"كورونا" ينعش مبيعات درّاجات "راد" الإلكترونية

مايك رادينبو المؤسِّس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "راد باور للدراجات"
مايك رادينبو المؤسِّس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "راد باور للدراجات" بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

عندما بدأت الحكومة الأمريكية في شهر مارس إصدار أوامر البقاء في المنازل، وضع مايك رادينبو الذي يشغل منصب المؤسِّس المشارك، والرئيس التنفيذي لشركة "راد باور للدراجات" (Rad Power Bikes LLC) خطة للأوقات الصعبة، فقد ظنَّ أنَّ الإغلاق المؤقت للاقتصاد الأمريكي سيؤثر بشكل سيئ على شركته الناشئة المختصة ببيع الدراجات الكهربائية عبر الإنترنت من مقرِّها في مدينة سياتل الأمريكية.

تضاعف المبيعات 3 مرات

ويقول رادينبو عن تلك الفترة: "لقد بدأنا بسدِّ الثغرات، وكان الأمر يتعلق فعلياً بالتخطيط النقدي، والحفاظ على الأعمال في حال حدوث انهيار".

ولكن مع حلول منتصف شهر أبريل أدرك رادينبو أنَّه أخطأ التقدير، فشركة "راد باور للدرّاجات" لم تُصَب بضرر من الإغلاق. وعلاوة على ذلك لم تستطِع تجديد مخزونها من الدرَّاجات بالسرعة الكافية، إذ إنَّ المبيعات تضاعفت بمقدار ثلاث مرات في ذلك الشهر بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019.

ومنذ ذلك الحين لم تهدأ الطلبيات على دراجات الشركة، فقد تمكَّنت "راد باور" من بيع مخزونها مع حلول منتصف شهر مايو، مما اضطرها إلى إعادة التخزين، وعلى الرغم من ذلك، فهناك طلبيات عديدة قيد التأجيل على عدة أنواع من الدراجات.

أزمة سعيدة

هذه الأزمة السعيدة من نوعها يعيشها جميع المحال التجارية العاملة في مجال الدرَّاجات في شتى أرجاء البلاد، إذ عطَّلت جائحة كورونا خطط الإجازات، وممارسة التمارين الرياضية، والمواصلات، مما جعل الأمريكيين يستعملون الدرَّاجات بأرقام قياسية.

وعلى الرغم من كونها سوقاً صغيرة نسبياً، فإنَّها سوق حيوية جداً، إذ شهدت المبيعات زيادة بأكثر من الضعف في الأشهر الثمانية الأُولى من هذا العام مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك بحسب مجموعة "إن بي دي" (NPD Group Inc) المتخصصة في تعقُّب محلات بيع الدرَّاجات، والمتاجر الكبيرة، لكنَّها لا تتعقَّب العلامات التجارية، مثل "راد باور للدرَّاجات" التي تبيع بشكل مباشر للمستهلك.

ويقول إد بنيامين، مؤسِّس ورئيس اتحاد المركبات الكهربائية الخفيفة، إنَّ الولايات المتحدة خلال العام الماضي استوردت نحو 270 ألف درّاجة إلكترونية، معظمها من الصين. ويتوقَّع بنيامين أن يبلغ إجمالي الاستيراد هذا العام ما يتراوح بين 500 و600 ألف دراجة.

كما لن يلبي حتى هذا الرقم الطلب بالكامل، كون فيروس كورونا أجبر العديد من المصانع الصينية على الإغلاق خلال الربيع. ويشير بنيامين إلى أنَّ "هناك مطالبات صارخة للحصول على مزيد من الدرَّاجات".

مبيعات بـ100 مليون دولار

ويضيف بنيامين أنَّ "راد باور للدراجات" تبيع دراجات كهربائية أكثر من أيِّ شركة أخرى، وبلغت مبيعات هذه الشركة الخاصة التي أُنشئت عام 2015 ما يصل إلى 100 مليون دولار خلال العام الماضي.

