عملاقة الوساطة الأميركية "شواب" تسجل أسوأ أداء شهري منذ 36 عاماً

أسهم الشركة هوت 34% في مارس لتمحو 47 مليار دولار من قيمتها السوقية

مقر لشركة "تشارلز شواب" في نيويورك، الولايات المتحدة
مقر لشركة "تشارلز شواب" في نيويورك، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تتجه "تشارلز شواب" لتسجيل أسوأ أداء شهري لها منذ أكثر من 35 عاماً، مما أثار جدلاً بين المحللين بشأن ما إذا كان المستثمرون عاقبوا شركة الوساطة العملاقة على نحو غير عادل وسط مخاوف متزايدة بشأن القطاع المصرفي الأميركي.

تراجعت أسهم الشركة 34% في مارس، والمتوقَّع أن يكون أكبر انخفاض لها منذ أكتوبر1987، وهو الشهر الذي حدث فيه أكبر انهيار في سوق الأسهم في يوم واحد، وأُطلق عليه "الإثنين الأسود". محا هذا التراجع الحاد في أسهم الشركة 47 مليار دولار من قيمتها السوقية، أي ما يعادل تقريباً حجم شركة "ترويست فايننشال".

أزمة المصارف تظهر تصدعات في إمبراطورية "شواب" الأميركية

قال آدم سرحان، مؤسس "50 بارك إنفستمنتس" (50 Park Investments): "هناك أوقات في الأسواق يُنحى فيها المنطق جانباً وتسيطر العاطفة، وأشعر أنَّ هذه واحدة من تلك اللحظات بالنسبة إلى شواب".

وأضاف أنَّ انهيار قيمة الأسهم "فرصة شراء تاريخية" للقطاع المالي ككل، وهو شيء لم يحدث منذ 2008. تراجعت أسهم شركات الوساطة الأخرى أيضاً، لكن ليس بقدر انخفاض "شواب"، إذ انخفض سهم "إنترأكتيف بروكرز غروب" (Interactive Brokers Group) على سبيل المثال، بنحو 4.5% هذا الشهر.

رياح معاكسة

تواجه "شواب" رياحاً معاكسةً على مسارين. فذراعها المصرفية، وهي واحدة من كبرى الشركات في الولايات المتحدة، تواجه مشكلات شبيهة بالتي عانى منها "سيليكون فالي بنك" المنهار حالياً. ومثل العديد من نظيراتها؛ استثمرت "شواب" في السندات طويلة الأجل خلال فترة انخفاض أسعار الفائدة تاريخياً، وتكبّدت خسائر في تلك الاستثمارات مع رفع الاحتياطي الفيدرالي الأسعار على مدار العام الماضي.

كما تسبّبت المعدلات المرتفعة في حدوث مشكلة أخرى لشركة "شواب"، إذ يلجأ العملاء في إطار سعيهم للحصول على عوائد أفضل إلى تحويل ودائعهم النقدية إلى أصول ذات عائد أعلى مثل صناديق أسواق المال داخل قطاع الوساطة أو في أي مكان آخر. أثرت هذه العملية- التي يُشار إليها غالباً باسم الفرز النقدي- في توقُّعات أرباح الشركة.

قال ديفين رايان، المحلل في "جيه بي إم سيكيوريتيز" (JMP Securities): "عندما يحدث الفرز النقدي؛ فإنَّ ذلك يضر بقوة الأرباح". وأشار إلى أنَّ "شواب" تدفع الآن أكثر من 4% على الودائع التي لم تكن تدفع مقابلها سوى 0.5% تقريباً.

508 مليارات دولار ضخت في صناديق النقد الأميركية بالربع الأول

دفعت الوتيرة التي يحوّل بها العملاء أموالهم من "شواب" مايكل سايبرس، المحلل في "مورغان ستانلي" إلى خفض تقييمه للسهم للمرة الأولى منذ أن بدأ يغطي شركة الوساطة في 2016. ومع ذلك؛ فإنَّ كريغ سيجنثالر من "بنك أوف أميركا"، ما يزال المحلل الوحيد الذي يبقي على تصنيف بيع مكافئ لسهم "شواب"، وهو نفسه الذي خفّض تصنيفها في يناير.

من المقرر أن تعلن "شواب" عن نتائجها للربع الأول قبل افتتاح التداول في 17 أبريل. وانخفضت أسهمها 1.5% على الأقل خلال كل جلسة من الجلسات الخمس الأخيرة عقب إعلان إيراداتها.

يرى آدم سرحان أنَّ مثل هذه الفرص من الشراء واضحة جداً لكن بعد فوات الأوان. ومع ذلك؛ قال: "امتلاك الشجاعة في الوقت الفعلي أمر صعب للغاية".