توقف تصدير حبوب أوكرانيا عبر الممر الآمن لليوم الثاني

بولندا والمجر وسلوفاكيا تحظر استيراد الحبوب الأوكرانية

أكوام من الحبوب على متن سفينة " أوسبري إس" الراسية في بحر مرمرة خلال عملية التفتيش المشترك في إسطنبول، تركيا
أكوام من الحبوب على متن سفينة " أوسبري إس" الراسية في بحر مرمرة خلال عملية التفتيش المشترك في إسطنبول، تركيا المصدر: غيتي إيمجز
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

قالت أوكرانيا إن شحن محاصيلها عبر الممر الآمن في البحر الأسود توقف لليوم الثاني، ما يزيد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الإمدادات من جانب أحد المصدرين الزراعيين الرئيسيين في العالم.

يستضيف مركز تنسيق مشترك في إسطنبول فرقاً من أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة تفحص بالتبادل جميع السفن المتجهة من وإلى ثلاثة موانئ أوكرانية.

لم تنفذ الفرق أي عمليات تفتيش أمس الاثنين، وألقت كييف باللوم على روسيا، وقالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن العمل ظل متوقفاً.

قالت أولينا فورونا، كبيرة مسؤولي العمليات في شركة "أغروتريد" (Agrotrade) الأوكرانية المنتجة للحبوب، في مقابلة إن "التجارة كلها توقفت داخل البلاد. لا يمكن للمرء أن يبيع طنا من الحبوب لأي شخص". أضافت: "السيارات على الحدود مع أوروبا عالقة لأن الجانب الآخر لا يقبلها. الروس لا يخرجون للتفتيش في اسطنبول، كل القوارب لا تزال قائمة".

تمديد العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود 120 يوماً

تعطّل الشحنات المنقولة بحراً حالياً يحدث بالتزامن مع توقف بعض جيران أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي عن السماح باستيراد بعض شحناتها الزراعية، ما يهدد طريقاً بديلاً رئيسياً لأسواق التصدير، إذ حظرت بولندا والمجر وسلوفاكيا في الأيام الأخيرة استيراد الحبوب الأوكرانية بسبب مخاوف أن تلحق الإمدادات الضرر بأسواقها المحلية.

تهديد لأسعار الحبوب

توقفت عمليات تفتيش السفن لفترة وجيزة الأسبوع الماضي، وأشارت موسكو إلى أنها قد تنسحب من المبادرة إذا لم تُحَل مشكلاتها المتعلقة بالحبوب والأسمدة بحلول منتصف مايو. يزيد التهديد عدم اليقين بشأن صفقة التصدير التي كانت حاسمة لخفض أسعار السلع الغذائية العالمية من المستويات القياسية التي بلغتها بعد الغزو الروسي.

من جهتها، قالت وزارة البنية التحتية الأوكرانية عبر رسالة نصية: "ما زالت روسيا ترفض اتباع خطة الموانئ الأوكرانية، وتفرض على الموانئ الأوكرانية خطتها الخاصة، وهو أمر غير مقبول".

أسعار القمح تتراجع بعد تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود

في وقت سابق، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مدير إدارة المنظمات الدولية بوزارة الخارجية الروسية بيتر إيليتشيف، قوله إن عمليات التفتيش على السفن في إطار اتفاق الحبوب في البحر الأسود قد استؤنفت.

بلغت العقود الآجلة المعيارية للقمح أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع، لكن رد فعل السوق على هذه الاضطرابات كان خافتاً نسبياً، خصوصاً أن الفترة الحالية ليست ذروة لشحن المحاصيل، كما أنه ما زال يتبقى عدة أشهر على موعد الحصاد الجديد. صعدت الأسعار 0.4% لتصل إلى 7.1025 دولار للبوشل في شيكاغو، لتصل مكاسبه هذا الشهر إلى 2.6%.

جرى التوصل إلى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود العام الماضي من قِبل الأمم المتحدة وتركيا. وقالت تركيا إن وزير الدفاع خلوصي أكار سيلتقي وزير البنية التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف اليوم الثلاثاء لإجراء محادثات بشأن الحبوب.

وزار وفد أوكراني بولندا يوم الاثنين لمناقشة قضايا الحبوب، على الرغم من عدم ورود تفاصيل عن نتيجة المباحثات حتى الآن.

حظر استيراد الحبوب الأوكرانية

وافقت بولندا ودول مجاورة أخرى على مساعدة أوكرانيا على نقل شحناتها عبر أراضيها، بعد أن أدى غزو موسكو إلى توقف صادرات البحر الأسود مؤقتاً العام الماضي. لكن يتراكم الآن جزء من هذا المعروض في أوروبا الشرقية، مما يضغط على المزارعين المحليين في ظل تراجع أسعار الحبوب العالمية عن ذروة العام الماضي.

بينما قالت سلوفاكيا إن أوكرانيا لا يزال بإمكانها نقل الحبوب عبر أراضيها، ذكرت وسائل الإعلام المحلية أن بولندا لن تسمح بمرور الإمدادات. ومن جهتها، لم تحدد المجر تداعيات حظر الاستيراد على عبور البضائع الأوكرانية.

تؤكد القيود انقسامات في جهود الاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا، إذ عبّر بعض الدول الأعضاء عن معارضته لقضايا من بينها تسليح كييف، وحظر واردات الطاقة الروسية، ومساعدة الدولة التي مزقتها الحرب على تصدير المواد الغذائية التي تساعد في إطعام الملايين في الدول النامية.