المستثمرون يتهافتون على الأسهم الأوروبية ويهملون الأميركية

"بنك أوف أميركا": صناديق الأسهم الأوروبية استقبلت تدفقات بـ3.4 مليار دولار في الأسبوع الماضي.. وهي أكبر إضافة منذ نحو عام

شاشة تعرض أسعار الأسهم في بورصة "يورونكست" في باريس، فرنسا
شاشة تعرض أسعار الأسهم في بورصة "يورونكست" في باريس، فرنسا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يطارد المستثمرون الأسهم الأوروبية بأسرع وتيرة منذ ما يقرب من عام، في وقت ما تزال فيه التدفقات تجاه الأسهم الأميركية هادئة وسط مخاوف من حدوث ركود، وفقاً لمصرف "بنك أوف أميركا كورب" (Bank of America Corp).

استقبلت صناديق الأسهم الأوروبية تدفقات وافدة بـ3.4 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 25 يناير، وفقاً لتقرير نشره استراتيجيو "بنك أوف أميركا كورب" بقيادة مايكل هارتنت، نقلاً عن بيانات "إي بي إف آر " (EPFR) العالمية. وتُعد هذه أكبر إضافة منذ فبراير، وفي الوقت نفسه؛ كانت بمثابة الأسبوع الثاني من التدفقات الداخلة بعد 48 أسبوعاً متتالياً من التدفقات الخارجة.

تفوقت أسهم الأسواق الناشئة على باقي المؤشرات الإقليمية بعد أن استقبلت تدفقات بـ7.9 مليار دولار في مقابل 300 مليون دولار فقط للأسهم الأميركية، وهو أول تدفق إيجابي في أربعة أسابيع.

تفوّق الأسهم الأوروبية

وسّعت الأسهم الأوروبية تفوقها على نظيرتها الأميركية، إذ أصبح المستثمرون أكثر تفاؤلاً بشأن انكشاف أوروبا على إعادة فتح الصين وتخفيف أزمة الطاقة وتباطؤ التضخم. وكان هارتنت قد قال في وقت سابق من هذا العام إنَّ أداء الأسهم الأميركية سيكون دون أداء نظرائهم العالميين. يتزايد تحوّل الاستراتيجيين في البنوك الأميركية نحو التشاؤم تجاه الأسهم الأميركية بسبب التوقُّعات بشأن أسعار الفائدة، والانكماش الاقتصادي، وركود الأرباح.

تشير الدلائل إلى أنَّ الولايات المتحدة ستمر بـ"هبوط صعب" في 2023، بحسب ما كتب استراتيجيو "بنك أوف أميركا" في بحث مؤرخ يوم الخميس. وأضافوا: "قد تكون هناك حاجة إلى تشديد آخر للأوضاع المالية هذا الربيع لدفع الاقتصاد الأميركي- الذي ينمو حالياً بأعلى من 7% مقوماً بالقيمة الاسمية- إلى الركود الذي ينتظره الجميع".

أوروبا

نقطة التحوّل

أشار المحللون في "بنك أوف أميركا" إلى أنَّ نقطة تحوّل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"- عادة ما تكون استراتيجية لاختبار عزم المستثمرين- ستكون عند نحو 4100 إلى 4200 نقطة، أي أعلى من المستويات الراهنة بنحو 3.4%. وكتب المحللون الاستراتيجيون: "بعد ذلك ننصح بالبيع"، مشيرين إلى "اللحظة الذي تبدأ فيها مكاسب الأسهم في دفع العوائد لأعلى".

وعلى الصعيد القطاعي؛ قال هارتنت إنَّ بيانات التدفقات تظهر حالة "استسلام" في التكنولوجيا والرعاية الصحية، فقد كان اتجاه التدفقات الخارجة في الأسابيع الماضية هو الأسوأ منذ يناير 2019. على النقيض من ذلك؛ شهدت قطاعات المواد والمرافق تدفقات بقيمة 700 مليون دولار و200 مليون دولار على التوالي.

شهدت السندات الأسبوع الرابع على التوالي من التدفقات الداخلة بواقع 12.2 مليار دولار، وتجاوزتها صناديق الأسهم العالمية التي استقبلت 13.9 مليار دولار. وأضاف هارتنت أنَّ أصول الصناديق النقدية الأميركية بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 4.8 تريليون دولار. وقال: "ما يزال هناك الكثير من السيولة المتدفقة".