"ديور" تخطو نحو الهند لجني المليارات من سوق السلع الفاخرة

استعرضت "كريستيان ديور" تشكيلتها لموسم خريف 2023 في مومباي في 30 مارس الماضي، لتصبح بذلك أول دار أزياء تكشف عن أحدث تشكيلاتها للموضة في الهند في الوقت الذي تستفيد فيه العلامات التجارية الفاخرة من دخول أسواق جديدة بهدف استكشاف الفرص المقبلة لجني المليارات.

شملت الأزياء التي جرى عرضها كل شيء، من التنانير المستوحاة من الساري إلى السترات الفضفاضة والملابس الحريرية الملونة النابضة بالحياة، بما في ذلك الأزياء الهندية ذات اللون الوردي، وظهرت "بوابة الهند" (India Gateway) في خلفية العرض الذي قادته ماريا غراتسيا كيوري، أول مديرة إبداعية بشركة "ديور".

يُشار إلى أنَّ أسهم المجموعة الأم "إل في إم إتش" (LVMH) صعدت بـ1% لتصل إلى 838.7 يورو (913 دولاراً)، إذ سجّلت مستوى قياسياً مرتفعاً خلال تداول يوم الجمعة.

تعد "ديور"، ثاني أكبر علامة تجارية ضمن مجموعة المنتجات الفاخرة العملاقة "إل في إم إتش" التابعة للملياردير الفرنسي برنارد أرنو، حيث يعكس قرار العلامة التجارية بإضافة الهند إلى جدول عروضها الموسمية الاهتمام المتزايد بالاستفادة من الثروات المتنامية في البلاد. تضم الهند حالياً 119 مليارديراً، وفقاً لـ"أوكسفام" (Oxfam)، حيث تشير التقديرات إلى أنَّ البلاد قدّمت يومياً 70 مليونيراً جديداً في الفترة بين عامي 2018 و2022.

الأثرياء ينفقون على السلع الفاخرة وكأنما عام 1999 قد عاد

استقطاب مشترين جُدُد

يشير قرار الشركة إلى قدرة "ديور" على استقطاب مشترين جُدُد إلى عالم "إل في إم إتش"، والذين يشكّلون مجموعة متزايدة من المستهلكين، خاصة في بلد يبلغ عدد سكانه 1.4 مليار نسمة، من خلال عروض مستحضرات التجميل إلى العطور والحقائب.

تقول ديبورا أيتكين، كبيرة محللي السلع الفاخرة في "بلومبرغ إنتليجنس": "تعد الهند سوقاً غير مستغلة بشكل كبير في ظل ازدياد الطبقة الوسطى، والمزيد من أصحاب الملايين الذين يظهرون على مدار العام. السوق نابضة بالحيوية، وحافلة بالتصاميم والألوان الجديدة، والتقنيات المبتكرة في مجال المنتجات الفاخرة، وهو أمر مطلوب بشدة".

"ديور" ليست جديدة في عرض مجموعاتها في وجهات غير مستغلة من خلال استخدامها التصاميم الهندسية المعمارية الأيقونية كخلفية لعروضها. فقد كشف المخرج الفني كيم جونز النقاب عن مجموعته الرجالية لخريف العام الماضي مع ظهور "أهرامات الجيزة" في خلفية العرض، مما يبرز طموح مجموعته الأم لضمان تحقيق أرباح مستقبلية، في الوقت الذي يضطلع فيه الجيل القادم من عائلة أرنو بأدوار جوهرية بشكل أكبر في هذه الإمبراطورية.

أضافت أيتكين: "عندما يخطر ببالك اسم (ديور)، فهناك ارتباط مباشر بينها وبين العطور، فضلاً عن مكانتها القوية للغاية في عالم المكياج، وهي وجهة الرفاهية لدى العديد من المستهلكين".