كيف تعزز الأرباح وتعالج عدم المساواة؟ اجعل الموظفين مالكين

مشاركة الأسهم تساعد في محو الأمية المالية التي يُعاني منها أكثر من 60% من الموظفين الأميركيين

ستافروس في الوسط يتحدث مع موظفي سي إتش أي أوفرهيد دوورز
ستافروس في الوسط يتحدث مع موظفي سي إتش أي أوفرهيد دوورز المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ما الطريقة الأفضل لتضييق تباين الثراء وزيادة التزام الموظفين وتعزيز الأرباح؟ يجيب بيت ستافروس، المسؤول المشارك في قسم شركات الملكية الخاصة الأميركية لدى "كيه كيه آر آند كو" (KKR & Co): "امنحوا الموظفين حصة من أسهم الشركة".

أسس ستافروس أخيراً مؤسسة "أونرشيب وركس" (Ownership Works) غير الربحية لمساعدة الشركات على وضع خطط تتيح للموظفين الحصول على أسهم في الشركات التي يعملون لديها، ويقول إن هذه الطريقة تساعد الموظفين على التركيز على هدف مشترك. لقد صيغت المقابلة معه بتصرف لتكون أقصر وأوضح.

  • ما أهمية إشراك الموظفين؟

أولاً، يسهم ذلك في بناء الثروة في الطبقة الأدنى من الاقتصاد. ثانياً، يعالج عدم المساواة على أساس العرق والجنس بما أن توزيع الملكية على نطاق واسع يدعم الأشخاص من غير البيض والنساء. ثالثاً، يتيح امتلاك الأسهم فرصة مهمة لتعليم الموظفين طريقة إدارة الأموال، حيث تظهر تقديرات حكومية أن 60 إلى 65% من الأميركيين أميّون مالياً.


  • كيف تستفيد الشركة من ذلك؟

المنفعة كبيرة لكنها لا تتحقق بين ليلة وضحاها، فعندما استثمرت "كيه كيه آر" في شركة "إنغرسول راند" (Ingersoll Rand) المتخصصة بتصنيع المضخات والمدرجة في البورصة، كانت الشركة أشبه بسفينة بلا دفة، حيث كان التزام الموظفين منخفضاً للغاية ومعدل دورانهم مرتفع جداً. لكن على مدى تسع سنوات ونصف ومع حصول كافة الموظفين على حصة ملكية، انخفض معدل الدوران من 20% إلى أقل من 3% حتى خلال فترة "الاستقالات الكبرى". لا بدّ أن تفكر في عدم الاضطرار إلى استقطاب 3 آلاف شخص سنوياً وتوظيفهم وتدريبهم. زاد معدل التزام الموظفين من أقل من 20% إلى 90%. بالتالي، هذه الاستراتيجيات فعّالة للغاية إذا ما نُفذت بطريقة مناسبة.

  • لِم تطبقها شركات عديدة بعد نجاحها؟

الأمر صعب للغاية، فأنت تنطلق من نسبة 70% من عدم الالتزام الوظيفي على المستوى الوطني بحسب استطلاعات أجرتها مؤسسة "غالوب"، ومعدلات أمية مالية مرتفعة، وهذا أمر تصعب معالجته. يستغرق ذلك سنوات من العمل الشاق لبناء الثقة وتبادل المعلومات ومحو الأمية المالية وتغيير طريقة عمل الشركات بشكل جذري.


بعد إقالته قيادات كبرى.. ماسك يستعد لتسريح موظفين من "تويتر"


  • كم عدد الأسهم الذي يجب أن يحصل عليه الموظفون؟

لابد أن تعادل قيمتها 6 أشهر من دخلهم بالحد الأدنى و12 شهراً في الوضع المثالي حتى تكون مؤثرة، على أن يحصلوها خلال 5 سنوات، على فرضية أن الشركة ذات أداء جيد. لا داعي لأن ينتظروا حتى التقاعد ليحصلوا عليها. المأمول أن يستثمروها بحكمة.

