أسهم "بوكينغ" تتهاوى رغم علامات النمو المعتدل للسفر

مخاوف تباطؤ نمو السفر من جديد تعصف بأسهم القطاع

مسافرون في منطقة استلام الأمتعة في مطار لوس أنجلوس الدولي
مسافرون في منطقة استلام الأمتعة في مطار لوس أنجلوس الدولي المصور: بنج جوان / بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تراجعت أسهم شركة "بوكينغ هولدينغز" (Booking Holdings) بعد أن أشارت إلى تباطؤ وتيرة النمو حول العالم، مما يُضعف توقعات السوق تجاه موسم سفر صيفي قوي.

أعلنت "بوكينغ" تجاوز حجوزات الربع الثاني تقديرات المحللين، وتوقعت تسجيل إيرادات قياسية في الفترة الحالية. لكن في مكالمة مع المحللين، قال المدير المالي للشركة، ديفيد جولدن إن معدلات النمو في يوليو كانت "معتدلة في جميع المناطق مقارنة بيونيو، وشهدت أميركا الشمالية أصغر تغير".

تخلت أسهم الشركة عن مكاسبها السابقة في التعاملات الممتدة وانخفضت 3.4%.

مبيعات قياسية

نتائج "بوكينغ" تتشابه مع تلك الخاصة بشركة "أير بي إن بي" (Airbnb)، التي أعلنت يوم الثلاثاء تسجيل أعلى إيرادات في الربع الثاني وأفضل ربح على الإطلاق لتلك الفترة، كما توقعت أيضاً تحقيق مبيعات قياسية مرة أخرى في الربع الحالي. لكن السوق عاقبتها بسبب توقعات عدد الليالي والتجارب المحجوزة في الربع الثالث والتي لم ترق إلى مستوى توقعات المحللين المرتفعة.

على غرار "إير بي إن بي"، قال لي هورويتز، المحلل في "دويتشه بنك": "يصعب إيجاد مشترين جدد لشركات السفر عبر الإنترنت التي ترجح نمواً أبطأ، خاصة في ظل استمرار المخاوف بشأن البيئة الاقتصادية في عام 2023".

أقر جلين فوغل، الرئيس التنفيذي لـ"بوكينغ"، هذه المخاوف، لكنه قال إنه ما زال "واثقاً كما كان دائماً" من رغبة المستهلكين في السفر.

تضاعف إجمالي مبيعات "بوكينغ" تقريباً إلى 4.29 مليار دولار في الربع الثاني، لكن هذا كان أقل من متوسط توقعات المحللين البالغ 4.33 مليار دولار. كانت المقاييس الأخرى أكثر تفاؤلاً. بلغ إجمالي الحجوزات، التي تمثل القيمة الإجمالية لجميع خدمات السفر التي حجزها العملاء، مع استبعاد الإلغاءات، 34.55 مليار دولار، متجاوزاً تقديرات المحللين.

لأشهر، كان فوغل وأقرانه من "إير بي إن بي" و "إكسبيديا غروب" (Expedia Group) يتوقعون أحد أكثر مواسم الصيف نشاطاً على الإطلاق بعد عامين من الطلب المكبوت في أعقاب قيود كوفيد-19. لكن فوضى سوق السفر، بدءاً من الرحلات الملغاة وحتى الأمتعة المفقودة والأسعار المرتفعة، أثارت حالة من انعدام اليقين بشأن التوقعات لبقية العام.

"كوانتاس" تتوقع مزيداً من العقبات بعد فوضى السفر

فترة صعبة

اضطرت صناعة السفر لتخطي عامين من انعدام اليقين، في ظل الصعود المستمر لحالات الإصابة بكوفيد، وارتفاع تكاليف الوقود، وحرب أوكرانيا. وكان ارتفاع الدولار هو أحدث عقبة تواجه صناعة السفر، حيث صعدت قيمته بشكل كبير مقابل جميع العملات الرئيسية في وقت بدأ فيه موسم الذروة. تعد "بوكينغ" ومقرها ولاية كونيتيكت، والتي تحصل على نحو 90% من مبيعاتها من الخارج، أكثر عرضة لتقلبات أسعار العملات من منافسيها.

كذلك، تمتلك "بوكينغ"، أكبر شركة سفر عبر الإنترنت في الولايات المتحدة، وكالة السفر "كاياك" (Kayak) وموقع حجز السفر "برايس لاين" (Priceline)، فضلاً عن منصة إقامة بديلة.

كانت العلامات على انتعاش السفر واضحة في نتائج شركة "فيزا"، التي أظهرت ارتفاعاً بنسبة 28% في المدفوعات عبر الحدود، متجاوزةً تقديرات الشركة نفسها. تشهد الفنادق انتعاشاً أيضاً، حيث رفعت شركة "هيلتون وورلد وايد هولدينغز" توقعاتها للعام بأكمله، لتنفي بذلك الشكوك بأن ضعف ثقة المستهلك تعيق خطط السفر.

بالرغم من وجود دليل على الطلب القوي طوال العام، سجلت شركات السفر عبر الإنترنت هبوطاً في أسهمها. انخفضت أسهم "بوكينغ" بنسبة 18% هذا العام، بينما تراجعت أسهم "اٍكسبيديا" بنسبة 42% وخسرت "إير بي إن بي" 31%.

سجلت "بوكينغ" صافي دخل قدره 857 مليون دولار، مقارنة بخسارة قدرها 167 مليون دولار في العام السابق. وبلغت ربحية السهم المعدلة 19.08 دولار مقارنة بتقديرات المحللين البالغة 17.52 دولار.