كما أنَّ معظم عملاء "راد باور للدراجات" هُم مِن سكَّان الضواحي، وفي منتصف العمر ومن المتقاعدين الريفيين. وفق ما يقول تاي كولينز، المؤسِّس المشارك ورئيس قسم التسويق. ويضيف أنَّهم لا يهتمون بواقع أنَّ الدراجات الآلية تُعدُّ "منشطات ميكانيكية" في عالم سباقات الدراجات. إنَّهم يريدون فقط القليل من المساعدة للتغلب على تلّ في طريقهم إلى العمل، أو توصيل أطفالهم إلى المدرسة دون التعرُّق، أو ببساطة من أجل ركوب الدراجة لأول مرة منذ سنوات.

ويأمل صانعو الدراجات في أن تحوِّل جائحة كورونا هذه الفئة السكانية إلى راكبي دراجات إلكترونية دائمين، وهو ما حدث فعلاً في آسيا وأوروبا (نحو 270 مليون دراجة إلكترونية، تُستعمل يومياً في الصين وحدها).

وفي الولايات المتحدة إبان أزمة النفط عام 1973 حدثت سابقة، إذ ارتفعت مبيعات الدراجات، مما أدى إلى تغيير طويل الأمد في ثقافة قيادة الدراجات.

ويقول بنيامين، الذي كان يعمل لدى أحد وكلاء "شوين" (Schwinn) في ذلك الوقت: "قبل طفرة الدراجات تلك، كانت الدراجات تُعَدُّ بمثابة ألعاب للأطفال".

ويضيف: "في تلك الأوقات كان يُنظر إلى أيِّ شخص بالغ أو حتى مراهق يقود دراجة على أنَّه إنسان غير سوي، وهو حكم مشابه لطريقة النظر الحالية إلى الدراجات الإلكترونية، إنَّها غريبة إلى حدٍّ ما، ولكن مع حلول عام من الآن ستُعدُّ الدراجات الإلكترونية خياراً فعَّالاً ومقبولًا للنقل بشكل كامل".

أسعار أرخص من الدراجات المُنافسة

في حال كان بنيامين مُحقاً، فإنَّ شركة "راد" تتمتَّع ببداية قوية في السوق، إذ يوجد أكثر من 100 ألف "راد" على الطرقات حول العالم، ويعود نجاح الشركة بشكل كبير إلى أسعارها، فالدراجات التي تنتجها الشركة ذات أسعار أرخص من الدراجات المُنافسة بمئات الدولارات حتى في بعض الأحيان بآلاف الدولارات.

فإنتاج الشركة من دراجة الشحن "cargo bike"، من طراز "راد واغن" (RadWagon)، على سبيل المثال تباع بمبلغ 1700 دولار، في حين يباع طراز النخب الأول من "ريسي ومولر" (Riese & Müller) بسعر يفوق مبلغ 8000 دولار. وتحافظ "راد" على أسعارها المنخفضة، إلى حدٍّ ما، عن طريق الاستغناء عن متاجر الدراجات، إذ إنَّ المتاجر ترفع سعر الدراجة بمبلغ 600 دولار إذا كان متوسط سعرها 2600 دولار، وفقاً لمنظمة (People For Bikes) غير الربحية.

وبالإضافة إلى ذلك تستعمل "راد" محركاتٍ، ومكابح، ومعدَّات، وأجزاء أخرى أرخص من عديد من منافسيها في متاجر الدراجات.

ولكي ترقى "راد" إلى رؤيتها المتمثِّلة في بيع مركبات للاستخدام اليومي لملايين الناس، وإعادة تشكيل الطريقة التي يتنقل بها الأمريكيون من مكان إلى آخر، يتوجَّب عليها إثبات أنَّ التكلفة المنخفضة لا تعني الجودة المُنخفضة. بالإضافة إلى حاجتها إلى إثبات نفسها في خضمِّ المُنافسة المُتزايدة من صانعي الدراجات التقليديين.

أول دراجة إلكترونية

وصنع رادينبو البالغ من العمر 30 عاماً أُولى درَّاجاته الإلكترونية في سنِّ المُراهقة قبل 15 عاماً. لقد أراد عندها إيجاد طريقة جديدة لرحلة ذهابه إلى مدرسته الثانوية التي تبعد 16 ميلاً (الميل = 1,609 كم) والواقعة في غاربرفيل بولاية كاليفورنيا، وهي بلدة ذات طريق ترابيٍّ على بُعد أربع ساعات شمال سان فرانسيسكو، إذ إنَّ خياراته الأخرى حينها تمثَّلت في رحلة الحافلة الطويلة والكئيبة، أو استخدام دراجته الجبلية التي تتركه غارقاً في العرق، أما الخيار الثالث، فكان وصوله إلى المدرسة برفقة والدته التي تعمل ممرضة فيها، وكان هذا يزعجه جداً كفتى مراهق.

