المستثمرون يتأهبون لاقتناص أسهم التكنولوجيا الصينية تعويضاً للخسائر

%42 من بين 244 مستثمراً يعتزمون زيادة استثماراتهم في الصين العام المقبل

دانيل تشانغ الرئيس التنفيذي لشركة "علي بابا غروب هولدينغ"، يرد على أسئلة خلال جلسة نقاش باليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا يوم الأربعاء الموافق 22 يناير لسنة 2020
دانيل تشانغ الرئيس التنفيذي لشركة "علي بابا غروب هولدينغ"، يرد على أسئلة خلال جلسة نقاش باليوم الثاني للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا يوم الأربعاء الموافق 22 يناير لسنة 2020 المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

ما الذي عليك فعله عندما تقدم الأسواق سريعة التحرك في الصين للمستثمرين مذاق التعافي الذي كانوا يتوقون إليه؟ عليك بشراء أسهم شركات التكنولوجيا المنهارة بالبلاد.

تعد شركات التكنولوجيا الكبرى بمثابة القطاع الاقتصادي الصيني الأكثر تفضيلاً لدى المشاركين من مؤسسات الاستثمار والمستثمرين الأفراد وفقاً لأحدث استطلاع رأي أجرته "إم إل آي في بالص" (MLIV Pulse)، إذ قال 42% من بين 244 مستثمراً أيضاً إنهم يعتزمون زيادة استثماراتهم في للبلاد السنة المقبلة.

فرص لا تعوض

يرجع ذلك إلى الخوف من فوات الفرصة، إذ كلما ازدادت الفجوة بين سعر السهم والمقاييس مثل الأرباح والمبيعات، زادت احتمالية جني المكاسب عندما تأتي الأنباء السارة، وفقاً لما يقوله المنطق. يتضح ذلك خلال الشهر الجاري في ظل وجود علامات على أن الصين ربما بدأت في التحول بعيداً عن سياستها صفر كوفيد، إذ سجلت أسهم الشركات التي تتمتع بمراقبة على نطاق واسع على غرار "علي بابا غروب هولدينغ" زيادات في الأسعار بلغت خلال يوم واحد 20%.

هناك مجال واسع للغاية للتعافي، حيث هبط مؤشر "هانغ سانغ" لشركات التكنولوجيا ومؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" للشركات المدرجة بالولايات المتحدة 70% تقريباً منذ بلوغه مستوى ذروته في فبراير 2021. يعد ذلك المستوى هو الأسوأ وسط 92 مؤشراً تتعقبهم "بلومبرغ". وخلال سبتمبر الماضي وحده، باعت صناديق الاستثمار أسهماً لشركات التكنولوجيا الصينية بقيمة 33 مليار دولار، بحسب رسالة حديثة لبنك "مورغان ستانلي".

تكثيف الرهانات على سياسات بكين يدفع الأسهم الصينية للارتفاع

لكن لمزيد من التوضيح، لم يحدث تغيير جوهري بقطاع التكنولوجيا. ويوجد قدر محدود من الأدلة على أن الرئيس الصيني شي جين بينغ سيلغي حملته لكبح عمالقة شركات التكنولوجيا في البلاد، بينما تتقدم جهود منع شطب الأسهم الصينية من البورصات بالولايات المتحدة بطريقة بطيئة. تعد الإغلاقات في مدن كبرى على غرار "غوانزو" بمثابة تذكير بأن الإصرار على القضاء على وباء كوفيد -19 لا يزال يكبت الاستهلاك ويضر الاقتصاد.

اندفاع الأسواق

غير أنه عندما تنتعش الأسواق الصينية، فإنها تقوم بذلك بطريقة اندفاعية. وكانت التغطية لعمليات البيع على المكشوف وملاحقة الزخم هما المحركان الأساسيان لأسهم البلاد خلال الـ3 أسابيع الماضية، إذ التهم مستثمرون في البر الرئيسي أيضاً صفقات شراء رخيصة السعر في بورصة هونغ كونغ. يأتي ذلك حتى في ظل إقرار شركات كبرى على غرار "تايغر غلوبال مانجمنت" بالفشل في الصين وتقليص مخصصاتها.

الأسهم العالمية توسع مكاسبها وسط تقلبات حادة في الصين

لا يعد من قبيل المفاجئة اعتبار أن الأسهم رخيصة. ويجري تداول مقياس "غولدن دراغون" بأقل من 15 ضعفاً للأرباح المتوقعة للشركات المدرجة فيه، وبخصم 34% عن متوسط ​​الـ10 أعوام الماضية. ستكون الأمور أكثر وضوحاً للمستثمرين بشأن قوة الشركات في الصين في غضون الأسابيع المقبلة، مع بدء إعلان نتائج أرباح شركات على غرار "علي بابا" و"جيه دي.كوم" و"بيندودو".

يتوقع ما يقارب نصف أطراف السوق الذين أجابوا على استطلاع الرأي أن تعوض الأسهم الصينية المدرجة بالولايات المتحدة جزءاً من الخسائر مع نهاية السنة الجارية، بينما توقع الخمس أن يكون هناك تراجع. تقلل الأسواق من قيمة إنهاء نهج "صفر كوفيد" المحتمل، بحسب ما ذكره 48% من المشاركين بالاستطلاع، بينما قال 46% تقريباً إن الأسواق متحمسة تماماً لإعادة فتح الاقتصاد.

"صفر كوفيد"

تعتبر سياسة بكين للحد من انتشار الفيروسات أكبر محفز محتمل لتحقيق المكاسب وأكبر خطر يتهدد الأسواق في الصين خلال السنة المقبلة، ما يبرز مدى أهميتها للتوقعات. ويقول "غولدمان ساكس غروب" إن عملية إعادة فتح الاقتصاد ستسفر عن جني مكاسب 20% في سوق الأسهم الصينية.

في تطور هام محتمل، قلصت الصين الأسبوع الماضي مدة الحجر الصحي للمسافرين القادمين من الخارج، وألغت ما يطلق عليه بنظام الدائرة المغلقة الذي يوقع جزاءات على شركات الطيران التي تنقل الحالات المصابة بالفيروس للبلاد.

وقالت اللجنة الدائمة للمكتب السياسي الجديد للحزب الشيوعي مؤخراً إن البلاد تحتاج إلى الالتزام الصارم بسياسة صفر كوفيد، لكن المسؤولين يحتاجون أيضاً إلى أن يكونوا أكثر تحديداً في استخدامهم للقيود.

ستصبح أسعار الفائدة المرتفعة الخطر الأساسي الذي يهدد الأسواق المالية الدولية خلال السنة المقبلة، بحسب معظم المستثمرين، ويأتي بعدها في الترتيب تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين. كما جاء الركود العالمي من بين المخاوف التي ذكرها المشاركون في استطلاع الرأي.

يعتبر "إم إل آي في بالص" استطلاع رأي أسبوعي لقراء خدمة "بلومبرغ بروفيشنال سيرفيس" والموقع الإلكتروني. وأُجري أحدث استطلاع للرأي في الفترة 7 - 11 نوفمبر الجاري.