تحالف ثلاثي من شركات تدعمها أبوظبي لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق

 أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة تسعى لإنتاج الهيدروجين وتصديره
أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة تسعى لإنتاج الهيدروجين وتصديره المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اتفقت ثلاث من أكبر الشركات المدعومة من حكومة أبوظبي على العمل معا لتحويل الإمارة الغنية بالنفط إلى مُصدر للهيدروجين الأزرق والأخضر.

قالت شركة أبوظبي الوطنية القابضة ADQ، في بيان اليوم الأحد، إنه تم تشكيل تحالف بينها وشركة مبادلة للاستثمار وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، وذلك لإنتاج الهيدروجين باستخدام الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة وتسويقه في الخارج وكذلك في الإمارات العربية المتحدة.

خارطة طريق

بموجب الاتفاقية، سيقوم أعضاء الائتلاف بوضع خارطة طريق لتسريع تبني واستخدام الهيدروجين في القطاعات الرئيسية بالدولة مثل المرافق والنقل والصناعة، عبر شركات التشغيل التابعة لها وبالتعاون مع الشركاء العالميين، كما ستعمل مبادلة وأدنوك والقابضة ADQ على التنسيق فيما بينها في الأسواق الدولية فيما يتعلق بالمشاريع التي يتم تطويرها في إطار هذا الائتلاف، بهدف تعزيز مكانة أبوظبي كمُصدِّر موثوق للهيدروجين الأخضر والأزرق وشركات التخزين والنقل للعملاء في جميع أنحاء العالم حسب نمو الطلب.

وستساهم مبادلة في التحالف من خلال شركتها التابعة في مجال الطاقة المتجددة "مصدر"، أما القابضة ADQ فستتيح للشركات التابعة لها على امتداد سلسلة القيمة في قطاع الطاقة، مثل شركة أبوظبي للموانئ، وشركة أبوظبي للمطارات، والاتحاد للقطارات، والاتحاد للحديد، شركة أبوظبي الوطنية للطاقة "طاقة"، وهيئة الإمارات للطاقة النووية، للاستفادة من أنشطة الائتلاف.

فيما سيطور هذا الائتلاف فرص الهيدروجين الأخضر محلياً ستواصل أدنوك تطوير محفظتها في مجال الهيدروجين الأزرق وذلك انطلاقاً من مكانتها المتميزة كمطور ومنتج للطاقة

اقتصاد الهيدروجين

قال خلدون خليفة المبارك، العضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار: "باعتبارنا مستثمراً مسؤولاً، فإننا نساهم في عدد من استثمارات الطاقة الجديدة التي تهدف إلى خلق حلول أكثر كفاءة للطاقة وأقل في مستوى الانبعاثات. ويأتي اهتمامنا بالاستثمار في قطاع الهيدروجين لما يوفره من فرص وإمكانات كبيرة لتحقيق هذه الأهداف. وتخولنا خبرات وتجارب شركة "مصدر" في مجال الطاقة المتجددة، لريادة جهود تصنيع الهيدروجين الأخضر"

وأضاف أن التعاون مع أدنوك والقابضة ADQ، يعد خطوة مهمة في تأسيس اقتصاد الهيدروجين في دولة الإمارات، وتنسيق الجهود في مجالات التكنولوجيا والاستثمار وتطوير السوق المحلية وفي التعامل مع الشركاء".

وقود جديد

من جانبه، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك: "تماشياً مع رؤية القيادة بتكاتف الجهود والاستفادة من مجالات التكامل، يسعدنا تأسيس هذا الائتلاف بين ’أدنوك‘ و’مبادلة‘ والقابضة ADQ بهدف استكشاف إمكانيات تطوير الهيدروجين كوقود جديد منخفض الكربون".

وتنتج أدنوك حالياً حوالي 300 ألف طن سنوياً من الهيدروجين لعملياتها في مجال التكرير والبتروكيماويات، وتخطط لرفع إنتاجها إلى 500 ألف طن سنوياً كما تتمتع بمكانة متميزة كمالك ومنتج رئيسي لاحتياطيات الغاز الطبيعي، إلى جانب البنية التحتية والشراكات القوية والعلاقات الراسخة مع العملاء حول العالم.

وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة أدنوك أن هذا الائتلاف يكتسب أهمية كبيرة لأنه يتيح توحيد الجهود والاستفادة من نقاط القوة ومجالات التكامل بين أعضاء الائتلاف الذين يعتبرون من أهم الشركات في إمارة أبوظبي بمجالات الصناعة والطاقة والمال، حيث ستتضافر جهودنا لمواجهة التحديات المتمثلة في مواكبة الطلب العالمي المتزايد على الطاقة مع خفض الانبعاثات. وأوضح أن الائتلاف سيستفيد من المكانة الريادية لدولة الإمارات وأبوظبي في مجال الطاقة وسيرسخ مكانتها كمركز للابتكار في هذا المجال.

وقال الجابر: "فيما نعمل من خلال الائتلاف على استكشاف الفرص في مجال الهيدروجين الأخضر، ستستمر أدنوك بالتركيز على مشاريع الهيدروجين الأزرق من خلال توسيع قدراتها الحالية، والاستفادة من احتياطيات الغاز الضخمة والبنية التحتية المتطورة والعلاقات الراسخة مع العملاء حول العالم للمساهمة في تطوير قطاع الهيدروجين محلياً ودولياً".

طلب مرتفع على الطاقة الجديدة

من جانبه، قال محمد حسن السويدي، الرئيس التنفيذي لـ"القابضة" (ADQ): "إن تشكيل ائتلاف أبوظبي للهيدروجين أمر أساسي من شأنه أن يعمق الاقتصاد الناتج عن الطاقة الهيدروجينية في دولة الإمارات، ومع امتلاكنا لأكبر محفظة استثمارية في قطاعي الطاقة والمرافق في إمارة أبوظبي، ستلعب القابضة دورًا مهمًا في عملية الانتقال إلى استخدام طاقة نظيفة فيما تعمل على تعزيز مستقبل هذه المنظومة الاقتصادية بما يضمن استدامة الإمارة على المدى الطويل. ومع استمرار "القابضة" (ADQ) في تطوير قطاعات رئيسية ضمن الاقتصاد المحلي، بما في ذلك النقل والخدمات اللوجستية، فإننا الآن في مكانة جيدة تخولنا لتشجيع تبني القطاعات المحلية ذات الطلب المرتفع على الطاقة لهذا النوع من الطاقة البديلة."

وأضاف: "وتتطلع "القابضة" (ADQ) إلى العمل مع "أدنوك" و"مبادلة" لتحديد أجندة التحالف. فإن حجم الموارد والخبرات التي تمثلها كل من شركات التحالف الجديد من شأنه أن يسرع نمو مكانة إمارة أبوظبي في مجال الطاقة الهيدروجينية، بما يدعم تحقيق أهداف الدولة الرامية إلى التخلص من الانبعاثات الكربونية."

سباق خليجي على الطاقات النظيفة

وتسعى بعض دول الشرق الأوسط التي بنت ثرواتها على النفط إلى تطوير الهيدروجين كوقود، بالنظر إلى تحول بعض المشترين نحو بدائل أقل تلويثًا للنفط.

وقال وزير الطاقة السعودي إنه يريد أن تصبح المملكة - أكبر مصدر للنفط في العالم - أكبر مصدر للهيدروجين في العالم، حيث وضعت السعودية، نصب أعينها أن تصبح أكبر مورد للهيدروجين أيضاً، وهو وقود يُنظر إليه على أنه محوري، للحد من تغير المناخ، اعتماداً على احتياطيات الغاز الطبيعي الكبيرة في المملكة، والتي تمكِّنها من إنتاج الهيدروجين الأزرق، في إشارة إلى شكل من الوقود، يتم إنتاجه عند إعادة تشكيل الغاز والتقاط ثاني أكسيد الكربون كمنتج ثانوي.

وأرسلت السعودية في سبتمبر، أول شحنة في العالم من الهيدروجين الأزرق، التي تم تحويلها إلى أمونيا، إلى اليابان.

وتخطط المملكة أيضاً لتوليد الهيدروجين من الطاقة الشمسية- ما يسمى بالهيدروجين الأخضر- في مصنع بقيمة 5 مليارات دولار في مدينة نيوم المستقبلية التي يتم بناؤها على البحر الأحمر، اعتباراً من عام 2025.

مثل المملكة العربية السعودية، تنتج العاصمة الإماراتية أبوظبي الغاز الطبيعي الذي يمكن أن تستخدمه لإنتاج ما يعرف بالهيدروجين الأزرق. كما أن لديها أشعة الشمس الغزيرة، والتي يمكن أن تسخرها لتطوير متغير يسمى الهيدروجين الأخضر.