ويصف هذا الرجل حالياً نفسه بأنَّه "شخص مهووس" فقط، إذ قال إنَّه اضطرَّ حينها إلى تجميع بطارية "ليد أسيد" السائلة بوزن 40 رطلاً (الرطل = 0.45 كيلوغراماً) مع درَّاجة جبلية باستخدام الأجزاء التي وجدها على الإنترنت، أو في متجر الإلكترونيات المحلي "راديو شاك".

محاولات فاشلة

وبعد عدَّة محاولات فاشلة، كانت الدرَّاجة جاهزة أخيراً ليقودها على الطريق السريع رقم 101. وبالفعل أوصلته دراجته المُجمَّعة إلى المدرسة، لكنَّها لم تساعده في الظهور بمظهر الشاب المُتألق، ويقول رادينبو مُستذكراً: "أطلق كثير من الطلاب في المدرسة أبواق سياراتهم باتجاهي".

بعد ذلك بعامين، أي في عام 2007، باع رادينبو في المعرض الصيفي المحلي دراجة إلكترونية مصنوعة في المنزل، إذ قايضها مقابل خيمة، يبلغ طولها عشرين متراً، وقد نصبها في ساحة حديقة بيت عائلته، وأقام فيها بضعة أشهر. وخلال الأعوام القليلة التي تلت ذلك، أنهى دراسته الثانوية، والتحق بجامعة "هومبولت" (Humboldt)، ليقوم كلٌّ من رادينبو، وصديق طفولته، وجاره في غرفة الكلية كولينز، بصُنع وبيع الدراجات المصنوعة حسب الطلب في حرم الجامعة. وكانا يستخدمان موقع "كريغزلست" (Craigslist) ليعلنا عن دراجاتهما. وفي عام 2014 انتقل رادينبو إلى مدينة سياتل للعمل على "راد باور" بتفرُّغ، وبعدها بعام استطاع هو وكولينز بيع أول دفعة من نحو 300 دراجة من خلال حملة الدفع المُسبق للطلبات التي أقاماها على موقع "إندي غو غو" (Indiegogo)، ثم افتتحا متجرهما على شبكة الإنترنت.

يقول كولينز: "لقد رأينا ما كان يفعله أمثال واربي باركر (Warby Parker)، وكاسبر ((Casper ورأينا فرصة هُناك. ولكن باعتبارها شركة ذات هامش ربحي منخفض نسبياً، ومع وجود مئات المُنافسين، لم تمثِّل شركتنا للدراجات الإلكترونية هدفاً نموذجيًاً لأصحاب رؤوس الأموال".

وخلال عامها الأول، جذبت "راد" اثنين من المستثمرين وضعا بها مبلغاً من خمسة أرقام، وقد كانا بحكم الصدفة يملكان مكتباً في الجوار، ولكن يمكن القول، إنَّه بشكل عامّ استطاعت "راد" أن تتطور بقدراتها الذاتية. وحتى العام الماضي وضع داريل كافينز، ومارك فادون، مؤسِّسا شركة "زوليلي" (Zulily LLC)، مزيداً من المال للاستثمار في "راد".

وعلى الرغم من ذلك، لم تستطِع "راد" انتهاج مبدأ الشركات الناشئة التقليدي المُصمم للمستهلك، إذ تخسر الشركات مبالغ طائلة للحصول على زبائن جُدد. يقول كولينز: "لم نتَّبع استراتيجية (دعونا نجلب العملاء بأيِّ ثمن)، لقد كُنا بحاجة إلى الربح كي نستطيع الاستمرار". ويسرد كولينز أنَّه في الأيام الأولى كان هو الشخص الوحيد الذي يردُّ على الهاتف عندما يتصل العملاء، أو يواجهون مشكلات، أو يكون لديهم أسئلة. وبعدها استفاد مما كان يدور في هذه المحادثات لعمل إعلانات مُوجَّهة عبر "فيسبوك".

