه الناحية اهتمام الطلاب الأذكياء والجادّين من ذوي الدخل المنخفض.

ويستحق هذا النوع من الأفكار أقصى درجات الاهتمام، خاصةً وأننا نعيش في وقت تعتبر فيه المهارات البشرية المتطلب الأساسي للوظائف، وفي ظل مطالبات كثيرة بتحسين نظام التعليم.

تطبيق الفكرة الأساسية

يمكن تطبيق الفكرة الأساسية بعدة طرق، كأن تقدم الجامعة برنامجًا دراسيًا مجانيًا أو تخفض الرسوم للطلاب مقابل حصة في دخلهم المستقبلي، فجامعة "بوردو" (Purdue)، على سبيل المثال، تمكّن بعض الطلاب من المشاركة في اتفاقيات أسهم الدخل لتسديد الرسوم الواجبة عليهم.

وتتمثل الطريقة الأخرى في تمكين الطلاب من تسديد القروض التي يحصلون عليها من الحكومة، ووفقًا لطريقة طرح الأسهم، يسدد الطلاب ذوي الدخل الأعلى قدرًا أكبر من قروضهم، بينما يسدد ذوو الدخل الأقل قدرًا يتناسب مع إمكانياتهم المادية. ويعد هذا القانون عادلًا بالنسبة للطلاب والجامعات، حيث يخفف من نسبة المخاطرة لدى الطلاب ويعطي الجامعات حوافز إضافية لتطوير خدماتها التدريسية.

ويرفض البعض فكرة إعطاء أي جهة حصة من دخلك المستقبلي، لدرجة أنهم يشبهونها بالعبودية، لكن هل هي فكرة سيئة إلى هذه الدرجة؟ فعلى عكس العبودية، يشارك الطلاب في هذه الصفقات بمحض إرادتهم، وأي شخص شارك بعمل كصناعة فيلم أو تأليف كتاب يعرف تمامًا ماذا يعني مشاركة الدخل المستقبلي مع وكيل الأعمال مقابل تقديمه المساعدة، بالإضافة إلى أن الكثير من الشركات تعتمد على المهارة الفردية باعتبارها جزءًا من أصولها الرئيسية، وتطرح أسهمًا لها.

تحديات المساهمة برأس المال البشري

لسنا بصدد إنكار وجود مشاكل في فكرة طرح أسهم خاصة برأس المال البشري، فعلى سبيل المثال، ماذا إن كان الطلاب الأقل مهارة وأقل اجتهادًا هم الذين يوافقون على التنازل عن جزء من دخلهم المستقبلي؟ هذا سيؤدي حتمًا إلى حدوث مشكلة يطلق عليها خبراء الاقتصاد اسم "الاختيار غير الموفق"، وهذه مسألة حقيقية، لكنها لم تمنع الشركات من بيع الحصص ولم تمنع الشركات الناشئة من بيع أسهم في رأس مال المخاطرة. أما بالنسبة للطلاب، يكون الالتزام وقياس الموهبة كافييّن لتحديد الطلاب الجيدين والذين لديهم إمكانيات واعدة.

يوجد العديد من الأسئلة حول مدى اتساع نطاق هذه الفكرة، فهناك الكثير من الشواغر في مجال تكنولوجيا المعلومات، لكن هل يمكن لنظام مشابه أن ينجح في مجال دراسة الفلسفة أو الموسيقى؟ ففي كلتا الحالتين يكون معدل الدخل أقل والحوافز غير مادية وفرص النجاح الحقيقية صعبة المنال.

وفي الوقت ذاته، تطبق شركة "باندو بوولينغ" (Pando Pooling)، فكرة طرح الأسهم لدوري ناشئين في البيسبول، فقد تتمتع الموهبة الفطرية لدى لاعبي البيسبول بأهمية كبيرة، لكن الشركات لا يمكنها تحسين فرص سوق العمل لعملائها.

تجدر الإشارة أيضًا إلى أننا نقوم بشراء حصص في عمل بعضنا البعض بطرق عديدة غير مباشرة وغير مؤسسية، فإذا قام خبيرا اقتصاد بكتابة ورقة بحثية معًا أو تبادل شخصان من نفس دائرة العمل أسماء المعارف أو حتى قدما خدمة لبعضهما البعض، فهذا يعني أن لكل منهما حصة في نجاح الآخر.. هل يمكن لنسخة رسمية وتجارية من هذه الأفكار أن تزيد من فعالية النظام التعليمي؟ لنأمل ذلك.