تدفقات نفط روسيا المنقول بحراً ترتفع إلى مستوى قياسي جديد

متوسط الشحنات إلى آسيا بلغ 3.41 مليون برميل يومياً

ناقلة نفط راسية في رصيف بميناء كوزمينو بالشرق الأقصى الروسي
ناقلة نفط راسية في رصيف بميناء كوزمينو بالشرق الأقصى الروسي المصدر: بلومبرغ
المصدر: بلومبرغ
تعديل مقياس القراءة
ع ع ع

استمرت الزيادة في تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية، حتى في ظل إصرار موسكو على الخفض الكبير في إنتاجها من النفط.

ارتفع متوسط عدد الشحنات المنقولة بحراً، إلى حدٍ ما، خلال 4 أسابيع مرة أخرى حتى 12 مايو، حيث زادت في 4 من الأسابيع الخمسة الماضية. ووفقاً لآخر رصد ارتفعت التدفقات 10% منذ الأسبوع الأول في أبريل، وبلغت مستوى قياسياً جديداً منذ بدأت بلومبرغ تتبع الشحنات بشكل دقيق في مطلع 2022. ويتجه كل النفط الروسي تقريباً إلى الصين والهند، كما بلغ حجم الشحنات إلى آسيا مستوى قياسياً جديداً.

قالت وزارة الطاقة الروسية إن خفض إنتاج الدولة من النفط، رداً على العقوبات الغربية، وصل إلى المستوى المستهدف تقريباً في أبريل، بعد أن كانت قد صرحت سابقاً بأنها تجاوزت الحد المستهدف في مارس. وأشار وكيل أول وزارة الطاقة، بافل سوركوين، إلى خفض التدفقات إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب، وتراجع عمليات مصافي التكرير.

تراجع التدفقات

توضح البيانات الروسية حدوث تراجع حاد في التدفقات عبر خطوط الأنابيب قبل سريان خفض الإنتاج، وأن مستوياتها ظلت بلا تغيير تقريباً ما بين فبراير ومارس.

انخفضت عمليات مصافي التكرير 1.4% ما بين مارس وأبريل، وتراجعت بشكل أكبر خلال أول 10 أيام من مايو، بينما خضعت بعض منشآت التكرير لأعمال الصيانة الموسمية المعتادة.

انخفضت معدلات المعالجة بمقدار 300 ألف برميل يومياً منذ مارس، لكنها ما زالت مرتفعة عن مستويات شهري أبريل ومايو من العام الماضي بمقدار 430 ألف برميل.

روسيا تسعى لخفض دعم مصافي التكرير بـ4.5 مليار دولار في عام

يجري مجدداً نقل الشحنات الروسية من السفن الصغيرة المستخدمة في موانئ البلاد إلى ناقلات النفط الضخمة في المحيط الأطلسي لتواصل رحلتها إلى آسيا. أما خلال شهور الشتاء، فجرى نقل تلك الشحنات في مياه البحر المتوسط المحمية نسبياً، قبالة ساحل المغرب الشمالي بالقرب من جيب سبتة الإسباني. لكن في الفترة الأخيرة، انتقلت عمليات النقل إلى المياه الواقعة بين جزر الكناري وجزر الأزور.

تتجه ناقلتان جرى تحميلهما في بحر البلطيق في الأسابيع الماضية إلى جزر الأزور، حيث يُتوقع أن تنقلا شحنتيهما إلى ناقلة نفط عملاقة لتنقلها بعد ذلك إلى الصين. لتتبعا 4 عمليات أخرى لنقل الشحنات في المنطقة خلال الشهر الماضي.

أسطول الناقلات المتقادم المستخدم في تدفقات النفط الروسي منذ غزو قواتها لأوكرانيا في فبراير 2022، وأغلبه لا يمكن التأكد من ملكيته ولا ضمان التأمين عليه، يثير مخاوف بخصوص السلامة البحرية. كما أن ظهور شركات تجارة سرية جديدة يثير الشكوك حول المستفيد النهائي من الفارق الكبير بين أسعار صادرات النفط الروسية والأسعار التي يدفعها المستوردون.

أطواق النجاة لروسيا

ارتفع الحجم الإجمالي للنفط المحمل على السفن المتجهة إلى الصين والهند، إضافة إلى التدفقات القليلة المتجهة إلى تركيا والكميات الموجودة على السفن التي لم تتضح وجهتها الأخيرة بعد، إلى مستوى قياسي جديد عند 3.61 مليون برميل يومياً في فترة الأسابيع الأربعة الماضية، وهو أعلى مستوى منذ بدأت بلومبرغ في تتبع الشحنات بشكل دقيق في مطلع 2022.

أسعار واردات الهند من النفط الروسي تنخفض لأدنى مستوياتها

بينما اتضحت الوجهة الأخيرة للشحنات التي جرى تحميلها في أواخر يناير، ارتفعت الشحنات إلى الصين إلى ذروة جديدة في مرحلة ما بعد الغزو، وما زالت تقارب مستويات فبراير والأسابيع الأولى من مارس.

تشير الأنماط التاريخية إلى أن أغلب السفن التي تحددت وجهتها باعتبارها وجهة "غير محددة في آسيا" وتتخذ طريقها إلى قناة السويس، سينتهي بها المطاف في الهند، فيما تتجه ناقلات النفط الضخمة قبالة ساحل المغرب الشمالي، أو في المحيط الأطلسي التي فرغت إليها السفن الصغيرة شحناتها مؤخراً، ستتجه إلى الصين.

