ترسيم "حدود الغاز" بين لبنان وإسرائيل يدخل مرحلة حرجة

سفينة تنقيب في حقل كاريش للغاز الطبيعي المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل
سفينة تنقيب في حقل كاريش للغاز الطبيعي المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل المصدر: رويترز
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دخلت "محادثات ​ترسيم الحدود البحرية​ بين ​لبنان وإسرائيل في مرحلة حرجة"، كما أفاد موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مسؤول رفيع في البيت الأبيض​.

رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، رفض الملاحظات التي وضعها لبنان على مقترح الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية آموس هوكستين، والتي تسلمتها تل أبيب من الجانب الأميركي، وفقاً لقناة 12 الإسرائيلية.

وأشارت إلى أنَّ لبيد دعا الفريق الإسرائيلي المكلف بملف الحدود البحرية إلى "رفض الملاحظات اللبنانية"، مؤكّداً أنَّ بلاده "لن تضحي بمصالحها الاقتصادية والأمنية بأي حال من الأحوال، حتى وإن كان الثمن عدم التوصل إلى اتفاق مع لبنان".

في حين نقل موقع "أكسيوس" عن مصدر رسمي إسرائيلي قوله إنَّ "الاتفاق مع لبنان لن يحصل قبل الانتخابات الإسرائيلية المرتقبة في نوفمبر".

برغم أجواء "التفاؤل" التي سادت في الأيام الأخيرة، سبق للجانب اللبناني أن "سرّب" لـ"الشرق" أنَّ ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل دخل "مرحلة حسّاسة وحرجة" في الآونة الأخيرة، في ظل أجواء بين الجانبين توحي بإمكان "احتراق الطبخة" وعودة الأمور إلى المربع الأول.

ملاحظات لبنان

عقب صدور التصريحات الإسرائيلية، كشف نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، أنَّه ما يزال "على اتصال كل ساعة" مع الوسيط الأميركي. وأفاد أنَّه "تمّ إنجاز 90% من الاتفاق، لكنَّ نسبة 10% المتبقية هي الحاسمة". موضّحاً لوكالة "رويترز" أنَّه سيرد فقط على التصريحات الرسمية وليس على التقارير الإعلامية بشأن وضع الاتفاق".

وأكّد مسؤول لبناني للوكالة أنَّ بلاده "لم تتلقَ ردّاً رسمياً إسرائيلياً" بشأن طلبات تعديل مسودة اتفاق ترسيم الحدود البحرية. مضيفاً: "نريد أن نعرف ما إذا كان الرفض (الإسرائيلي) نهائياً، أو يمكن التفاوض بشأنه".

فيما استقبل الرئيس اللبناني ميشال عون، وزير الدفاع موريس سليم، وعرض معه آخر المعطيات المتصلة بترسيم الحدود البحرية، وفقاً لما أفادت به الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، التي أشارت في خبرها إلى أنَّ "ملاحظات لبنان تمنع أي تفسيرات لا تنطبق على الإطار الذي حدده لبنان لعملية الترسيم وخلال المفاوضات التي استمرت شهوراً".

يضع الاتفاق المذكور، في حال وصوله إلى خواتيم إيجابية، الأساس القانوني الذي يمكن للبلدين من خلاله الشروع في الاستفادة من الاحتياطيات الكبيرة من الغاز الطبيعي والنفط في شرق المتوسط، خاصة بالنسبة لحقل "كاريش" (من حصة إسرائيل)، الذي يُقدّر أن يحتوي على 1.75 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، ونحو 61 مليون برميل نفط. ويُتوقَّع أن يتيح لإسرائيل زيادة صادراتها من الغاز إلى أوروبا، إذ أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الشهر الماضي في برلين: "سنشارك في الجهود الرامية إلى إيجاد بديل من الغاز الروسي في أوروبا"، مضيفاً أنَّ إسرائيل تعتزم تزويد أوروبا بـ10% من الكميات التي كانت توفرها روسيا قبل هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير.

في المقابل، سيستكشف لبنان حقل "قانا" لتحديد حجم احتياطيات الغاز الطبيعي فيه. علماً أنَّه في حال وجود كميات تجارية؛ فسيحتاج لبنان لسنوات عدّة لاستخراجها.