هل نجح "أوبك+" في التغلّب على المضاربين بسوق النفط؟

تراجع ملحوظ بمعدلات التقلّب تزامناً مع ارتفاع الأسعار

زيت أسود كثيف على عمود رافعة ضخ في حقل نفط في جمهورية باشكورتوستان، روسيا
زيت أسود كثيف على عمود رافعة ضخ في حقل نفط في جمهورية باشكورتوستان، روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

بعد أن أدى خفض تحالف "أوبك+" المفاجئ للإنتاج إلى صعود أسعار النفط 8%، تشير علامة غير معتادة بالسوق إلى أن التحالف ربما نجح جزئياً في التغلب على المضاربين البائعين على المكشوف.

عادةً ما تتزامن القفزة التي سجلها مزيج برنت يوم الإثنين، وحقق خلالها أكبر مكاسب خلال الـ12 شهراً المضطربة، مع تزايد التقلبات. وبدلاً من ذلك، بالكاد تحرّك "التقلب الضمني"، وهو مؤشر لسرعة تأرجح الأسعار في أي اتجاه، بل وانخفض ​​في بعض الأوقات.

النفط يحافظ على أكبر مكاسب في عام بعد صدمة خفض الإمدادات

هدوء التقلّبات يقدم مؤشرات مبكرة على أن ضربة "أوبك+" للمضاربين ربما تكون قد بدأت تؤتي ثمارها. وقال متعاملون إن رد الفعل الخافت من المرجح أن يكون بسبب التوقعات بأن قيود الإنتاج ستبقي الأسعار في نطاق ضيق على المدى القصير، إذ يوازن تراجع المخزونات ضغوط البيع من السوق الأوسع ومخاوف الركود.

أضاف التجار أن التقلب المنخفض يمكن أن يكون أيضاً علامة على أن اللاعبين الماليين، مثل صناديق التحوّط وشركات التجارة التي تعتمد على الخوارزميات، ربما يتعين عليهم اتخاذ قرارات التداول على نحو قياسي أكثر بعد الهبوط الأخير.

كتب محللو "آر بي سي" بمن فيهم مايك تران وهيليما كروفت في تقرير: "سوق النفط بحاجة إلى المزيد من اللاعبين في هذا المجال.. يبدو التوازن على نطاق العقود أضيق على نحو ملموس مما كان عليه قبل أسبوع، لكن كي ترتفع الأسعار بشكل ملموس فإن الأمر يتطلب عقوداً جديدة طويلة الأجل".

ألمح متعاملون إلى أن المتداولين المعتمدين على الزخم، بمن فيهم مستشارو تداول السلع الذين يسايرون الاتجاه ونادراً ما يعتمدون على أساسيات سوق النفط، ظلوا على الحياد بشكل كبير.

كانت العصبة بمثابة قوة دافعة رئيسية وراء الرهانات على هبوط النفط الخام خلال الأشهر الماضية، مما أدى إلى انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوى في عامين.

رجحت "تي دي سكيورتيز" (TD Securities)، في مذكرة، عودتهم لاستئناف المشتريات الكبيرة إذا ما صعد مزيج برنت إلى 88 دولاراً، وبلغ خام غرب تكساس الوسيط 85 دولاراً.

هل يقفز خفض "أوبك+" المفاجئ بسعر برميل النفط إلى 100دولار؟

قال محللو "تي دي سكيورتيز": "مع ذلك، لا يزال وضع مستشاري تداول السلع يميل للبيع على المكشوف مما يشير إلى توافر الكثير من السيولة لعمليات الشراء الإضافية، حيث من المرجح الآن أن تتقلص الأسواق الفعلية بشكل أسرع مما كان متوقعاً في السابق".

لحسن حظ بعض المضاربين، جاء قرار "أوبك+" بعد أن تخلّص الكثيرين بالفعل من أغلب مراكزهم البيعية، ومع انحسار اضطرابات القطاع المصرفي العالمي، تخلّى المضاربون في العقود الآجلة للخام الأميركي والخيارات عن رهاناتهم الهبوطية بأكبر قدر خلال سبع سنوات الأسبوع الماضي.