"فيرجن أوربت" تعلق عملياتها بعد فشلها في العثور على تمويل

تراجع كبير في أداء الشركة بعد فشل إطلاق رحلتها في يناير وانهيار أسعار أسهمها

طائرة "بوينغ 747" التي تُديرها شركة "فيرجن أوربت"، المملكة المتحدة
طائرة "بوينغ 747" التي تُديرها شركة "فيرجن أوربت"، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

علقت شركة "فيرجن أوربت" (Virgin Orbit)، وهي شركة إطلاق الأقمار الصناعية التابعة إلى الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، عملياتها إلى أجل غير مسمى، مستسلمة لضغوطات الأزمة النقدية المتزايدة التي شلت حركة الشركات الناشئة في العديد من التقنيات الناشئة.

صرحت الشركة في ملف إفصاح يوم الخميس أنها ستلغي 675 وظيفة، أو حوالي 85% من قوتها العاملة، بعد أن فشلت في تأمين تمويل إضافي. وقال متحدث باسم "فيرجن أوربت" إن العمليات توقفت في المستقبل المنظور، مؤكداً بذلك تقرير سابق صدر عن "سي إن بي سي"(CNBC)، كما أشار إلى أن الـ15% المتبقية من الموظفين سيعملون على إنهاء العمل.

بيزوس أشعل السباق.. تريليون دولار تتجه للاستثمار في صناعة الفضاء

تؤكد هذه الخطوة على التراجع الكبير في أداء الشركة البارز بعد فشل إطلاق رحلتها في يناير وانهيار سعر سهمها. علقت "فيرجن أوربت" عملياتها مؤقتاً في وقت سابق من هذا الشهر بينما كانت تسعى للحصول على تمويل إضافي. جافت الأرباح الشركة التي هي جزء من إمبراطورية برانسون التي تضم شركة طيران "فيرجن أتلانتيك" (Virgin Atlantic) وشركة رحلات الفضاء "فيرجن غالاكتيك" (Virgin Galactic Holdings).

طائرة "بوينغ 747" تحمل صاروخ "لانشر وان" (LauncherOne) تحت جناحها، في نيوكواي، المملكة المتحدة
طائرة "بوينغ 747" تحمل صاروخ "لانشر وان" (LauncherOne) تحت جناحها، في نيوكواي، المملكة المتحدة المصدر: بلومبرغ

تراجع الأسهم

تراجعت أسهم "فيرجن أوربت" بنسبة 45% في تداولات نيويورك عند الساعة 7:20 مساءً، حيث تم تداولها عند 19 سنتاً فقط للسهم. بلغت قيمة السهم أكثر من 7 دولارات قبل عام.

تُعتبر الشركة التي يقع مقرها في "لونغ بيتش" في ولاية كاليفورنيا، واحدة من الشركات الناشئة العديدة المختصة بالفضاء العالية التقييم، التي شهدت انخفاضاً في أسهمها حيث يخجل المستثمرون من نماذج الأعمال غير المختبرة والعمليات الخاسرة. ذكرت شركة خدمات إطلاق الأقمار الصناعية "أسترا سبيس" (Astra space) يوم الخميس أن احتياطياتها النقدية وما يعادلها من النقد تراجعت بنسبة 32% في الربع المنتهي في 31 ديسمبر، كما توقعت "روكيت لاب" (Rocket Lab USA) الشهر الماضي أن تكون خسائرها الفصلية أكثر بثلاث مرات مما توقعه المحللون.

مستثمرو الفضاء يحتاجون إلى أكثر من رحلة برانسون لتعزيز صناديق المؤشرات المتعثرة

تتطلع "فيرجن أوربت" إلى بيع كل أو جزء من أعمالها، وفقاً لشخص مطلع على الأمر. لا تشمل محادثات الصفقة المحتملة ماثيو براون، وهو مستثمر رأس المال الجريء غير المعروف، المُقيم في تكساس والذي عبر سابقاً عن اهتمامه بالصفقة في وقت سابق من هذا الشهر، كما قال الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظراً لخصوصية المحادثات.

كان براون قد وصف نفسه بأنه منقذ محتمل لشركة كانت تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات قبل عام واحد فقط. لكن صفقة التمويل الخاصة به باءت بالفشل خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسبما ذكرت "سي إن بي سي" في 27 مارس.

خيبة بعد نجاح كبير

أُطلقت الشركة رسمياً في عام 2017 كفرع من "فيرجن غالاتيك" (Virgin Galactic) قبل طرحها للاكتتاب العام في 2021 واندماجها مع شركة شيك على بياض. تركزت أعمال "فيرجن أوربت" على إطلاق أقمار صناعية صغيرة في المدار، حيث تختلف عن أعمال "فيرجن غالاكتيك" التي تُركز على إرسال البشر إلى حافة الفضاء والعودة.

على عكس بعض المنافسين الذين يطلقون الصواريخ من الأرض، تستخدم "فيرجن أوربت" تقنية تعرف باسم الإطلاق الجوي، حيث يُنشر صاروخ "لانشر وان" (LauncherOne) الخاص بها على ارتفاع عال من تحت جناح طائرة "بوينغ 747 " المعدلة. بدأت الشركة في تطوير الصاروخ في" فيرجن أوربت"، قبل سنوات من إطلاق أعمال شركة الأقمار الصناعية رسمياً.

"ناسا" تستعين بخبرات "بيزوس" وجنرال إليكتريك ولوكهيد لإطلاق رحلات إلي المريخ

نجحت "فيرجن أوربت" بإطلاق أول رحلة لها إلى المدار في يناير 2021 وأكملت أربع رحلات ناجحة حتى عام 2022.

كانت الشركة تخطط لزيادة وتيرة إطلاق رحلاتها خلال هذا العام، لكنها اضطرت إلى إعادة تقييم أعمالها بعد فشل رحلتها في يناير، والتي قُرر أن تكون أول إطلاق مداري من الأراضي البريطانية. حيث لم تصل مركبتها إلى المدار بعد أن تعرضت لمشكلة في فلتر الوقود أثناء الرحلة، ما أدى إلى فقدان تسعة أقمار صناعية صغيرة.