ملياردير روسي يدعو لضغط أفريقي على أوروبا لحل أزمة الأسمدة

عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا لا تستهدف المنتجات الزراعية أو الأسمدة لكنها انعكست على التجارة

عمليات الحفر عبر الصخور في منجم البوتاس تحت الأرض، الذي تديره شركة "يورو كيم غروب"، في بيرم، روسيا
عمليات الحفر عبر الصخور في منجم البوتاس تحت الأرض، الذي تديره شركة "يورو كيم غروب"، في بيرم، روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

دعا ملياردير الأسمدة الروسي، أندريه ميلينشينكو، الساسة في أفريقيا للضغط على الاتحاد الأوروبي لإيجاد حل بشأن ما يصفه بالاضطرابات المرتبطة بالعقوبات، والتي تخنق تدفقات الغذاء ومغذيات المحاصيل الحيوية.

رغم أن عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا لا تستهدف المنتجات الزراعية أو الأسمدة، لكن التجارة لا تزال تتأثر، وفقاً لـ"ميلينشينكو". وأوضح مؤسس شركة إنتاج الأسمدة "يوروكيم غروب" (EuroChem Group AG) أن شحنات الأسمدة تقلصت بنحو 9 ملايين طن العام الماضي.

استثناءات تعقد الإجراءات

قال رجل الأعمال، الخاضع لعقوبات، يوم الأربعاء الماضي، إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تطبق سياسات عقوبات مختلفة فيما بينها على منتجي الأسمدة الروس.

أسعار الأسمدة تقفز بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا

أندريه ميلينشينكو
أندريه ميلينشينكو

في بداية ديسمبر الجاري، أقرت الكتلة المؤلفة من 27 دولة استثناءات، مثل إلغاء تجميد أصول بعض الأفراد في قطاعات الزراعة والأسمدة، في ضوء ما قالت إنه "مخاوف تتعلق بالأمن الغذائي" في دول أخرى. تعد الحزمة التاسعة من عقوبات الاتحاد الأوروبي جزءاً من الجهود المبذولة في بروكسل لمعاقبة نظام فلاديمير بوتين على غزوه لأوكرانيا، وفي نفس الوقت مراعاة تخفيف حدة أي تداعيات غير مقصودة على التجارة العالمية.

قال "ميلينشينكو"، في مقابلة الأسبوع الماضي، إن مبادرة الاتحاد الأوروبي تمثل إقراراً بأن أفعاله تزيد من تفاقم أزمة الغذاء العالمية. وأشار إلى أن الاستثناءات لن تحسن الوضع لأنها تعقد الإجراءات.

تكلفة أعلى على المستهلكين

لا تزال روسيا واحدة من أكبر مصدري الأسمدة في العالم لكن إنتاجها كان أقل العام الماضي بعد أن فُرضت عليها عقوبات إثر غزوها لأوكرانيا. وأثرت هذه العقوبات على 8 ملايين طن من الشحنات الروسية ومليون طن أخرى من مصانع "يورو كيم" في أوروبا، وفق "ميلينشينكو". عادةً ما يؤدي نقص هذه العناصر المغذية إلى زيادة تكاليف الزراعة وانخفاض إنتاجية المحاصيل ما يضر بالمستهلكين في النهاية ويعرضهم لارتفاع أسعار المواد الغذائية.

هل يستطيع العالم إطعام نفسه؟.. أزمة أسمدة تاريخية تهدد الأمن الغذائي

سافر "ميلينشينكو" إلى جنوب أفريقيا للضغط على الساسة على هامش المؤتمر الانتخابي لحزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" الحاكم. يسعى رجل الأعمال الروسي إلى الحصول على دعم أكبر دولة صناعية في القارة لمناشدة الاتحاد الأوروبي لحل المشكلة، موضحاً أن شحنات الأسمدة المتوقع فقدانها بسبب العقوبات خلال 12 شهراً بإمكانها إنتاج حبوب تكفي لإطعام أكثر من 200 مليون شخص.

أضاف "ميلينشينكو" في المقابلة التي أجراها بقرية إيرين شمال جوهانسبرغ: "لا أعتقد أن الأشخاص الذين يعانون أساساً من نقص الغذاء يحتاجون للانحياز إلى جانب في الصراع".

رفض الملياردير الروسي ذكر أسماء الساسة الذين التقى بهم.

كييف متوجسة من اتفاق بين تركيا وروسيا لنقل محاصيل أوكرانيا عبر البحر الأسود

التصدي للنفوذ الروسي في أفريقيا

تحاول الولايات المتحدة وفرنسا التصدي للنفوذ الروسي في أفريقيا، وكذلك لجهود الكرملين لربط أزمة الغذاء التي شهدها العام الماضي بالعقوبات الأوروبية. وارتفعت أسعار المحاصيل بعد محاصرة روسيا لموانئ الحبوب الأوكرانية المطلة على البحر الأسود لتزداد بذلك مخاطر نقص الغذاء وحدوث مجاعة في أجزاء من أفريقيا، وذلك قبل أن يتم فتح ممر لتصدير الحبوب بموجب اتفاق توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة.

ذكر "ميلينشينكو"، العضو في مجموعة صناعية ترفع الوعي حول عواقب عقوبات الاتحاد الأوروبي على الأمن الغذائي العالمي، أن نقص الأسمدة سيكلف المزارعين الأفارقة ملياري دولار إضافية مقابل مغذيات المحاصيل في 2022.

يشير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى أن الأمن الغذائي لـ50% من سكان العالم، الذين يعتمدون على الغذاء المنتج بمساعدة الأسمدة المعدنية، معرض للخطر.

الفوضى الأوكرانية تُعلّق شحنات المواد الغذائية والمعادن وتُربك الموانئ

رغم تصريحات "ميلينشينكو" بأن التغييرات الأحدث في عقوبات الاتحاد الأوروبي ستعقد الوضع، لكن التغييرات ذاتها لم تنل إعجاب الحكومة الأوكرانية، إذ غرد وزير الخارجية، ديمتري كوليبا، بأن الاستثناءات تمثل ضربة لنظام العقوبات بأكمله وتقوض الدعم لأوكرانيا.

تأثير غير متكافئ للعقوبات

انسحب "ميلينشينكو"، الذي تقدر ثروته بنحو 13 مليار دولار وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، في بداية العام الماضي كمستفيد من صندوق ائتماني يحتفظ بحصته في "يورو كيم" عبر شركة قابضة، وأصبحت زوجته، التي عوقبت لاحقاً، هي المستفيدة من الصندوق.

على مدى أعوام، لم يشغل رجل الأعمال، الذي يقيم في الإمارات بعد أن عاش أعواماً عديدة في أوروبا، أي مناصب تنفيذية في شركة "يورو كيم" أو في شركته للفحم "سويك" (Suek JSC).

من خطوط الأنابيب إلى الموانئ.. إليكم أبرز مواقع تصدير السلع في أوكرانيا

تقدم "ميلينشينكو" بطعن قانوني على عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فُرضت عليه في مارس، قائلاً إن تأثير مثل هذه التدابير غير متكافئ.

وأوضح أن "ملايين الأشخاص يعانون بسبب العقوبات التي أواجهها شخصياً. لم أفعل شيئاً خاطئاً، وليس لدي أي علاقة بهذا الصراع، ولم يطلب أحد نصيحتي".

قال رجل الأعمال إنه يأمل أن تتوقف "أهوال" الحرب الناشبة بين روسيا وأوكرانيا، لكن لا يرى ما يشير إلى حلٍ للأزمة عمَّا قريب.