شركات تستبق معركة واشنطن المرتقبة ضد الإيثانول ببدائل زراعية

العلف الحيواني عالي البروتين
العلف الحيواني عالي البروتين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يقترب الرئيس التنفيذي لشركة "غرين بلينز" (Green Plains Inc)، تود بيكر، من تحقيق هدفه المتمثِّل في عدم القلق بشأن سياسة الولايات المتحدة حول الإيثانول مرة أخرى.

فبدلاً من انتظار الخطوة التالية لواشنطن في معركتها مع شركات النفط الكبيرة للحصول على حصة من خزانات البنزين، يعمل بيكر على تحويل شركة "غرين بلينز" إلى شركة تكنولوجيا زراعية تركِّز على استخراج المزيد من الزيوت، والبروتينات عالية القيمة من الذرة، مع كون الإيثانول منتجاً ثانوياً.

وفي الأسبوع الماضي، اتجهت غرين بلينز إلى شركة إدارة الأصول "أوسبراي منجمنت" (Ospraie Management LLC) لشراء حصة أغلبية في شركة "فلويد كويب تكنولوجيز" (Fluid Quip Technologies) كجزء من حملة شركة "غرين بلينز" لصنع مكوِّنات عالية البروتين تستخدم في منتجات مثل علف الحيوانات. ومع ترحيب المستثمرين بتلك الخطوة حتى الآن، ارتفع سهم "جرين بلينز" بنسبة 37% منذ 4 يناير، وهو اليوم السابق للإعلان عن الصفقة.

وتعليقاً على هذا الموضوع، صرح بيكر في مقابلة قائلاً: "العالم يعاني من نقص البروتين، والطلب نهم لا يمكن إشباعه".

ويولِّد الإيثانول الآن ما يقرب من 70% من إيرادات الشركة، وقد قاد بنفسه خسائرها في السنوات القليلة الماضية، إذ يرجع ذلك مرحلياً إلى انخفاض الطلب خلال الوباء، وقبلها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وفي هذا السياق، قال دوايت أندرسون، مؤسس شركة "أوسبراي": "تشهد سوق البروتين العالي رياحاً مواتية للطلب لا تتوفر للأسف للإيثانول"، ويُضيف أنَّ قيمة الشركات في محفظتها للتكنولوجيا الزراعية تتجاوز مليار دولار.

وأضاف بيكر أنَّ المكونات عالية البروتين سوق متنامٍ سواء لأغذية الحيوانات الأليفة، أو تربية الأحياء المائية، لذا ستكون من بين منتجات "غرين بلينز" الرائدة.

فرص جديدة

تتيح تقنية شركة "فلويد كويب"، التي بدأت "غرين بلينز" استخدامها بالفعل، لمصانع المطاحن الجافة التي تبيع عادةً منتجات الإيثانول الثانوية لتغذية الحيوانات، باستخراج المزيد من البروتين من الذرة. وهذا يفتح الباب أمام مجموعة كبيرة من المنتجات والأسواق التي لم يكن من الممكن الوصول إليها في السابق إلا لمنشآت المطاحن الرطبة، مثل تلك الخاصة بشركة "آرتشر دانيلز ميدلاند" (Archer-Daniels-Midland Co) الرائدة في مجال الوقود الحيوي.

وقال بيكر، إنَّه مع ارتفاع الدخل العالمي، وبدء المزيد من الناس في تناول "لحوم عالية الجودة" مثل الأسماك، والدواجن، ولحم الخنزير، تحتاج الحيوانات إلى الحصول على نظام غذائي بروتيني أفضل.

وفي معرض حديثه عن تلك التكنولوجيا، قال مايكل فرانكو، المدير العام لشركة "فلويد كويب تكنولوجيز": "إنَّ تربية الأحياء المائية، أو حصاد الأسماك التجاري هو فرصة سوقية تبلغ قيمتها 20 مليار دولار، التي لن تتمكَّن المساحيق السمكية من سدِّها".

كما تسمح تقنية شركة "فلويد كويب" لشركة "غرين بلينز" بمضاعفة الزيت المستخرج من الذرة، الذي يمكن بيعه لصناعة الديزل المتجدد التي تشهد نقصاً في زيوت الخضروات، وزيت فول الصويا، على حدِّ تعبير بيكر.

علاوةً على ذلك، قال أندرسون من شركة "أوسبراي": "إنَّ المثير في تقنيات "فلويد كويب" هو تقنية السكر النظيف، التي يمكن أن تنتج مواد كيميائية متجددة تستخدم في المنتجات الاستهلاكية، بدءاً من التغذية وصولاً إلى التغليف، لجعلها أكثر استدامة أو صديقة للبيئة".

هوامش متوقعة

صرَّح بيكر أنَّه من المتوقَّع أن تكتمل هيكلة شركة "جرين بلينز" في عام 2023، وأن تعزز الهوامش في البداية بما يصل إلى 20 سنتاً للغالون.

ولامس السهم أعلى مستوى في عامين عند 19.22 دولاراً الأسبوع الماضي.

وقال جوردان ليفي، محلل "تروست للأوراق المالية" (Truist Securities) التي أوصت بـ "الشراء" لسهم شركة "جرين بلينز" بسعر مستهدف 24 دولاراً لمدة 12 شهراً: "يُظهر السوق الآن أن الدفع نحو البروتين، والمنتجات الأخرى هو الخطوة الصحيحة التي يجب القيام بها".

وفي غضون أربع سنوات حتى عام 2020، انخفضت العقود الآجلة للإيثانول في مجلس شيكاغو للتجارة بنسبة 2.1%، في خين قفزت العقود الآجلة للذرة بنسبة 38%. وعلى حدِّ تعبير ليفي، فإنَّ تطبيق استراتيجية هامش المعالجة الإجمالية في مجال الإيثانول، أو الأرباح التي يمكن جنيها من تحويل الذرة إلى إيثانول، قد عادت بالقرب من أدنى مستوياتها الدورية، في حين تندفع أسعار البروتين "بشكل أساسي إلى أعلى مستوياتها في عدَّة سنوات".