تراجع تضخم أسعار الغذاء يعتمد على جودة محصول الذرة بولاية "أيوا"

الجفاف والحرارة الشديدين ينذران بموسم حصاد أقل من السنة الماضية

محاصيل الذرة التي ماتت جراء الحرارة الشديدة والجفاف خلال موجة حر ضربت أوستن في تكساس بالولايات المتحدة يوم الإثنين 11 يوليو الماضي.
محاصيل الذرة التي ماتت جراء الحرارة الشديدة والجفاف خلال موجة حر ضربت أوستن في تكساس بالولايات المتحدة يوم الإثنين 11 يوليو الماضي. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أحدث الجفاف والحرارة العالية في حزام الذرة الواقع بغرب الولايات المتحدة فوضى في المحصول، أثرت على نمو النباتات التي بدت سيقانها أقصر من المعتاد وتحولت إلى اللون البني، وعرانيسها شبه خالية من الحبوب الصفراء.

لكن في الشرق الأميركي، الأوضاع ليست بهذا الشكل من السوء. ساهمت الأمطار الغزيرة في الحفاظ على التربة رطبة في مناطق بإنديانا وأوهايو. تتباين توقعات الحصاد حسب المنطقة، وحتى حسب الفدان. لكن في بعض المواقع، توجد حالة تفاؤل بأن ظروف الطقس جيدة بما فيه الكفاية لتجاوز المتوسطات التاريخية.

الشرق الأميركي

هذا ما توصلت إليه جولة مؤسسة "برو فارمر ميدويست كورب تور" (Pro Farmer Midwest Crop Tour) التي دامت أربعة أيام. بينما بدأ الكشافة النصف الثاني من الجولة، يصبح السؤال حالياً: هل الأمور جيدة بما فيه الكفاية في منطقة الشرق الأميركي لتعويض المحصول الضعيف في منطقة الغرب الأميركي؟

سيعتمد ذلك بقدر كبير على ولايتين: إلينوي وأيوا، مركزي قوة محصول الذرة في الولايات المتحدة وحيث كان الكشافة يتجولون الأربعاء. تتمتع ولاية أيوا بأهمية خاصة لأنها تقع على مفترق طرق الجفاف بالغرب والأمطار في الشرق. كما أن الولاية هي المنتج الأول للحبوب، وكما يكون الحال في ولاية أيوا يكون موسم الحصاد الوطني. يعد ذلك مهماً لعالم يتعامل مع تضخم حاد في أسعار مواد الغذاء وتصاعد مستويات الجوع.

الأمم المتحدة: أسعار الغذاء تضع الشرق الأوسط أمام "اختبار فاصل"

ساهم تراجع مخزونات الحبوب المتضررة من الحرب وتأثير تغير المناخ، في زيادة فواتير البقالة. إذا استطاعت الولايات المتحدة جني محصول ضخم من الذرة، فقد يوفر ذلك قدراً من المساعدة المطلوبة بشدة.

قال برنت جوديش، وهو مزارع وقائد استطلاع جولة إنه عقب مفاجأة الأسبوع الجاري باكتشاف محاصيل عديدة تضررت جراء الجفاف في نبراسكا وساوث داكوتا، "ستكون عملية استطلاع فقط لنرى إلى أي نطاق وصل الجفاف في ولاية أيوا".

نتائج الأربعاء

لم تكن نتائج الأربعاء اعتباراً من منتصف النهار مبشرة. المحصول في 8 حقول جنوب غرب ولاية أيوا مستواه أقل من مستويات السنة الماضية. جاءت النتائج المبكرة في إلينوي، ثاني أكبر ولاية منتجة للذرة، أقل أيضاً من متوسطات 2021.

تكشف وحدة مراقبة الجفاف في الولايات المتحدة وجود مناطق تعاني من الجفاف المتطرف على مقربة من ولاية أيوا والذي يتجه إلى الولاية، بينما تعاني أيضاً مناطق من الجانب الشرقي من الجفاف المتطرف. رغم أن هطول الأمطار قدم المساعدة في بعض المناطق، إلا أنه جعل تعامل المشاركين في الجولة مع ما قد يرونه خلال محطات الاستكشاف الأخيرة مسألة صعبة.

أسعار الذرة تقفز لأعلى مستوى منذ 10 سنوات مع تهديد الحرب للإمدادات العالمية

ستُجمع مراحل جولة استطلاع المحاصيل بالمنطقة الشرقية والغربية في مينيسوتا الخميس لتبويب القياسات المأخوذة على مدى الأسبوع. ومن ثم ستصدر مؤسسة "برو فارمر" الجمعة توقعات لمحصول الذرة الوطني، تعتمد جزئياً على نتائج الجولة.

سواء كانت هذه الإحصاءات الوطنية محبطة بعض الشيء أو سيئة للغاية، فهذا يتوقف على من تسأل، وعلى أي جزء من الجولة.

قُضي الأمر في "نبراسكا"

إليك مثلاً بيتر ماير، رئيس قسم تحليلات الحبوب والبذور الزيتية في شركة "ستاندرد أند بورز غلوبال بلاتس" (S&P Global Platts) الذي كان يساعد في استكشاف الحقول في نبراسكا وساوث داكوتا. شاهد الحقول جافة للغاية لدرجة أن نباتات الذرة لا تنتج حتى سنابل الحبوب.

أوضح ماير: "ٌأخوض جولات المحاصيل على مدى 16 سنة، ولم أمش في حقل بلا سنابل، فهل يوجد أي شيء في الشرق الأميركي يستطيع أن يعوض ما شاهدناه في نبراسكا خلال اليومين الماضيين؟"

بايدن: العالم سيواجه نقصاً حقيقياً في الغذاء جراء حرب أوكرانيا

ما زال فول الصويا، الذي عادة ينمو في وقت لاحق من الموسم، يعتبر قابلاً للإنقاذ في حال تساقطت كمية كافية من الأمطار في الفترة من الآن وحتى وقت الشروع في الحصاد خلال الأسابيع المقبلة. لكن ماذا عن الذرة؟ أكد ماير أنه "لا يمتلك فرصة للإنقاذ مطلقاً، قُضي الأمر".

كانت النباتات أكثر نضجاً وخصوبة في حقول الشرق، وما زالت المحاصيل تبين وجود إمكانات جيدة لزيادة الإنتاج بمقدار بوشل في هذه المرحلة الأخيرة من موسم النمو، طالما وصلت كمية تكفي من الأمطار خلال فترة امتلاء الحبوب.

السلع الزراعية

بصيص أمل

يشعر مارك برنارد، استشاري المحاصيل في شركة "أغرو - إيكونوميس" (Agro-Economics) وكشاف الرحلات في المنطقة الشرقية، بتفاؤل أكثر قليلاً بالمقارنة بنظرائه في الغرب الأميركي.

أضاف: "ما زال لدينا بعض الحقول ذات الإمكانات الجيدة، لكن توجد حاجة لهطول الأمطار".

كما حذر ماير المشارك في جولة المنطقة الغربية من الوقوع في فخ النتائج السيئة المشاهدة إلى حد الآن قائلاً: "نحن فقط في منتصف طريق الجولة، لذلك يمكن أن يقع أي شيء في هذه المرحلة".