صناديق المؤشرات الأجنبية تتخلى عن رهانها على هبوط الأسهم التركية

البيع على المكشوف في صندوق "آي شيرز تركيا" ينخفض إلى أدنى مستوى منذ 2014

سياح وسكان محليون على الواجهة البحرية في إسطنبول بتركيا.
سياح وسكان محليون على الواجهة البحرية في إسطنبول بتركيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يتخلى المستثمرون الأجانب عن رهاناتهم الهبوطية ضد الأسهم في تركيا، مع انخفاض عمليات بيع الأسهم على المكشوف في صندوق من صناديق المؤشرات المتداولة إلى أدنى مستوى لها منذ أوائل 2014.

وفق البيانات الصادرة عن شركة "آي إتش إس ماركيت" (IHS Markit)، انخفضت عمليات بيع الأسهم على المكشوف في صندوق "آي شيرز إم إس سي آي تركيا" (iShares MSCI Turkey ETF) إلى نحو 2% مقارنة مع 20% في مارس الماضي. ويقوم المستثمرون بتصحيح مراكزهم الاستثمارية وسط صعود عالمي فائق للأسهم التركية، يقوم على تغذيته المستثمرون المحليون في السوق ممن يسعون إلى التحوّط ضد معدل التضخم الذي خرج عن السيطرة.

المركزي التركي يرفع توقعاته للتضخم العام الجاري إلى 60.4%

يُنظر إلى هذا الصندوق، المدرج في بورصة نيويورك، بوصفه مقياساُ على مدى الاهتمام الدولي بالأسهم التركية، رغم أن حجمه يعتبر صغيراً بحسب معايير صناديق المؤشرات المتداولة. وقد ارتفعت قيمة الصندوق الذي تُقوَّم وثائقه بالدولار الأميركي بنسبة 8.8% حتى الآن في السنة الحالية.

ارتفاع قياسي للأسهم

قال أثاناسيوس ساروفاغيس، محلل صناديق المؤشرات المتداولة لدى "بلومبرغ إنتليجنس": "إن انخفاض عمليات البيع على المكشوف علامة على التفاؤل، فقد كان مستوى الثقة منخفضاً للغاية بينما تعافت الأسواق بقوة في شهر يوليو، ويُرجّح أن ذلك أجبر الشركات على تغطية كثير من المراكز المكشوفة بإعادة شراء الأسهم".

رغم ذلك، يقوم المستثمرون المحليون بضخ سيولة كبيرة في السوق، وقفز مؤشر بورصة إسطنبول المعياري "بي آي إس تي 100" (BIST 100) بنسبة 50% هذا العام مرتفعاً إلى مستوى قياسي جديد، ليصبح أعلى المؤشرات أداءً في العالم مقوّماً بالعملة المحلية. وحتى بعد حذف تأثير انخفاض الليرة بنسبة 26% أمام الدولار الأميركي العام الحالي، يظل المؤشر من بين أعلى 15 مؤشراً عالمياً من حيث الأداء في هذه الفترة.

موقف متفائل

مع سرعة وتيرة المكاسب في البورصة التركية منذ منتصف شهر يوليو الماضي، انخفض عدد الأسهم التي بيعت على المكشوف هذا الشهر إلى 1.63 مليون سهم، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2021 وفقاً لبيانات صادرة عن شركة الأبحاث "إس3 بارتنرز" (S3 Partners).

لاشكّ أن صورة الاستثمار في المدى الطويل مازالت قاتمة، وقد دفع صعود التضخم وضعف قيمة العملة مستثمرين إلى الخروج من السوق، حتى عندما كان مستثمرون محليون يقتحمونها. فمنذ بداية شهر يناير، تخلّص الأجانب من حيازاتهم من الأسهم التركية بقيمة 3.6 مليار دولار، وفقاً لتصريحات البنك المركزي للبلاد.

التضخم المفرط يضرب الشركات الأجنبية في تركيا

بلغت ملكية الأجانب من الأسهم التركية 33%، أو قرب أدنى مستوى قياسي لها، مقارنة مع متوسط تاريخي يبلغ نحو ضعفي هذا المستوى.