صندوق كاثي وود يهبط 62% إلى أدنى مستوى منذ تفشي كورونا

عاود صندوق مؤشرات كاثي وود الرئيسي المتداول في البورصة تراجعه ليصل إلى أدنى مستوى سجله خلال تفشي جائحة كورونا نتيجة الضربات التي تعرض لها.

أغلق صندوق "آرك إنوفيشن"، المتداول في البورصة (برمز ARKK) وقيمته 7.1 مليار دولار، يوم الثلاثاء عند أدنى مستوى له منذ مارس 2020. وانخفض الصندوق بنسبة 62% حتى الآن في عام 2022، أي أكثر من ضعف وتيرة الهبوط في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".

لم يكن العام الجاري سلساً بالنسبة لصناديق المؤشرات المتداولة والمنتجات التي تركز على النمو مع رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لخفض مستويات التضخم الجامحة. وانتقدت وود البنك المركزي الأسبوع الحالي بسبب سياسة التقشف النقدي العنيفة، كما عبّرت في رسالة مفتوحة كتبتها إلى المسؤولين عن قلقها إزاء احتمال ارتكابهم خطأ في هذه السياسة.

كاثي وود: قوة الدولار قد تجبر "الاحتياطي الفيدرالي" على التخلي عن التشدد

توجه للمنتجات الخاملة

خلال حديثها في منتدى غرينتش الاقتصادي، قالت وود إنها تعتقد أن بيئة العزوف عن المخاطرة الحالية تعني أن المستثمرين وخوارزميات التداول يبحثون عن الأمان في منتجات تتبع المؤشرات الخاملة، وتقول إنهم يجهلون حقيقة أن الشركات التي يستهدفها صندوق "آرك" في وضع يخولها المساعدة في معالجة بعض التحديات الكلية التي تواجه السوق.

وأضافت: "نحن نعاني الكثير من المشكلات في الوقت الحالي"، مشيرة إلى أزمة سلاسل التوريد والغزو الروسي لأوكرانيا. وقالت: "الابتكار يحلّ المشكلات، ومع ذلك تسيطر على السوق هذه الخوارزميات والآفاق الزمنية قصيرة الأجل للغاية- وبالنسبة لنا فإننا نستثمر لمدى زمني خمس سنوات لكن حالة العزوف عن المخاطرة دفعت دورة الاستثمار في السوق إلى ثلاثة أشهر".

"صندوق آرك" التابع لـ "كاثي وود" يغيب عن صعود نهاية العام

قال تود سون، استراتيجي صناديق المؤشرات المتداولة في البورصة في "ستراتيغاز سكوريتيز " (Strategas Securities): "لقد كان صندوق (آرك) حقاً النموذج الذي يجسد الألم الناتج عن هذه البيئة التي تتسم بارتفاع أسعار الفائدة العالمية واستمرار تشديد سياسة الاحتياطي الفيدرالي حتى ينجح في كبح جماح التضخم".

لم يكن صندوق "آرك" المتأثر الوحيد من هذه الضربة، حيث استهدف البائعون على المكشوف عائلة صناديق "آرك" التابعة لوود، حتى أنهم دفعوا تكلفة أعلى للرهان ضد صناديقها.

إخلاص المستثمرين

لم تكن الأمور دائماً هكذا بالنسبة إلى صندوق "آرك" وغيره من أسهم وصناديق النمو. فقد صعد صندوق المؤشرات المتداول لدى كاثي وود بنسبة 150% تقريباً في عام 2020، ليصبح محبوب المستثمرين الأفراد وغيرهم ممن صدقوا رؤية وود للابتكار.

صيحة في عالم صناديق الاستثمار تسحب مليارات من عمالقة السوق

ويبدو أن هؤلاء المستثمرين حافظوا على إخلاصهم إلى حد كبير العام الجاري، ورغم تسجيل الصندوق تدفقات صافية بلغت 1.3 مليار دولار في عام 2022، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ"، فهو لا يزال ضمن أفضل 10 صناديق مؤشرات متداولة في البورصة بإدارة نشيطة من حيث التدفقات النقدية الجديدة حتى في الوقت الذي يعاني فيه من حيث الأداء.

ومع ذلك، كان شهر أكتوبر أقل رحمة، وقد بلغت التدفقات الخارجة خلاله 244 مليون دولار حتى آخر جلسة صدرت عنها بيانات.

قال موهيت باجاج، مدير صناديق المؤشرات المتداولة في مؤسسة "ولاكبيث كابيتال" (WallachBeth Capital): "مع استمرار تدهور المعنويات، فإن المستثمرين الذين لديهم تعرّض أعلى للأصول الأعلى خطورة وعائداً قد يشهدون مزيداً من التدفقات الخارجة".