بولندا تتوقع التوصل لاتفاق توريد نفط لمصفاة تكرير ألمانية بنهاية العام

استعدادات كبيرة لبدء سريان الحظر على النفط الروسي ديسمبر المقبل

مصفاة تكرير النفط "بي سي كيه شويدت" في شويدت بألمانيا.
مصفاة تكرير النفط "بي سي كيه شويدت" في شويدت بألمانيا. المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتوقع بولندا انتهاء المحادثات حول إمدادات النفط لمصفاة كبيرة في شرق ألمانيا العام الجاري، إذ يستعد كلا البلدان لبدء سريان حظر على الخام الروسي.

تزوّد مصفاة "شويدت" (Schwedt)، الواقعة قرب الحدود البولندية، برلين وجزء واسع من شرق ألمانيا بالوقود، وتحصل حالياً على نفطها عبر خط أنابيب دروجبا مباشرة من روسيا، وهو طريق لن يكون متوفراً لألمانيا بمجرد بدء سريان الحظر في ديسمبر المقبل. تحتاج الحكومة في برلين، التي استولت على محطة "شويدت" عن طريق تجميد أصول الشركة الروسية المالكة "روسنفت"، إلى البنية التحتية البولندية لشحن النفط، بما فيها ميناء غدانسك، للحصول على الإمدادات الكافية لعمل المصفاة.

نظرياً، من المفترض وجود سعة كافية لخط الأنابيب من "غدانسك"، لكن المصفاة ستحتاج إلى تنسيق عمليات التسليم مع مصفاة التكرير المحلية المنافسة، "ليونا" (Leuna)، التي تديرها شركة "توتال إنرجيز"، ووحدة "بي كيه إن أورلين" (PKN Orlen) ببولندا، بحسب نائب وزيرة المناخ البولندي آدم غيبورغي تشيتويرتينسكي. تمتلك "أورلين" مصفاتين في بولندا وتستخدم أيضاً ميناء غدانسك لجلب الواردات.

نهاية العام

قال "تشيتورتينسكي" أثناء مقابلة في وارسو الخميس: "إن محادثات مع ألمانيا حول توفير الإمدادات لمصفاة "شويدت" تهدف إلى الاستعداد للوقت الذي يبدأ فيه سريان الحظر المفروض على النفط الروسي، وتنسيق إجراءاتنا بما يكفل تحقيق أمن الطاقة للمنطقة، ونرغب في التوصل لحل مع حلول نهاية السنة الجارية ".

أوضح نائب وزيرة المناخ أن تحرك ألمانيا لضم أصول" روسنفت" تحت الوصاية كان "مؤشراً جيداً على وجود إدراك للتهديد الذي يشكّله وجود الروس في هذا النظام".

ألمانيا تصادر أصول شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت"

أضاف: "ما يتعين حدوثه وما أكدناه بصفة مستمرة منذ البداية هو أننا لن نتخذ تدابير ستفيد الكيانات الروسية".

أعلنت وزيرة المناخ آنا موسكوا في وقت سابق من الشهر الحالي أن الاتفاق بين بولندا وألمانيا قد يتضمن أيضاً شراء "أورلين" حصة في المصفاة. ورفض نائبها تأكيد هذا الخيار، مضيفاً أنه لا يريد إصدار حكم مسبق على ما قد ترغبه فيه الشركات أو توقيت حدوثه.

استخدام غدانسك

من الناحية النظرية يمكن لميناء غدانسك البولندي معالجة إمدادات من النفط تبلغ 36 مليون طن سنوياً، إذ تستخدم مصفاتان بولنديتان ما يصل إلى 27 مليون طن. وقد تستخدم شركات التصنيع الألمانية السعة الإنتاجية المتبقية، وبينما تشتري "ليونا" فعلياً الخام عن طريق "غدانسك"، فإن مصفاة "شويدت"، التي يبلغ مستوى إنتاجيتها السنوي 12 مليون طن، لم تقم بذلك حتى الآن.

بالتالي، قد يكون استيراد النفط عبر "غدانسك" حلاً جزئياً بالنسبة لمصفاة "شويدت". علاوة على ذلك، يمكن للمصفاة أيضاً الاعتماد على خط أنابيب قادم من "روستوك" على الساحل الألماني للحصول على الخام الخاص بها.

أشار نائب الوزيرة إلى أن مجموعات تقنية من البلدين تدرس حالياً خيارات مختلفة لتوفير إمدادات النفط. وتنطوي سيناريوهات طويلة الأجل على رفع سعة خطوط الأنابيب أو توسيع الميناء، بينما يمكن استغلال عوامل الحد من السحب في الأجل القصير لتعزيز التدفقات. رغم ذلك، قد يفي التنسيق البسيط بالغرض.

قال غيبورغي تشيتورتينسكي: "يُعدّ تحسين الخدمات اللوجستية التحدي التطبيقي الأكبر، ولدينا أمل في أن نكون قادرين على إيجاد فترات زمنية متاحة في جدول المواعيد بين طلبات التسليم قيد التنفيذ فعلياً".

تستطيع كل من مصفاتي "شويدت" و"ليونا" معالجة ما يفوق 200 ألف برميل من النفط الخام يومياً، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ".