الكنديون يركزون على تعزيز مواردهم المالية وليس على الإنفاق

الدعم الحكومي مكَّن بعض الكنديين من تحسين أوضاعهم المالية
الدعم الحكومي مكَّن بعض الكنديين من تحسين أوضاعهم المالية بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

يبدو أنَّ الأسر الكندية منشغلة بزيادة مواردها المالية هذا العام، وهو الأمر الذي قد يشكل عائقاً أمام التعافي الاقتصادي. إذ تراهن معظم الدول على الإنفاق المتوقَّع بعد تخفيف قيود الحجر.

وقال ثلاثة من كلِّ أربعة كنديين في استطلاع حديث أجرته مؤسسة "نانوس" للأبحاث، إنَّ الأولوية الكبرى مالياً بالنسبة لهم، تتمثَّل في سداد الديون أو ادخار المزيد من الأموال، في حين أنَّ 11% فقط، قالوا إنَّهم يخططون لإجراء عمليات شراء كبيرة.

تراكم غير متوقَّع للمدخرات

ويعدُّ مدى استخدام الأسر الكندية للتراكم غير المتوقَّع للمدخرات الذي حصل خلال أشهر الإغلاق، أحد الأمور التي ستحدِّد الأداء الاقتصادي في الأشهر المقبلة. وهو في خضم الركود الاقتصادي الكبير الذي حدث خلال العام الماضي، تمكَّن بعض الكنديين من تحسين وضعهم المالي، وذلك بسبب أموال دعم الدَّخل التي قدَّمتها الحكومة، فضلاً عن ارتفاع أسعار العقارات، وتحقيق الكثير منهم للمكاسب من سوق الأسهم.

وتأمل التوقُّعات الاقتصادية المتفائلة أن تتجه الأسر الكندية لفورة من الإنفاق بمجرد انتهاء جائحة (كوفيد-19)، ومن المتوقَّع أن يرتفع النمو الاقتصادي السنوي في كندا إلى نسبة تزيد عن 5% في الأشهر التسعة الأخيرة من عام 2021. وذلك بعد تباطؤ منتصف الشتاء، ويرجع ذلك إلى حدٍّ كبير إلى الارتفاع المتوقَّع في الإنفاق الاستهلاكي، بحسب مسح أجرته وكالة "بلومبرغ" الأمريكية على الاقتصاديين في ديسمبر الماضي.

وفي مؤتمر عُقد مؤخراً، قال ديفيد مكاي، الرئيس التنفيذي لـ "رويال بنك أوف كندا": "هناك طلب كبير لا يزال مكبوتاً في الاقتصاد، وهناك أيضاً مدَّخرات كبيرة في الميزانيات العمومية للمستهلكين".

وفي الأيام الأولى لتفشي الوباء، اتخذت حكومة رئيس الوزراء جاستن ترودو إجراءات حازمة لتنفيذ برامج دعم الدخل والائتمان من أجل الحفاظ على بقاء الشركات ومساعدة الأسر.

ونتيجة لذلك، ارتفع متوسط ​​الدَّخل المتاح للإنفاق في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020 بنحو 100 مليار دولار كندي "ما يعادل 78.3 مليار دولار " بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2019، وذلك بالرغم من زيادة معدلات البطالة، بحسب بيانات هيئة الإحصاء الكندية.

وانخفض في الوقت نفسه إنفاق الأسر بأكثر من 50 مليار دولار كندي خلال تلك الفترة، وبالتالي ارتفعت القيمة الصافية للمدخرات الجديدة للأسر بما يقرب من 150 مليار دولار كندي.

ازدهار سوق الإسكان

ويقول أندرو هوسبي، الاقتصادي في "بلومبرغ": "التعافي القوي الذي يعقب الإغلاق في كندا يفقد زخمه في الربع الأول من عام 2021، لكنَّنا نتوقَّع تصحيحاً ضعيفاً ومتفاوتاً لهذا المسار خلال فترة الانتقال الشتوي، إلى مستوى أقوى من التوقُّعات، وذلك بدءاً من الربع الثاني".

وعلاوة على ارتفاع المدخرات، أدى ازدهار سوق الإسكان إلى جعل العديد من الكنديين أكثر ثراءً على الورق. وارتفع صافي ثروة الأسر الكندية بأكثر من 600 مليار دولار كندي في الأشهر الستة الأولى من تفشي الوباء، بحسب هيئة الإحصاء الكندية.

ونظراً لأنَّ الأسر الكندية تأتي ضمن قائمة الأسر الأكثر مديونية على مستوى العالم، فبإمكانهم اختيار استخدام المكاسب غير المتوقَّعة لدعم ميزانياتهم، أو لسداد تلك المديونيات.

ومن بين المشاركين في استطلاع مؤسسة "نانوس"، قال 39%، إنَّ الأولوية المالية الكبرى لهذا العام ستكون سداد الديون، في حين أفاد 37% أنَّ أولويتهم الكبرى ستكون ادخار المزيد من الأموال، وهناك 13% تقريباً، ذكروا أنَّ أولويتهم ستتمثَّل في استثمارات كبيرة في قطاعات، مثل العقارات أو سوق الأسهم.

جدير بالذكر أنَّ هذا الاستطلاع العشوائي أُجري عبر الهاتف والإنترنت، وشارك فيه

حوالي 1,048 مواطناً كندياً في الفترة بين 27 ديسمبر إلى 30 ديسمبر 2020، ويحتوي على هامش خطأ زائد أو ناقص بـ 3 نقاط مئوية.