  • هل يتعين أخذ أداء الموظف في عين الاعتبار؟

يكمن السؤال الأساسي هنا فيما إذا كان نظام تقييم الأداء وإدارة الموارد البشرية في الشركة يعملان بشكل جيد بما يكفي لينالا ثقة الموظفين. إن كان الأمر كذلك، وقتها تخبر الموظفين أن حجم مشاركتهم يعتمد على أدائهم. لكن إذا لم تكن هذه الثقة موجودة، عليك العودة إلى تطبيق مبدأ الفريق، حيث تقول لهم: "إذا تعاونا جميعاً وزدنا الإنتاجية واختصرنا الوقت، وكل تلك الأمور، سنستفيد جميعاً".


السعي لموظفين جدد يدفع الشركات للترحيب باللاجئين


  • كيف يختلف منهجك عن خطة امتلاك الموظفين للأسهم؟

أنا معجب بمفهوم خطة امتلاك الموظفين للأسهم (ESOP)، لكنها تواجه تحديات حيث ينص القانون على إعفاء الشركات من فئة "س" من دفع ضرائب الدخل الفدرالية في حالة حققت ملكية موظفين بنسبة 100%، وفي أغلب الولايات تعفى من ضريبة الدخل على مستوى الولاية. لكن تنفيذ البرنامج مُعقد وفي أغلب الحالات لا يكون عملياً وقابلاً للتطبيق، لا في الشركات المدرجة في البورصة ولا شركات الملكية الخاصة، لذا فسوقه محدودة.

  • ما الذي دفعك نحو هذا التوجه؟

كان والدي يحصل على 15 دولاراً، وربما 20 دولاراً في الساعة نظير عمله في تمهيد الطرق لصالح شركة إنشاءات، وكان يحلم دائماً بالمشاركة في الأرباح وأن يكون له صوت حقيقي في الشركة، وظل الأمر عالقاً في ذهني. منذ حوالي 11 عاماً وأنا في "كيه كيه آر" نظرنا إلى شركاتنا وقلنا: "هل هناك طريقة أفضل لتحقيق التزام كافة الموظفين بما يجلب ربحية للمساهمين ونتائج أفضل للعاملين؟". بدأنا بتجربة مشاركة ملكية الأسهم، وبعد كثير من التجارب والأخطاء، تعلمنا كيف نجعلها ناجحة. فعلنا ذلك نحو 30 مرة في الولايات المتحدة حتى الآن، بما يشمل 50 ألف موظف.


عندما يترك عملاق استثماري نيويورك ويتجّه جنوباً.. ماذا يعني ذلك للمدينة وللموظفين؟


  • لماذا أنشأت منظمة "أونرشيب وركس"؟

تلقينا طلبات عديدة من شركات أخرى تقول: "مرحباً، الأمر يبدو مثيراً". ساعدنا الرئيس التنفيذي لشركة "هارلي-ديفيدسون" (Harley-Davidson) في تطبيق هذا النموذج العام الماضي حيث قدمت الشركة منحاً على شكل أسهم للموظفين. تتعاون "أونرشيب ووركس" حالياً مع 60 شريكاً يمثلون قطاعات متنوعة وفاعلة في الاقتصاد، من مستثمرين وشركات ومؤسسات وقيادات عمالية وصناديق تقاعد، وهي مجموعات لا تتواصل عادةً.

  • كم عدد شركات الملكية الخاصة التي انضمت إلى هذا النموذج؟

أعلنا عن أكثر من 20 شركة منها "تي بي جي" (TPG)، "سيلفر ليك"(Silver Lake)، "واربورغ بينكس" (Warburg Pincus)، "ليونارد غرين" (Leonard Green)، "بيركشاير بارتنرز" (Berkshire Partners) "غولدمان ساكس". عندما تقول شركة ملكية خاصة: "لنجرب هذا الأمر وإن نجح نُطبقه على كامل محفظتنا بالكامل"، فإن ذلك يساعد بتوسيع نطاق تطبيق هذا التوجه، فقد تضمّ 20 شركة ملكية خاصة فقط نحو 5 ملايين موظف يعملون في شركات تابعة لها. إذا حصل كل موظف على أسهم تُعادل 50 ألف دولار، سيبلغ إجمالي التوزيعات وقتها ربع تريليون دولار، ما يضاعف ثروة نصف المواطنين على امتداد البلاد، وهم يشكلون الطبقة الأدنى في الاقتصاد.