مؤشرات على نموّ راسخ بقطاع الصناعة في الولايات المتحدة

استثمارات الأنشطة التجارية وطلب السلع الاستهلاكية يعززان النمو

أحد العمال يسحب بوتقة من الزجاج المصهور من فرن بكورنينغ في نيويورك
أحد العمال يسحب بوتقة من الزجاج المصهور من فرن بكورنينغ في نيويورك المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

صعد إنتاج المصانع الأميركية للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر الماضي، مما يدل على وجود نموّ راسخ بقطاع التصنيع مدعوماً بالاستثمار القوي في الأنشطة التجارية والطلب على السلع الاستهلاكية.

كشفت بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يوم الثلاثاء عن تطابق ارتفاع الإنتاج بنسبة 0.4% بنفس مستوى التقدم المحرز في أغسطس الماضي المراجع بالزيادة. وكذلك زاد إجمالي الإنتاج الصناعي 0.4% في سبتمبر الماضي، بما فيه أنشطة التعدين والمرافق.

في حين أن الطلب المحلي على البضائع هبط بصورة عامة مع التحول في تفضيلات المستهلكين والتضخم العنيد، أظهر التقرير وجود طلب قوي على الأجهزة والسيارات والملابس، يبرهن على قدرة الاستثمار التجاري على الصمود ومساهمته في تدعيم نشاط المصانع.

ضغوط خارجية

مستقبلياً، توجد مخاوف متنامية إزاء قوة الاقتصاد واستعداد المستهلكين للإنفاق، في وقت يتعرض فيه الطلب الخارجي أيضاً لضغوط، مع تدهور التوقعات الاقتصادية على مستوى العالم، ودولار قوي يجعل السلع الأميركية أكثر تكلفة.

البنك الدولي: الركود العالمي يلوح في الأفق بسبب أكبر موجة تشديد نقدي في نصف قرن

كان إنتاج المصانع متسعاً وسط مجموعات الصناعة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والمنتجات الإلكترونية والمعادن المصنعة والأثاث.

أشار متوسط التقديرات للتوقعات في استطلاع للرأي لـ"بلومبرغ"، شمل خبراء اقتصاد، إلى أن إنتاج المصانع سيرتفع 0.3% وسيصعد إجمالي الإنتاج الصناعي 0.1%.

وأظهر تقرير بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أيضاً زيادة استخدام السعة الإنتاجية في المصانع إلى 80%، وهو ما يماثل أعلى مستوى منذ 2000، ويدل على تراجع حدة ضغوط العمالة وجانب العرض.

النفط والغاز

هبط ناتج المرافق بنسبة 0.3%، وصعد نشاط التعدين بنسبة 0.6% مدعوماً بأنشطة استخراج النفط والغاز. وقفزت عمليات حفر آبار النفط والغاز 1% لتستمرّ في تحقيق سلسلة من المكاسب القوية.

رغم ذلك فإن البيانات الصادرة يوم الاثنين كشفت عن تراجع في نشاط المصانع في ولاية نيويورك خلال أكتوبر للشهر الثالث على التوالي. وأظهر استطلاع للرأي أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في نيويورك أيضاً أن المشاركين فيه كانوا أكثر تشاؤماً حيال ظروف العمل المستقبلية. وسيُعلَن عن تدابير إقليمية منفصلة من فروع بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا وريتشموند وكانساس سيتي خلال الأسابيع المقبلة.

بينما أوردت شركة "فاتسنال" (Fastenal) في تقرير لها الأسبوع الماضي أن صافي المبيعات تجاوز التقديرات خلال الربع الأخير، نوّهت شركة تجارة الجملة لمواد التصنيع والبناء إلى تفاقم حالة عدم اليقين بين عملائها.

قال دانييل فلورنيس، الرئيس التنفيذي لـ"فاستنال"، في مؤتمر لأرباح الشركة عبر الهاتف: "الأمر ليس كذلك، لن تحدث كارثة، لكن هناك ثقة حذرة تماماً، ونحن نتأهب لهذا النوع من بيئة العمل".