"الكتاكيت" ضحية أزمة الأعلاف في مصر

تداول مقاطع فيديو لمزارعين اضطروا للتخلص من الكتاكيت بسبب شح الأعلاف

مزرعة لإنتاج الدجاج والبيض. مربو دواجن في مصر يعدمون الكتاكيت وسط شح في واردات الأعلاف
مزرعة لإنتاج الدجاج والبيض. مربو دواجن في مصر يعدمون الكتاكيت وسط شح في واردات الأعلاف المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قام مربو دواجن في مصر بإعدام الكتاكيت وسط شح في واردات الأعلاف، إذ تؤدي الأسعار المرتفعة إلى تفاقم أزمة تاريخية في الغذاء.

قال محمد الشافعي، نائب رئيس مجلس الإدارة للاتحاد العام لمنتجي الدواجن، في مقابلة تلفزيونية السبت، إن هناك قرابة 1.5 مليون طن من الذرة و500 ألف طن من فول الصويا، وهما المكونان الرئيسيان في أعلاف الدواجن، عالقة في الموانئ. موضحاً أن البضائع في انتظار خطابات ضمان تطلبها الحكومة من المستوردين لكي يجري الإفراج عنها.

"المركزي المصري" و"التجارة" يبحثان الإفراج عن بضائع مستوردة بضمانة بنكية مدتها 6 أشهُر

أضاف أن الإفراج عن العلف سيكلف 340 مليون دولار شهرياً، مضيفاً أن قلة الغذاء المتاح تضطر المزارعين لإعدام الكتاكيت.

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمزارعين اضطروا للتخلص من الكتاكيت، وتُقدّر تقارير محلية أعداد الكتاكيت بالآلاف.

اقرأ أيضاً: صندوق النقد: إتمام الاتفاق مع مصر على مستوى الخبراء "قريباً جداً"

أزمة الأعلاف

يعد الدجاج أكثر اللحوم استهلاكاً في مصر، وانعكس نقص الأعلاف بالفعل في الأسعار المرتفعة للبيض والدواجن.

الموقف في مصر مثال على تداعيات التضخم الحاد وجهود إيقافه، وقللت الأزمة الروسية الأوكرانية إمدادات الحبوب من منطقة البحر الأسود بشكل كبير، مما أدى لارتفاع أكبر في الأسعار. في الوقت نفسه، ترفع البنوك المركزية، والاحتياطي الفيدرالي الأميركي بصورة خاصة، أسعار الفائدة بشكل كبير لكبح ارتفاع الأسعار، لكن خطوات الاحتياطي الفيدرالي كانت سبباً أيضاً في قوة الدولار في الفترة الأخيرة.

كان لذلك تأثير ضخم على الدول التي تعتمد على واردات الغذاء، إذ تكافح هذه الدول مزيجاً مدمراً من ارتفاع أسعار الفائدة وصعود الدولار وزيادة أسعار السلع الأساسية، ما يقلل قدرتها على شراء البضائع التي تُسعّر عادة بالدولار، حدّ الاحتياطي الأجنبي المتضائل في الكثير من الحالات من إمكانية الحصول على الدولار، والبنوك متباطئة في صرف المدفوعات.

طالع أيضاً: مصر تصدر قرارات جديدة لتسهيل إجراءات الاستيراد

مشاكل الواردات

رفعت اضطرابات الواردات الأسعار بشكل كبير في مصر، ضاغطة على الشعب الذي يكافح بالفعل للتعافي من آثار جائحة كورونا.

اقرأ أيضاً: التضخم في مدن مصر يواصل صعوده إلى 15% .. والأساسي يقفز إلى 18%

لتخفيف الطلب على الدولار، سلكت الحكومة نهجاً يقول المنتقدون إنه ساهم في فجوات الإمداد في بعض المنتجات. في فبراير، بدأت السلطات تطالب المستوردين بتقديم خطاب ضمان من بنوكهم ليتمكنوا من شراء السلع من خارج البلاد. كان الإجراء الجديد أكثر تعقيداً عما سبق، إذ رفع التكلفة وتسبب في تأخيرات للشركات.

أزمة عالمية

وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية، قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأحد، إن أزمة أعلاف الدواجن هي نتاج التداعيات السلبية للأزمة العالمية، والتي طالت العديد من السلع والمنتجات الأخرى وليس فقط الأعلاف المخصصة لهذه الصناعة، ولا يعلم أحد إلى أي مدى زمني سيطول أمد هذه الحرب الراهنة.

كما أضاف أن الحكومة تعمل على تخفيف النقص وتأثير الأزمة الأوسع نطاقاً.

يسعى المسؤولون لتوفير عملة صعبة بحسب الأولويات، خصوصاً تلك المرتبطة بالغذاء والوقود ومتطلبات الإنتاج، بما فيها العلف. قالت الحكومة في بيان، الأحد، إنه جرى الإفراج عن قرابة 122 ألف طن من فول الصويا، تبلغ قيمتها 85 مليون دولار، من الموانئ.

اتخذ البنك المركزي أيضاً بعض الإجراءات لتخفيف القيود على العملة الأجنبية في محاولة للإفراج عن الواردات المتراكمة.