كان كولينز ورادينبو يعتقدان أنَّهما سيبيعان درَّاجات لأناس مثلهما، أي سكان المُدن في العشرينيات من العمر، لكن زبائنهما الأوائل، كما يقولان، كانوا في الغالب "رجالاً من الضواحي في الخمسينيات، والستينيات، والسبعينيات من العمر".

زيادة ميزانية الإعلانات

ويقول رادينبو، إنَّ الأمر كان "طفرة تليها طفرة"، فيما يشرح كولينز أنَّ زيادة المبيعات زادت من الميزانية المخصصة للإعلانات، إذ تُنفق الشركة حاليًاً في اليوم الواحد على الإعلانات في "فيسبوك"، و"إنستغرام"، و"غوغل" ما كانت تنفقه في السابق خلال شهر كامل، واستطاعت بذلك توسيع رقعة زبائنها، إذ أضافت الفئة التي تصورتها سابقاً، وهي فئة الشباب من سُكان المدن.

وجمعت "راد" في فبراير الماضي، مبلغ 25 مليون دولار من مجموعة من المستثمرين المُغامرين، بما في ذلك فوكلان كابيتال (Vulcan Capital). وعلى الرغم من أنَّ "راد" كانت تحقق أرباحاً منذ عام 2015 بحسب رادينبو، فإنَّ ضخَّ النقود سيتيح للشركة تطوير مُنتجاتها، وتوسيع خدماتها، وبيع الدراجات بطريقة أسرع.

ويقول أحد هؤلاء المستثمرين المغامرين في "راد"، ستيوارت ناجاي: "يشعر الناس أنَّهم يخوضون تجربة جديدة عندما يركبون هذه الدراجة ويجرِّبونها، لذلك أنا متفائل بشأن هذا التبني".

وتعتمد آفاق نموّ "راد" جزئياً على إقناع العملاء بأنَّه يمكنهم استخدام الدراجات عوضاً عن السيارات عند قيامهم ببعض الرحلات على الأقل. وهذا ما حصل مع زاكاري ديجان، وهو مدرس في ضواحي مدينة دينفر، وقد ظهر اهتمامه بالدراجات الكهربائية عند تدريسه لحصة التخطيط الحضري لطلاب الثانوية بفرع الدراسات البيئية. وكان قد أُنهك من تكاليف السيارتين اللتين يمتلكهما هو وزوجته، سواء الـ"هيونداي سانتا في"، أو الـ"سوبارو إمبريزا" التي يستخدمانها هو وزوجته أماندا للتنقل والتجول في المدينة مع طفليهما.

ويقول ديجان: "كنت كمن يقول لنفسه بصوت عالٍ: يا إلهي، ما الذي أفعله؟!". وبعد بعض التقصي، اشترى ديجان دراجة من طراز "راد فاغون 3" بسعر 1,500 دولار، تزن 75 رطلاً وبإمكانها أن تحمل طفلين، في حين حصلت زوجته على "رادرنر"، وهي دراجة ذات عجلات أصغر حجمها 1200 دولار.

ويضيف: "لقد كانتا مناسبتين تماماً، حصلنا على دراجة جيدة ومتينة، وبأسعار معقولة جداً". وفي يوليو، باعت عائلة ديجان سيارة الـ"هيونداي سانتا في" مقابل 12500 دولار.

لإيصال دراجاتها إلى الزبائن، تشحن "راد" دراجاتها عبر "فيدكس" في صندوق كبير. تأتي مجمَّعة جزئياً، مع حقيبة صغيرة تحوي مفاتيح الربط، وكتيب تعليمات لتجميع الإطار الأمامي، والمقاود، والمقعد، والدواسات، وبعض الأجزاء الأخرى.

وفي يوليو، أرسلت "راد" أحدث نسخة من دراجاتها إلى منزلي في إحدى ضواحي نيوجيرسي، إذ سحبتُ الصندوق إلى الجزء الخلفي من الممر، وقضيت الجزء الأكبر من اليوم في تجميع الدراجة. لقد ركَّبت في السابق، وجمَّعت قسماً لا بأس به من أغراض "إيكيا"، ويمكنني القول بكل ثقة، إنَّ تركيب الدراجة أكثر صعوبة. وفي حال كنت مثلي لا تعرف معنى "عزم الدوران إلى 10 نيوتن/متر"، أو "مسمار الكابل"، فستحتاج إلى المساعدة.

