النفط يصعد مع تصدي هبوط الدولار لمخاوف الطلب العالمي

منصة نفطية بحرية في ولاية تكساس بالولايات المتحدة
منصة نفطية بحرية في ولاية تكساس بالولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تمسك النفط بمكاسبه عقب التعافي من انطلاقة ضعيفة في بداية التعاملات إذ عادلت تراجعات الدولار أثر مخاوف تعرض الطلب العالمي لضغوط.

جرى تداول خام غرب تكساس الوسيط حول 88 دولاراً للبرميل عقب تراجعه في وقت سابق إلى 85 دولاراً. ترسخ شعور الرغبة في المخاطرة بصورة عامة عبر الأسواق يوم الاثنين في ظل ارتفاع أسواق الأسهم في أوروبا وهبوط العملة الأميركية بطريقة كبيرة إذ يراهن المضاربون على أن التضخم يقترب من مستوى الذروة. غالباً ما يفيد الدولار الأضعف الأصول المسعرة به.

عوامل صعودية

أثرت جهود الصين للقضاء على وباء كوفيد -19 على أسعار النفط مع إمكانية إبطاء الطلب العالمي. رغم ذلك، يتوقع بعض المحللين وجود مجموعة عوامل ربما تزيد من الأسعار مع اقتراب نهاية السنة الجارية.

مخاوف ضعف الطلب العالمي تضغط على أسعار النفط

قال إد مويا، كبير محللي السوق في شركة "أواندا" (Oanda): "انتقل كثيرون للاتجاه الصعودي للنفط اليوم وتوقف صعود الدولار جراء الشعور بالتفاؤل إزاء أن التضخم سيواصل التباطؤ، كما توقفت محادثات الاتفاق النووي الإيراني، مما يؤخر فكرة حدوث أي تخفيف في الإمدادات في أي وقت قريب".

يرفع نقص الغذاء والدواء في الصين من احتمالات أن يضطر الرئيس الصيني شي جين بينغ قريباً إلى التخلي عن سياسة صفر كوفيد. أضاف مويا أن سوق النفط ما تزال تعاني من النقص وكان الهبوط الأخير مبالغاً فيه.

عتبة الـ100 دولار

هبط سعر النفط الخام بمقدار الثلث تقريباً منذ يونيو الماضي، ليتراجع عن كافة المكاسب منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. جاء هذا الانقلاب في وقت شددت فيه البنوك المركزية بما فيها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي من السياسة النقدية للقضاء على التضخم. رغم ذلك، ساعدت تراجعات الدولار المتعاقبة النفط على التعافي من أدنى مستوياته في الأيام الأخيرة، في حين حفزت سلسلة مشتريات النفط الخام الصينية قدراً من مشاعر التفاؤل بأن السوق الحقيقية للنفط قد وصلت إلى القاع.

قالت ريبيكا بابين، مضاربة كبيرة في مجال الطاقة في شركة "سي آي بي سي برايفت ويلث مانجمنت" (CIBC Private Wealth Management) خلال فعالية نظمتها "بلومبرغ أم إل آي في"، إن إتمام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لعمليات الإفراج عن النفط من الاحتياطيات الإستراتيجية الأميركية، والعقوبات الأوروبية الأشد صرامة التي يبدأ سريانها في 5 ديسمبر المقبل، والتحول من الغاز إلى النفط سيعزز أيضاً أسعار الخام.

مخزون النفط الأميركي في احتياطيات الطوارئ يهوي لأدنى مستوى في 38 عاماً

أضافت: "مع الأخذ في الاعتبار ما تبقى من 2022، نتوقع صعود الأسعار مع بلوغ خام غرب تكساس الوسيط نطاق 95-105 دولارات للبرميل وخام برنت لما بين 100 و110 دولارات للبرميل".

نفط

صعوبات على الطريق

صعد المسؤولون الصينيون من عمليات الإغلاق وفرض القيود مؤخراً مع اقتراب انعقاد اجتماع هام للحزب الشيوعي. وتجسيداً للتحديات، خفض مصرف "يو بي إس غروب" توقعاته لخام برنت خلال ديسمبر المقبل بمقدار 15 دولاراً للبرميل. قال مسؤولون بالحكومة المحلية الأحد إن تفشي وباء فيروس كورونا في واحدة من كليات الإعلام الصينية الكبرى في بكين يتعين القضاء عليه "في أقل مدة زمنية".

في وقت متأخر من الجمعة بالولايات المتحدة، أصدرت وزارة الخزانة الأميركية إرشادات صارمة للامتثال لسقف السعر المقترح لنفط روسيا، مع التركيز على المتطلبات التي يحتاجها القطاع الخاص للالتزام بالبرنامج، والذي من المقرر بدء العمل به من ديسمبر المقبل مع تشديد أوروبا للعقوبات على التدفقات. أوضح نائب وزير الخزانة والي أدييمو أن موسكو لن يكون أمامها خيار عدا المشاركة في الامتثال لهذا الحد السعري.

كما انصب التركيز على المحادثات النووية الإيرانية، إذ قالت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا في نهاية الأسبوع إن "شكوكاً حقيقة" تساورهم حيال التزام طهران باتفاق جديد. من المفترض أن التوصل لاتفاق قد يمهد الطريق أمام تدفقات متنامية من النفط الإيراني إلى السوق العالمية بصورة هائلة .