ارتفاع الين إلى مستوى يهدد استراتيجية البيع الكبير في أسواق العملة

عميل يبرز ورقة نقدية فئة 1000 ين ياباني عند الشراء من متجر "أكيداي واي كيه" في طوكيو، باليابان
عميل يبرز ورقة نقدية فئة 1000 ين ياباني عند الشراء من متجر "أكيداي واي كيه" في طوكيو، باليابان المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بلغت العملة اليابانية الصاعدة مستوى دفع المتعاملين إلى التساؤل عن احتمال أن يتحول هذا الارتداد الفني إلى موجة ارتفاع تخرجها من مسار البيع المفضل حالياً في أسواق النقد الأجنبي.

قفز الين الياباني بما يزيد على 1% يوم الجمعة، مرتفعاً لليوم الثالث على التوالي عقب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إذ إن انخفاض التوقعات المتعلقة بزيادة أسعار الفائدة دفع صناديق التحوط إلى تغطية رهانات البيع من واحدة من كبرى التعاملات العالمية لهذا العام.

انخفضت تكلفة شراء دولار واحد بعملة الين الآن بنسبة تقترب من 5% من أعلى مستوى سجلته في منتصف شهر يوليو إلى ما دون المتوسط المتحرك له في 50 يوماً– وهو مستوى دعم شديد الأهمية يراقبه المتعاملون ويبلغ حالياً نحو 134.27 ين مقابل الدولار.

يمهّد ذلك الطريق أمام تدهور الدولار باتجاه مستوى 130 يناً، مخلفاً وراءه تلك المزاعم بحتمية أن يصل سعر الدولار إلى 140 يناً.

الين الياباني يهوي لأدنى مستوى في 24 عاماً مقابل الدولار

بيع الدولار

قال أكيرا موروغا، مدير منتجات العملة في بنك "أوزورا" في طوكيو (Aozora Bank): "كان المتوسط المتحرك لمدة 50 يوماً بمثابة نقطة الدعم في حركة صعود الدولار-الين بداية من شهر مارس، وهو مهم للغاية، ولأن أي تراجع واضح دون مستوى المتوسط المتحرك لمدة 50 يوماً يضع نصب أعيننا الانخفاض الذي شهده شهر يونيو، فيرجح أن يتوخى المتعاملون الحذر".

المضاربون يتخلَّون عن الرهان ضد الينّ وسط تصاعد مخاوف الركود

في يوم الجمعة، كانت أوامر شراء الدولار في نهاية الشهر تتنافس مع صناديق الأموال الساخنة التي مازالت تقوم بتصفية استثماراتها طويلة الأجل في الورقة الخضراء، وفقاً لمتعاملين من آسيا في أسواق العملة، طلبوا عدم ذكر أسمائهم بسبب أنهم غير مخوّلين بمناقشة تحركات العملاء علناً. وقد حقق الين ارتفاعاً بنسبة 0.5% مسجلاً 133.56 للدولار في تعاملات أوروبا.

"غولدمان ساكس" يستبعد التدخل في سعر صرف اليورو ويرجحه بشأن الين

توقعات أن يتبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي سياسة أقل تشدداً أدت إلى صعود في أسعار سندات الخزانة، مما أدى إلى تضييق فجوة العائد التي اتسعت سابقاً بين اليابان والولايات المتحدة وأسهمت في دفع أسعار الين إلى أدنى مستوى في 24 عاماً. وقد أضعف ذلك موقف الرأي المؤيد لاستراتيجية بيع الين مما خفّف الضغوط التي يتعرض لها بنك اليابان المركزي، الذي أعاد التأكيد على التزامه بأدنى مستوى لأسعار الفائدة خلال الأسبوع الماضي.

أضاف موروغا: "مع تراجع العوائد في الولايات المتحدة إلى 2.6% مرة أخرى بعد ارتفاعها إلى نحو 3.5%، تبددت القوة الدافعة لارتفاع الدولار حتى يختبر مستوى 140 يناً. وتغيرت البيئة التي كانت سائدة قبل توقيت صعود الدولار أمام الين؛ وأصبح العائد الحالي على سندات الخزانة الأمريكية أجل 10 سنوات لا يدعم بلوغ الدولار مستوى 140 يناً".

"البيع الكبير" يعود إلى الواجهة مع تزايد الرهانات ضد سياسة بنك اليابان

ضربة حاسمة

مع ذلك، لم يبلغ الين منطقة آمنة بعد، بل إن بعض المشاركين في السوق يرون أن القول بنهاية الحركة الهبوطية سابق لأوانه في ضوء أن مسار أسعار الفائدة مازال يعتمد على البيانات إلى حد كبير.

قال تيبي آينو، رئيس أبحاث السوق العالمية في بنك "إم يو إف جي" (MUFG Bank): "سوف تعلن أرقام التضخم وسوق العمل ومعهد إدارة العرض قريباً، علاوة على فرص متعددة تظهر فيها تصريحات رسمية قبيل ندوة جاكسون هول"، في إشارة إلى مؤتمر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الاقتصادي السنوي الذي يُعقد في وادي جاكسون هول. وأضاف: "إذا مالت لهجة الحديث في جاكسون هول إلى قرب نهاية سياسة رفع أسعار الفائدة، سيمثّل ذلك ضربة حاسمة. غير أننا مازلنا لا نستطيع المراهنة عليها في اللحظة الراهنة".