خدمات إصلاح الدراجات

وتشغل "راد" تسع شاحنات لتوصيل وتجميع الدراجات مقابل رسوم في كل من أوستن، وبورتلاند، وأوري سكرامنتو، وسياتل، وفانكوفر. وتقدِّم خدمة من شركة "فيلوفيك" Velofix Holding Ltd)) التي تعمل في مجال إصلاح الدراجات، كما تقدِّم هذه الشركة خدماتها بناء على الطلب عبر الهاتف، إذ ترسل شاحناتها الصغيرة من 450 متجراً للدراجات في الولايات المتحدة، وهي المتاجر التي تعدُّ الشبكة التي تقدِّم من خلالها خدماتها.

ومع ذلك، كان أقرب متجر لي على بُعد أكثر من 10 أميال، ولم يكن هناك من طريقة لأتمكَّن من وضع الدراجة في صندوق سيارتي. لذلك لم يكن بحوزتي سوى أدواتي الخاصة، وأي مساعدة يمكنني الحصول عليها عبر رسائل البريد الإلكتروني من نحو 100 موظف دعم في "راد" في فرع مدينة سياتل، لم يتمكَّنوا من مساعدتي في تثبيت أي مسامير. وعن ذلك يعترف رادينبو قائلاً: "لدينا متسع كبير للنموِّ في هذه المجال".

وكان من ضمن الخيارات المتاحة إحضار الدراجة إلى متجر دراجات آخر خارج شبكة "راد"، لكنَّ غالبية العاملين في متاجر الدراجات غارقون حالياً في طلبات الخدمة، وليسوا متحمِّسين للعمل على دراجات إلكترونية لا يبيعونها. وفي أحد أشهر متاجر الدراجات في منطقة سياتل، "جريج سايكلل"، يضيفون تكلفة إضافية للعمل على دراجات "راد"، ويفسر مدير عام المتجر، مارتي بلوث، ذلك بقوله: "لقد أجرينا نقاشات مع موظفينا في قسم الخدمة عدَّة مرات. إنهم يريدون حظر العمل على دراجات (راد باور) لأنَّها مُركَّبة بطريقة سيئة للغاية". ويضيف أنَّ متجر "جريج" اضطرَّ إلى شراء حاملات كهربائية ليتمكَّن من رفع الإطارات الثقيلة في أثناء العمل عليها، وهو قلق بشأن جودة مكونات "راد"، فالتروس والمكابح هي من النوع الذي يتوقَّع عادة رؤيته على الدراجات الأخف وزناً، والأقلّ تكلفة، ويقول: "عندما تبيع دراجات كهربائية بأقل من 2000 دولار تكون هناك بعض التضحيات".

لكن مدير متجر "جريج" لا يُعدُّ محايداً، إذ إنَّ متجره يبيع دراجات كهربائية باهظة الثمن من صُنع "كانوندالي" (Cannondale)، و"سبيشلايزد" ((Speciallized و"ترك" ( (Trek وعلامات تجارية أخرى. لكن المفهوم السائد في عالم الدارجات الكهربائية هو أنَّ ما تحصل عليه مرتبط بالمبلغ الذي تدفعه.

وعلى الرغم من أنَّ دراجات "راد" هي أفضل من الدراجات المعروضة بمبلغ 800 دولار على موقع "أمازون"، فإنَّها ليست بجودة دراجات "سبيشالايزد" التي يصل سعرها إلى 5000 دولار.

ويقول مورغان لوميلي، رئيس مبادرات الدراجات الكهربائية المُسماة "People For Bikes": "من الصعب حقاً فصل الجودة عن السعر، إني أنظر إلى الشركات التي تبيع الدراجات بشكل مباشر للمستهلك، وأرى أنَّ سبب ازدهار مبيعاتها هو أنَّها أرخص من نظيراتها في المتجر، لكنهم برأيي لا يبيعون مُنتجاً متيناً".

لكن رادينبو بدوره يُعارِض ما ذُكِر، قائلاً: "إنَّه أسلوب معتاد مِن منافسينا في متاجر الدراجات التقليدية التي تبيع الدراجات الكهربائية، إنَّ هذا الأسلوب هو محاولة استخدام قدرتنا على تحمُّل التكاليف ضدنا، والادعاء أنَّ سعرنا المُنخفض يعني أنَّ جودتنا أقلّ. دعني أقُل بوضوح، إنَّ الأمر ليس كذلك".

