بيانات الأقمار الصناعية تكشف تراجع الطلب الاستهلاكي في الصين

توقف حركة الشاحنات في مراكز التسوق تظهر استمرار ضعف الاقتصاد الصيني

متسوقون يعبرون طريقاً في شارع نانجينغ للتسوق في شنغهاي.
متسوقون يعبرون طريقاً في شارع نانجينغ للتسوق في شنغهاي. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

توقف نشاط التجزئة في الصين في أغسطس مع ضعف الطلب على التجارة الإلكترونية بصفة خاصة، بحسب بيانات الأقمار الصناعية، ما يشير إلى أن حذر المستهلكين بسبب سياسة "صفر كوفيد" المستمرة ومعدل البطالة المرتفع ما يزال يشكل عائقاً أساسياً لثاني أكبر اقتصاد حول العالم.

كان النشاط في مراكز التوزيع المستخدمة من شركات التجارة الإلكترونية الصينية أقل حتى من مستويات 2020، بحسب بيانات حتى 17 أغسطس تتعقب حركة الشاحنات حول هذه المناطق. أطلعت شركة "سبيس نو" (SpaceKnow) "بلومبرغ نيوز" على البيانات، وهي شركة يقع مقرها في نيويورك تحلل صور الأقمار الصناعية.

تشير البيانات إلى أن الأرباح الضعيفة لشركات على غرار مجموعة "علي بابا" الصينية عملاقة مجال التجارة الإلكترونية، والتي سجلت أول تراجع لها على الإطلاق في الإيرادات الفصلية للشهور الثلاثة المنتهية في يونيو الماضي، قد تتواصل مع خفض الأسر للإنفاق. امتد هذا الضعف أيضاً إلى شركات التجزئة التقليدية، مع تغير عدد السيارات في ساحات انتظار مراكز التسوق في أغسطس ليكون أقل كثيراً من نفس الشهر في 2021.

مبيعات التجزئة

انخفضت مبيعات التجزئة في الفترة من مارس حتى مايو الماضيين، إذ حبست عمليات الإغلاق في شنغهاي وعشرات المدن الأخرى عشرات الملايين في منازلهم للسيطرة على تفشي فيروس كورونا. صعدت بيانات مبيعات التجزئة الرسمية 2.7% في يوليو الماضي، رغم أن ذلك لم يُعد ضبطه وفق تضخم أسعار المستهلكين، والذي بلغ أيضاً 2.7% لهذا الشهر. ستُنشر بيانات أغسطس في 16 سبتمبر المقبل.

هبوط حاد لمبيعات عمالقة التجزئة في الصين بسبب إغلاقات كورونا

أضر حدوث إغلاقات وتباطؤ اقتصادي بصورة بالغة وعلى نطاق أوسع بتوقعات الأسر الصينية إزاء المستقبل، وقوض رغبتهم في الإنفاق. وتراجعت الثقة في نمو الدخل المستقبلي إلى أدنى مستوى منذ 2009 على الأقل خلال الربع الثاني من السنة الجارية، بحسب مسح قام به بنك الشعب الصيني، بينما اختزنت الأسر مدخراتها بمعدلات قياسية.

هبط مؤشر ثقة المستهلكين الرسمي في الصين إلى أدنى مستوى له منذ 10 أعوام تقريباً في أبريل الماضي، وتعافى بالكاد منذ ذلك التوقيت.

حركة الشاحنات

تزيد بيانات الأقمار الصناعية من توافر الأدلة المتنامية على ضعف الاقتصاد في أغسطس الجاري. انكمش قطاع التصنيع الصيني في هذا الشهر، بحسب مؤشر مدير المشتريات الرسمي. وكشفت بيانات من شركة الخدمات اللوجستية "جي 7 كونكت" (G7 Connect) عن تراجع بلغ 20% في تدفقات الشاحنات عبر المدن خلال أغسطس الجاري، والتي أثبت الباحثون أنها مرتبطة بإجمالي الناتج المحلي.

قالت شركة "سبيس نو" في مذكرة بحثية: "تراجع النشاط في مراكز التوزيع قبل انخفاض مؤشر ثقة المستهلكين، وكانت مراكز التوزيع تعمل بصورة أفضل أثناء فترة تفشي وباء كوفيد في 2020"، مضيفة أن نشاط مراكز التسوق لم يهبط ​إلى أدنى مستوياته التي شوهدت خلال عمليات الإغلاق الأولية المرتبطة بتفشي فيروس كورونا في الصين 2020.

الصين تطلق المزيد من الحوافز المالية لدعم اقتصادها المتراجع

في ظل توقعات خبراء الاقتصاد بأن الاستهلاك سيبقى ضعيفاً خلال السنة الجارية، تسعى بكين لاستغلال الإنفاق الحكومي على البنية التحتية من أجل إنعاش النمو، لكن البيانات الدقيقة تشير إلى أن حملة البنية التحتية حتى الآن لم تستطع تعويض الخسارة في نشاط البناء نتيجة الركود الحاد بسوق العقارات في الصين.

تُظهر بيانات الأقمار الصناعية وجود موقف متفاوت فيما يتعلق بقطاع البناء، إذ صعد حجم إنتاج الأسمنت بقوة في أغسطس الجاري، لكن إنتاج الصلب تراجع، رغم أن شركات الصلب قلصت أيضاً المخزونات في أغسطس الحالي، وفقاً لما ذكرته شركة "سبيس نو". للمضي قدماً، أكدت الشركة أنه من المهم مراقبة ما إذا كان قطاعا الاستهلاك والبناء سيتعافيان أو "إذا كان الضعف سيبدأ في الامتداد إلى الصناعات التحويلية".