الأسهم الأميركية تسجل أسوأ أداء أسبوعي منذ يونيو

تحذيرات "فيديكس" بشأن أداء الاقتصاد العالمي تعمّق خسائر الأسهم الأميركية في تعاملات نهاية الأسبوع

عدد من المشاة أمام مقر بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 15 يونيو 2022. اجتاجت الأسهم الأميركية في الأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر، عاصفة من الخسائر، في ظل تزايد المخاوف من رفع أسعار الفائدة وتأثيرات ذلك على النمو الاقتصادي.
عدد من المشاة أمام مقر بورصة ناسداك في نيويورك، الولايات المتحدة، يوم 15 يونيو 2022. اجتاجت الأسهم الأميركية في الأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر، عاصفة من الخسائر، في ظل تزايد المخاوف من رفع أسعار الفائدة وتأثيرات ذلك على النمو الاقتصادي. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية أسوأ أداء أسبوعي لها منذ أن سجلت أدنى مستوياتها لهذا العام في منتصف يونيو، حيث جاء التحذير الذي أطلقته شركة الشحن "فيديكس" (FedEx) بشأن ضعف أحجام الشحن العالمية، ليفاقم القلق المتزايد بشأن الزيادات الكبيرة على أسعار الفائدة التي تعيق النمو الاقتصادي.

أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" على انخفاض لليوم الثالث هذا الأسبوع، لتصل خسارته الأسبوعية إلى نحو 5%. وشهدت تعاملات ما بعد الظهيرة الجمعة بعض عمليات الشراء الضعيفة، والتي ساعدت بعض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل "إنفيديا" و"إنتل" على تحقيق المكاسب، فيما تراجع سهم "فيديكس" بأكثر من 20%، بعدما سحب عملاق توصيل الطرود توقعاته بشأن الأرباح، مشيراً إلى ضعف النشاط في هذا القطاع.

"فيديكس" ترسل إشارة مزعجة حول أداء الاقتصاد العالمي

سلكت أسواق الأسهم هذا الأسبوع منحى هبوطياً مفاجئاً، بعدما دفعت بيانات التضخم التي تجاوزت التوقعات، المتداولين إلى زيادة مراهناتهم على رفع أسعار الفائدة، الأمر الذي أذكى موجة عمليات البيع التي تُعتبر الأسوأ في يوم واحد منذ عامين. وارتفع العائد على عقود المبادلة المربوطة بتاريخ اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر بمقدار 75 نقطة أساس، مع ميل بعض الرهانات نحو نقطة مئوية كاملة. وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، والتي تُعتبر الأكثر حساسية تجاه قرارات السياسة النقدية، لتسجل أعلى مستوى لها منذ عام 2007، الأمر الذي أدى إلى تعميق انعكاس المنحنى الذي يُنظر إليه على أنه إشارة إلى حدوث ركود.

الدولار الملاذ الوحيد للاختباء هذا العام من انهيار الأصول الخطرة

قال فلوريان إيلبو، رئيس قسم أبحاث الماكرو في "لومبارد أودييه لإدارة الأصول" (Lombard Odier Asset Management): "من المحتمل أن تكون الولايات المتحدة واقفة حالياً عند بوابة ركود بعمق غير معروف.. أسواق الأسهم ترى أن هذا الركود سيكون محدوداً، وأسواق الائتمان ترى أنه قد تم احتواؤه فعلاً، فيما يشير منحنى السندات لأجل عامين وعشرة أعوام إلى أن الوضع أكثر خطورة". وأضاف: "هناك حالة من عدم اليقين الكلي، تهيمن حالياً على السوق".

توقعات قاتمة

من الناحية الفنية، فإن وصول منحنى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى ما دون ارتداد فيبوناتشي الرئيسي لارتفاع يونيو– أغسطس، دفع وين ثين، رئيس استراتيجية العملة في شركة "براون براذرز هاريمان" (Brown Brothers Harriman) إلى القول إن الأسهم قد تختبر مجدداً مستوياتها المتدنية التي سجلتها في يونيو.

قال ثين: "في الواقع، هذا يعكس إعادة تسعير الأصول المحفوفة بالمخاطر، في ظل ظروف سيولة أكثر تشدداً". وأضاف: "استفادت الأسهم والأسواق الناشئة والمخاطرة، من سنوات من معدلات الفائدة الصفرية، والآن نحن أمام الجانب الآخر من الصورة. والمحصلة النهائية ستكون إمكانية تكبّد المزيد من الخسائر في الأصول الخطرة".

فيما يتعلق بالتحذير الذي أطلقته "فيديكس"، فقد جاء في الوقت الذي تبدأ فيه الشركات في هذا القطاع، رسم صورة أكثر قتامة للاقتصاد. قال مايكل هارتنت من بنك "أوف أميركا"، إن ركود الأرباح سيدفع الأسهم الأميركية على الأرجح، إلى مستويات منخفضة جديدة، تكون أقل بكثير من المستويات الحالية.

قام المتداولون ولفترة وجيزة هذا الأسبوع، بتسعير معدل الفائدة الرئيسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي عند 4.5% في مارس، حيث زاد البنك المركزي من جهوده لاجتواء التضخم. وبذلك، ترتفع الذروة المتوقعة بنقطة مئوية كاملة منذ اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في يوليو.

أداء متباين للدولار

سجل مؤشر قوة الدولار تغيراً طفيفاً، حيث تباين تداول العملة الأميركية مقابل العملات الرئيسية، فيما أظهر استطلاع أجرته جامعة ميتشيغان، أن توقعات التضخم على المدى الطويل في الولايات المتحدة، تراجعت في أوائل سبتمبر إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من عام، حيث يتوقع المستهلكون ارتفاع الأسعار بمعدل سنوي قدره 2.8% على مدى السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2021، فيما يتوقع المستهلكون أن تصل نسبة ارتفاع التكاليف إلى 4.6% خلال العام المقبل، وهي أدنى نسبة في التوقعات منذ سبتمبر الماضي.

في أوروبا، انخفض مقياس الأسهم القياسي لليوم الرابع على التوالي، بعدما تضررت أسهم شركات البريد وتوصيل الطرود في أعقاب تحذير "فيديكس". وتفوّق أداء المؤشر القياسي في المملكة المتحدة، حيث انخفض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار منذ عام 1985.

أما في أسواق الطاقة، فقد سجل النفط تراجعاً للأسبوع الثالث على التوالي، وسط مؤشرات على تدهور الاقتصاد العالمي، الأمر الذي أثار مخاوف بشأن الطلب، في وقت يجعل فيه الدولار المرتفع سعر النفط الخام، أعلى بالنسبة إلى معظم المشترين.

فيما يلي، بعض التحركات الرئيسية في السوق:

الأسهم

هبط مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بنسبة 0.7% عند الإغلاق.

انخفض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.6%.

انخفض مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.5%.

انخفض مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 1%.

العملات

سجل مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري تغيراً بنسبة طفيفة.

ارتفع اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.0013 دولار.

انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% إلى 1.1424 دولار.

ارتفع الين الياباني بنسبة 0.4% إلى 142.91 ين للدولار.

السندات

سجل العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات تغيراً طفيفاً إلى 3.45%.

انخفض عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 1.76%.

انخفض العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات ثلاث نقاط أساس إلى 3.14%.

السلع

ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 0.2% إلى 85.30 دولار للبرميل.

ارتفعت العقود الآجلة للذهب 0.4% إلى 1,683.80 للأونصة.