تباطؤ التضخم في الصين يغذي الدعوات لمزيد من حوافز السياسة النقدية

عملاء يشترون  الخضار في سوق للمواد الغذائية في شنغهاي الصين
عملاء يشترون الخضار في سوق للمواد الغذائية في شنغهاي الصين المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تباطأ التضخم في الصين على مستوى المنتجين والمستهلكين في أغسطس، إذ أدت عمليات الإغلاق المتقطعة إلى تراجع الإنفاق، كما انخفضت أسعار السلع، ما يعطي صانعي السياسة مساحة كافية لدعم الاقتصاد المضطرب إذا لزم الأمر.

قال المكتب الوطني للإحصاء يوم الجمعة، إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 2.5% عن العام السابق، بانخفاض عن 2.7٪ في يوليو وأقل من متوسط التوقعات البالغ 2.8% في استطلاع أجرته بلومبرج للاقتصاديين. تباطأ تضخم المنتجين إلى 2.3% من 4.2% في يوليو، أقل من 3.2% المتوقعة في المسح.

روسيا ستبيع الغاز للصين باليوان والروبل بدلاً من اليورو

ظلت أسعار المستهلكين في الصين معتدلة هذا العام مقارنة بالمستوى المرتفع في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث كانت البنوك المركزية ترفع أسعار الفائدة في محاولة لترويض التضخم. اتخذ بنك الصين الشعبي مساراً متبايناً، إذ خفض أسعار الفائدة الشهر الماضي لتحفيز الاقتصاد المتضرر من تفشي كورونا والركود المستمر في سوق العقارات.

ليو بيكيان، كبيرة الاقتصاديين المتخصص في الاقتصاد الصيني في "ناتويست غروب" (NatWest Group) قالت إن البيانات "تعكس الطلب المحلي الضعيف وتشير إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من التيسير لتحقيق الاستقرار في النمو". وأضافت أن انتعاشاً أبطأ من المتوقع في أسعار المواد الغذائية "يمنح صانعي السياسات مجالاً أكبر لتيسير السياسة النقدية في الأشهر المقبلة".

ارتفع مؤشر "سي إس أي 300" (CSI 300) الصيني بنسبة 1.1% اليوم، فيما استقر العائد على السندات الحكومية لمدة 10 سنوات عند 2.63%. ارتفع اليوان بنسبة 0.3% مقابل الدولار إلى 6.9376.

رأي محللي بلومبرغ

تشير بيانات التضخم في الصين لشهر أغسطس إلى أن الارتفاع الضعيف في الأسعار لن يمثل قيداً رئيسياً على التيسير النقدي في أي وقت قريباً. على العكس من ذلك ، فإن الارتفاع المحدود في أسعار المستهلك الأساسية والانخفاضات الكبيرة في تكاليف المعادن هي علامات على ضعف الطلب وانتعاش يكافح على جبهات متعددة. هذا يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من دعم السياسة، وفقاً لإريك تشو، خبير اقتصادي صيني

تباطؤ التضخم الاستهلاكي يؤكد تأثير تفشي كورونا على الإنفاق المحلي. ظل التضخم الأساسي، الذي يستثني تكاليف الغذاء والطاقة المتقلبة، دون تغيير عند 0.8% في أغسطس.

كان تضخم الغذاء مدفوعاً إلى حدٍّ كبير بارتفاع أسعار لحوم الخنازير، التي قفزت بنسبة 22.4% في أغسطس مقارنة بالعام الماضي، بعد ارتفاعها بنسبة 20.2% في يوليو. تحاول الحكومة إبقاء التضخم تحت السيطرة من خلال الإفراج عن لحم الخنزير المجمد من احتياطيات الدولة الهائلة، حيث قالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح يوم الخميس إنها ستفرج عن بعض الإمدادات مع احتفالات كبرى مثل مهرجان منتصف الخريف وعطلة العيد الوطني.

تراجع النمو في أسعار الخضروات الطازجة إلى 6% من 12.9% في يوليو، بينما ارتفعت أسعار الفاكهة الطازجة بنسبة 16.3%. وتراجعت أسعار المواد الغذائية بشكل طفيف إلى 6.1% من 6.3% في يوليو.

من غير المرجح أن يمنع التضخم المعتدل، البنك المركزي من تنفيذ إجراءات تحفيزية إضافية هذا العام حسب الحاجة لدعم النمو. في وقت سابق من هذا الشهر ، قالت المتحدثة باسم بنك الشعب الصيني، روان جيان هونغ، إن الارتفاع "المعتدل" في أسعار المستهلكين يوفر "ظروفاً جيدة لتعديل السياسة النقدية".