بيانات إعانة البطالة تظهر تصدّعات في سوق العمل الأميركية

عاملان يرفعان جزءاً من جدار في منزل قيد البناء في مدينة بلانو بولاية إلينوي، الولايات المتحدة
عاملان يرفعان جزءاً من جدار في منزل قيد البناء في مدينة بلانو بولاية إلينوي، الولايات المتحدة المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

أشارت طلبات إعانات البطالة الأميركية المقدمة الأسبوع الماضي إلى أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً، رغم أن مراجعة البيانات تشير إلى ظهور بعض العلامات على التراجع.

أظهرت بيانات وزارة العمل الصادرة اليوم الخميس أن الطلبات الأولية لإعانات البطالة في الولايات المتحدة بلغت 228 ألفاً في الأسبوع المنتهي في الأول من أبريل. للأسبوع الذي سبق ذلك، وعدّلت الوزارة بيانات الأسبوع الذي سبق بزيادتها بواقع 48 ألف طلب إلى 246 ألفاً، ما يفسر على الأرجح لماذا تجاوزت القراءة الأخيرة كل تقديرات الاقتصاديين تقريباً. وتضمن هذا التقرير عوامل موسمية محدثة تعود إلى عام 2018.

اقرأ أيضاً: الشركات الأميركية أضافت وظائف أقل من المتوقع في مارس

جاء في التقرير أن "هذه التغييرات يجب أن توفر صورة أكثر دقة لمستويات وأنماط طلبات إعانات البطالة، سواء بالنسبة إلى الطلبات الأولية أو المستمرة".

تعديل البيانات

اضطرت وزارة العمل إلى تغيير الطريقة التي تتعامل بها مع العوامل الموسمية في أثناء فترة جائحة كورونا، للحد من التشوهات. وتحافظ البيانات الصادرة اليوم الخميس على هذه الطريقة للسنة الأولى للجائحة، لكنها تستخدم الطريقة التقليدية عند النظر إلى الأرقام قبل مارس 2020، وبعد يونيو 2021.

طلبات إعانة البطالة المستمرة، التي تشمل الأشخاص الذين حصلوا على إعانات بطالة لمدة أسبوع أو أكثر، وهي مؤشر جيد على مدى صعوبة العثور على عمل بعد فقدان وظائفهم، لم تتغير كثيراً، وظلت عند 1.82 مليون طلب في الأسبوع المنتهي في 25 مارس. وقد جرى تعديل أرقام الأسبوع الماضي بالزيادة.

اقرأ المزيد: فرص العمل في أميركا تقل عن 10 ملايين لأول مرة منذ 2021

سبب انخفاض المطالبات كان محيّراً بالنسبة إلى الاقتصاديين، لا سيما بالنظر إلى موجات التسريح الكبيرة وغيرها من علامات التراجع في سوق العمل. وحتى مع التعديلات، لا تزال الطلبات منخفضة نسبياً، وهو ما يدل على وجود طلب قوي على التوظيف.

أظهر تقرير منفصل اليوم الخميس أن إعلانات تقليص الوظائف من قِبل أرباب العمل في الولايات المتحدة زادت بنسبة 15% في مارس مقارنة بالشهر السابق، ليسجل أعلى معدل إجمالي للربع الأول منذ عام 2020، وفقًا لشركة "تشالنجر، غراي آند كريسماس" (Challenger، Gray & Christmas Inc).

رأي "بلومبرغ إيكونوميست"

"شككنا طويلاً في أن أرقام طلبات إعانة البطالة كانت منخفضة بشكل اصطناعي، بسبب التشوهات الناتجة عن مشكلات فترة الجائحة في تعديل البيانات الموسمية. لكن مع زيادة إعلانات تقليص الوظائف بنسبة 15% في مارس، بالتزامن مع تراجع الأسواق والظروف الاقتصادية، فإنه يُرجح أن يقدّم مزيد من الأميركيين طلبات للحصول على إعانات البطالة في المستقبل". - إليزا وينغر، خبيرة اقتصادية.

تسريح الموظفين

مع ذلك، لا ينبغي تفسير ارتفاع طلبات إعانة البطالة على أنه إشارة إلى زيادة مفاجئة في عمليات تسريح الموظفين، وفقاً لما قاله ستيفن ستانلي، كبير الاقتصاديين الأميركيين في "ستاندرد يو إس كابيتال ماركتس" (Santander US Capital Markets LLC).

كتب ستانلي في مذكرة: "أعتقد أننا سنضطر إلى الانتظار بضعة أسابيع لنرى كيف ستتطور الأمور.. صحيح أن الاتجاه في الطلبات الأولية المعدلة موسمياً أعلى بشكل ملحوظ من التقديرات السابقة، وهذا يشير إلى أن سلسلة إعلانات تسريح العمالة حتى الآن هذا العام قد بدأت تظهر في هذه البيانات".

انخفض المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع لطلبات إعانة البطالة الأولية، الذي يخفف من التقلبات الأسبوعية، إلى 237750 طلباً من 242 ألفاً، الرقم المعدّل بالزيادة في الفترة السابقة.

وعلى أساس غير معدل، انخفضت طلبات إعانة البطالة بنحو 17 ألفاً إلى 206931 طلباً، فيما سجلت ولايات كاليفورنيا وكنتاكي وميشيغان أكبر الانخفاضات، وسجلت ولاية إنديانا أكبر زيادة.

تسبق هذه البيانات تقرير التوظيف الذي يصدر يوم الجمعة، والذي يُتوقع أن يُظهِر شهراً قوياً آخر من التوظيف في مارس، واستقرار معدل البطالة بالقرب من أدنى مستوى تاريخي لها.