ويستطرد قائلاً، إنَّ "راد" أرخص لأنَّها استغنت عن دور الوسيط، ودراجات "راد" مصنوعة من مكونات عالية الجودة مماثلة لتلك الموجودة في ماركات متاجر الدراجات.

دعم المُستهلك

وكان العام الحالي شهد بداية شركة "دوريل للصناعات" التي تملك كلاً من "كانوندالي"، و"وشوين"، ببيع دراجات إلكترونية متوسطة السعر عبر الإنترنت من خلال علاماتها التجارية.

وتبيع "تريك" نموذجاً إلكترونياً من خلال علامة "إلكترا" ((Electra التجارية، مما يجعل أسعار هذه الدراجات تنافس دراجات "راد"، بالإضافة إلى أنَّها تتمتَّع أيضاً بميزة دعم المُستهلك من خلال شبكات متاجر الدراجات الكثيرة الخاصة بها، لكن هذا

لا يخيف رادينبو الذي يقول: "في حين هُم يحاولون اكتشاف آلية عمل ذلك، استطعنا نحن الحصول على حصة من السوق".يشعر الناس أنَّهم يعيشون تجربة جديدة، عندما يقودون هذه الدراجة ويجربونها

بالنسبة إلي، بعد خمس ساعات من التعرُّق والتذمُّر من القطع المختلفة، تمكَّنت أخيراً من تشغيل الدراجة. في البداية شعرت أنَّها غير عملية، إذ بدت المنعطفات واسعة بشكل كبير، كما أنَّ الدراجة تتوقَّف عن العمل، وتبدأ من جديد بشكل يثير الحرج، وذلك بسبب وجود بطارية الليثيوم أيون القابلة لإعادة الشحن، والموجودة أسفل المقعد، التي تتصل مباشرة بمحرك في العجلة الخلفية الذي يضيف الطاقة إلى البطارية في أثناء القيادة.

تتحكَّم الأزرار الموجودة على المقوَد الأيسر بمقياس من صفر إلى 5 في مستوى المساعدة، ويوفِّر الزر على اليمين قوة إضافية (كدراجة إلكترونية من الفئة 2، يتوقَّف المحرك تلقائياً بمجرد وصوله إلى 20 ميلاً في الساعة). وبعد بضع ساعات من القيادة، كنت واثقاً بما يكفي للمناورة وقيادتها مع أطفالي الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و8 سنوات، الذين هم جاهزون للرحلة تماماً.

وأخيراً، فإَّنه بغضِّ النظر عن مدى متانتها، فإنَّ دراجة "راد" من طراز "واغن" كانت ممتعة عند القيادة ولافتة للأنظار.

ويقول أحد الأطفال من مكانه على الرصيف في الشارع فيما كنا نقودها: "أريد واحدة من تلك". وجاء عامل في أحد مطاعم البيتزا إلى الخارج ليخبرنا عن مدى روعة الدراجة.

ويقول رادينبو، إنَّه لا شيء يجلب عملاء جُدداً أسرع من تجربة ركوب الدراجات التي تنتجها شركته من صديق أو جار. ويقول: "بمجرد قيادتك لها، لا يمكنك التخلُّص من السعادة والابتسامة التي ترتسم على وجهك". ويضيف: " لذلك لا يمكنك إمضاء أيام كثيرة قبل أن تستسلم، وتعتريك الرغبة في شراء واحدة منها".

لكن من جهتي أنا لم أستسلم، فلقد كانت الدراجة من طراز "واغن" كبيرة بالنسبة إلى مرأبي، لذلك أعدتها، مما جعل أولادي يشعرون بالحزن، لكنني وعدتهم عندما كان موظف شركة "فيدكس" يسترجع الدراجة بأنني سأشتري دراجة إلكترونية جديدة في المستقبل. فمع جائحة كورونا وامتدادها خلال الشتاء، أمامنا أشهُر طويلة تجبرنا على البقاء في المنزل، ويبدو أنَّ الأمر يطول الأمر حتى أستسلم، وأقتني واحدة.