السعودية والصين تتفقان على تعزيز التعاون في مجال "تحول الطاقة"

توقيع 46 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين

شي جين بينغ، الرئيس الصيني
شي جين بينغ، الرئيس الصيني المصدر: بلومبرغ
المصدر: الشرق
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

اتفقت الصين والمملكة العربية السعودية على تعزيز التعاون بشأن "تحوّل الطاقة"، بما في ذلك تحويل النفط إلى بتروكيماويات، والاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، في الوقت الذي وصلت عدد الاتفاقيات الموقَّعة بين البلدين إلى 46 خلال اليومين الماضيين.

الرئيس الصيني شي جين بينغ بدأ يوم الأربعاء زيارة إلى المملكة تستغرق عدّة أيام، حيث سيشارك في قمم ثنائية وإقليمية مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وقادة عرب آخرين، ومن المرتقب أن تشهد الزيارة توقيع اتفاقيات استثمارية بنحو 30 مليار دولار. وتتصدّر صفقات الطاقة والبنية التحتية جدول الأعمال.

اتفقت البلدان على بحث الفرص الاستثمارية المشتركة في قطاع البتروكيماويات وتطوير المشاريع في تقنيات تحويل البترول إلى بتروكيماويات، والتعاون في مشاريع منها الكهرباء، والطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة والاستخدامات المبتكرة للموارد الهيدروكربونية، وكفاءة الطاقة، وفق البيان المشترك الصادر في ختام القمة السعودية الصينية.

توقَّع رئيس "أرامكو" في تصريحات سابقة أنَّ قطاع البتروكيماويات سيظل مشكلاً أكثر من نصف إجمالي الطلب العالمي على النفط بحلول 2050. وقال إنَّ الشركة لديها استراتيجية تهدف إلى تحويل ما يصل إلى 4 ملايين برميل يومياً من السوائل إلى مواد كيماوية بحلول 2030، مدعومة بالاستثمارات التقنية.

توطين مكوّنات قطاع الطاقة وسلاسل الإمداد المرتبطة بها، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والابتكار في قطاع الطاقة، من بين المشاريع التي يعتزم البلدان التعاون بشأنها، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية عن المباحثات التي جرت بين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية والرئيس الصيني.

تعزيز موقع المملكة كمركز إقليمي للشركات الصينية لإنتاج وتصدير منتجات قطاع الطاقة كان من المحاور الرئيسية للنقاش بين الجانبين، بالإضافة إلى الاستثمار المشترك في مشاريع الطاقة في دول المنطقة والدول المستهلكة لمنتجات الطاقة في أوروبا وأفريقيا، بما يسهم في تطوير المحتوى المحلي السعودي، ويحقق للصين الاكتفاء الذاتي في قطاع البتروكيماويات من خلال استثماراتها ذات الصلة في المملكة.

أشار الجانبان إلى حجم التجارة النفطية بينهما، وأسس التعاون الجيدة لما تتميز به المملكة من موارد نفطية وافرة، وما تتميز به الصين من سوق واسعة، وأشارا إلى أنَّ تطوير وتوطيد التعاون بينهما في مجال النفط يتفق مع المصالح المشتركة للجانبين.

أكد الجانبان على أهمية استقرار أسواق البترول العالمية، ورحبت جمهورية الصين الشعبية بدور المملكة في دعم توازن واستقرار أسواق البترول العالمية، وكمصدّر رئيسي موثوق للبترول الخام إلى الصين.

اقرأ أيضاً: الصين تعتزم زيادة تجارة النفط مع السعودية

اتفاقيات ومذكرات تفاهم

جرى توقيع 46 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين المملكة العربية السعودية والصين حتى الآن وفق البيان.

جرى توقيع 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم حكومية للتعاون في مجالات الطاقة الهيدروجينية، والقضاء، وتعليم اللغة الصينية، والإسكان، والاستثمار المباشر، والإذاعة والتلفزيون، والاقتصاد الرقمي، والتنمية الاقتصادية، والتقييس، والتغطية الإخبارية، والإدارة الضريبية، ومكافحة الفساد، بالإضافة إلى توقيع 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين القطاع الحكومي والخاص، وتوقيع 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الشركات في البلدين.

من بين الاتفاقيات، ما أعلنته شركة "أرامكو"، و"مجموعة شاندونغ للطاقة"، اليوم الجمعة عن توقيع مذكرة تفاهم لاستكشاف فرص للتعاون في مجال التكرير والبتروكيماويات المتكاملة في الصين.

وقَّعت الشركتان مذكرة تفاهم تتضمن اتفاقية محتملة لتوريد النفط الخام، واتفاقية شراء منتجات كيماوية.

القطاع الخاص الصيني دخل في شراكة مباشرة مع القطاع الخاص السعودي في الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة في مجالات محطات تحلية المياه المالحة، ومياه الشرب، وخطوط نقل المياه، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، والسدود، وتنظيم أنشطة تجارية بين ممثلي القطاع الخاص في البلدين لمناقشة إمكانيات الاستثمار في القطاع الزراعي، والصناعات الزراعية والغذائية، وتنمية المشاريع الاستثمارية الزراعية، بحسب البيان.

على الصعيد ذاته، وقعت شركة "أكوا باور" مذكرات التفاهم مع تسع جهات صينية للاستثمار في مشاريعها الجديدة المرتبطة بالطاقة النظيفة والمتجدّدة وتمويلها وتوقيع عقود المقاولات الهندسية والمشتريات والبناء وشراء معدات الطاقة المتجدّدة الضرورية لتنفيذ تلك المشاريع.

من بين الجهات الصينيين التي جرى توقيع المذكرات معهم، البنك الصناعي والتجاري الصيني وبنك الصين وشركة "SPIC Huanghe" لتنمية الطاقة الكهرومائية وشركة "تشاينا ساوثرن باور جريد إنترنشيونال" و"مجموعة باور تشاينا إنترناشيونال" و"مجموعة إنرجي تشاينا إنترناشيونال" و"شركة جينكو سولار" و"شركة صن جرو لإمدادات الطاقة" و"شركة جوليوود سولار تكنولوجي".