نفط روسيا المباع للهند قد يتضرر من قرار "أوبك+" الداعم للأسعار

المصارف الهندية ترفض التعامل مع صفقات تتجاوز سقف الأسعار المحدد بـ60 دولاراً للبرميل

عامل يعبر قرب منصة حفر آبار نفط مضيئة تديرها شركة "روسنفت" بحقل نفط "ساموتلور" قرب منطقة نيجنفارتوفسك في روسيا
عامل يعبر قرب منصة حفر آبار نفط مضيئة تديرها شركة "روسنفت" بحقل نفط "ساموتلور" قرب منطقة نيجنفارتوفسك في روسيا المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

تزيد حملة "أوبك" وحلفاؤها الداعمة للأسعار من ثمن النفط الخام الروسي معها، ما يثير مخاوف المصارف الهندية من أن الشحنات قد تخرق سقف 60 دولاراً للبرميل.

أبلغ مصرفا "بنك الهند الوطني" (State Bank of India) و"بنك أوف بارودا" (Bank of Baroda) مصافي تكرير النفط أنهما لن يتعاملا مع مدفوعات النفط المشترى بقيمة تتجاوز سقف الأسعار المحدد، حسبما ذكر مسؤول تنفيذي بالمصفاة مشارك في مساعي الحصول على تمويل لمشتريات النفط الروسية للشركة، والذي طلب عدم الإفصاح عن هويته نظراً لأنه غير مخول بالتحدث علانية. أوضح مسؤولون تنفيذيون أن المصارف بالبلد الجنوب آسيوي تراقب بشدة الأسعار في موانئ الشحن، قبل إضافة تكاليف الشحن والخدمات اللوجستية.

لم يرد متحدثان رسميان باسم "بنك الهند الوطني" و"بنك أوف بارودا" في حينه على طلبات للتعليق على الموضوع.

مشتريات الهند

برزت الهند، علاوة على الصين، باعتبارهما من كبار المشترين للنفط الخام الروسي بعد أن تفادى غالبية البلدان الأخرى من إمداداتها في أعقاب غزو أوكرانيا. استفاد البلد الجنوب آسيوي من البراميل الرخيصة، واشترى كميات قياسية ما جعل روسيا أعلى مورد لها متفوقة على العراق والمملكة العربية السعودية.

في حين تستورد الهند النفط الروسي على أساس سعر التسليم الذي يحتسب الخدمات اللوجستية والتكاليف الأخرى، تطالب المصارف بتوضيح تفاصيل ما يطلق عليه أسعار التسليم على ظهر السفينة لضمان أنها مخفضة لـ60 دولاراً للبرميل أو أقل. يعفيهم هذا المستوى من الخضوع لعقوبات الاتحاد الأوروبي التي تحظر استخدام أعمال الشحن والخدمات المصرفية والتأمينية من قبل أعضاء التكتل الموحد.

النفط يتداول قرب أعلى مستوى في 5 أشهر قبل تقرير أوبك

ما زال بإمكان روسيا نقل النفط وبيعه بأي ثمن إذا لم تعتمد في ذلك على خدمات وسفن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى والاتحاد الأوروبي، رغم أن ذلك يمنحها خيارات أقل.

اهتزت الأسواق مع إعلان "أوبك+" بوقت سابق من الشهر الحالي عن تخفيض مفاجئ للإنتاج. صعد خام برنت بما يصل إلى 8% بعد هذا الإجراء وارتفع منذ ذلك الوقت، إذ جرى تداوله فوق 87 دولاراً للبرميل اليوم الخميس.

معيار برنت

أكد المدير التنفيذي للمصفاة أن الخام الروسي يتداول دون سعر خام برنت، لكن في حال صعود المعيار الدولي فوق 95 دولاراً للبرميل، فإنه سيجعل أسعار النفط من البلد المنتج العضو بـ"أوبك+" تتجاوز سقف الأسعار. أشار مسؤول تنفيذي آخر بشركة تكرير يقع مقرها في مومباي إلى أن الشركات يمكن أن تطمح للاستعانة بالمصارف الهندية الأخرى المنكشفة بقدر محدود خارجياً والتي لديها استعداد لمعالجة المدفوعات دون أن يساورها الخوف من إغضاب الولايات المتحدة الأميركية.

قد يُعقد صعود أسعار النفط من توقيع صفقات التوريد طويلة الأمد مع موردين روس. وقعت شركة "إنديان أويل" (Indian Oil)، أكبر شركة تكرير تديرها حكومة البلاد، فعلياً اتفاقاً مع شركة "روسنفت"، لكن شركات معالجة النفط الصغيرة الأخرى تواجه صعوبات في مفاوضات إبرام العقود.

نوهت سيرينا هوانغ، محللة شركة "فورتيكسا" (Vortexa)، إلى أن تجارة النفط الخام فوق سقف الأسعار قد يقلص عدد الناقلات التي تبدى استعدادها لنقل الشحنات، ما سيضغط على تدفقات الخام الروسية للهند. أضافت هوانغ أن الاعتماد على أسطول سفن أصغر حجماً أيضاً سيفاقم تكاليف الشحن ويجعل الجدوى الاقتصادية أقل جاذبية.

نفط