شحنات النفط حسب الوجهة

على أساس متوسط الشحنات خلال 4 أسابيع، ارتفع إجمالي الصادرات المنقولة بحراً خلال المدة المنتهية في 12 مايو بمقدار 80 ألف برميل يومياً، ليبلغ 3.72 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى منذ مطلع 2022، عندما بدأت بلومبرغ في تتبع الشحنات بشكل دقيق. وارتفعت التدفقات الأسبوعية الأكثر تقلباً بمقدار 120 ألف برميل يومياً عن الأسبوع السابق، لتصل إلى 3.76 مليون برميل يومياً.

الاتحاد الأوروبي يحاول التصدي للسفن المتحايلة على سقف سعر النفط الروسي

تأثرت البيانات الأسبوعية بالتأخيرات في الجداول الزمنية للناقلات والتحميل الناتجة عن الطقس السيئ، كما يمكن أيضاً لصيانة الميناء تعطيل الصادرات لعدة أيام في المرة الواحدة.

تستثني كل الأرقام الشحنات التي حُددت على أنها من درجة "مزيج خام كازاخستان للتصدير" (KEBCO) الكازاخستاني. وتصدّر شركة "كاز ترانس أويل" تلك الشحنات التي تعبر روسيا للتصدير عبر مينائي أوست لوغا ونوفوروسيسك على بحر البلطيق.

تُمزج براميل الخام الكازاخستاني بالنفط روسي المنشأ لصنع مزيج موحد للتصدير. ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا، أعادت كازاخستان تمييز شحناتها عن شحنات الشركات الروسية، حيث أُعفي نفطها العابر بوجه خاص من عقوبات الاتحاد الأوروبي.

آسيا

ارتفع متوسط شحنات النفط الروسي إلى العملاء في آسيا، إضافة للسفن التي لم تتضح وجهتها النهائية، إلى 3.41 مليون برميل يومياً خلال الفترة المنتهية 12 مايو.

وبينما يبدو أن حجم الشحنات المتجهة إلى الصين والهند قد تراجع عن أعلى مستوياته الأخيرة، إلا أن التاريخ يوضح أن أغلب شحنات السفن التي لم تحدد وجهتها في البداية، سينتهي بها المطاف في إحدى البلدين.

باكستان تسعى لتأمين صفقة طويلة الأجل لشراء النفط الروسي باليوان

يناهز حجم الشحنات على السفن التي يتضح توجهها إما إلى ميناء بورسعيد أو السويس في مصر، أو التي نُقلت –أو يُتوقع نقل- شحنتها إلى سفينة أخرى قبالة ميناء يوسو في كوريا الجنوبية، 593 ألف برميل يومياً. وعادة ما ينتهي المطاف بتلك الرحلات في الهند أو الصين.

أما حجم الشحنات الأخرى ذات "الوجهة المجهولة"، والذي بلغ 334 ألف برميل يومياً خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 12 مايو، فيشير إلى الشحنات الموجودة على الناقلات التي يظهر أنها تتجه إلى ميناء سبتة أو كلاماتا، أو بلا وجهة محددة إطلاقاً. يعبر أغلب تلك الشحنات قناة السويس، لكن بعضها قد ينتهي به المطاف في تركيا. كما يجري نقل بعض الشحنات من سفينة إلى أخرى.

أوروبا

لم يطرأ تغيير على حجم صادرات النفط المنقولة بحراً إلى الدول الأوروبية وظل عند 83 ألف برميل يومياً خلال 28 يوماً حتى 12 مايو، وكانت بلغاريا هي الوجهة الوحيدة لتلك الشحنات، وهذه الأرقام لا تشمل الشحنات المتجهة إلى تركيا.

خسرت روسيا سوقاً اعتاد استهلاك ما يفوق 1.5 مليون برميل يومياً من رحلات نقل النفط القصيرة، التي تخرج من موانئ التصدير في بحر البلطيق والبحر الأسود والمنطقة القطبية الشمالية خسارة تامة تقريباً، لتحل محله الرحلات الطويلة إلى آسيا الأعلى تكلفة والأطول وقتاً بكثير.

الاتحاد الأوروبي يقترح حظر النفط الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى ألمانيا وبولندا رسمياً

لم يُشحن أي نفط روسي إلى دول شمال أوروبا خلال الأربعة أسابيع حتى 12 مايو.

أما عن الصادرات إلى تركيا، العميل الوحيد المتبقي لروسيا في البحر المتوسط، فقد استمرت في الارتفاع، لتبلغ 203 آلاف برميل يومياً خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 12 مايو، وهو الحجم الأعلى منذ فبراير.

ظلت التدفقات المتجهة إلى بلغاريا، السوق الأوحد للنفط الروسي على البحر الأسود حالياً، كما هي عند 83 ألف برميل يومياً.

الشحنات حسب موقع التصدير

ارتفع إجمالي شحنات النفط الروسي إلى 3.76 مليون برميل يومياً خلال الأيام السبعة حتى 12 مايو، نتيجة لزيادة شحنات البحر الأسود والمنطقة القطبية الشمالية.

ظلت الكميات الخارجة من الموانئ المطلة على بحر البلطيق بلا تغير عن كميات الأسبوع الماضي، بينما كانت منطقة المحيط الهادئ هي الوحيدة التي شهدت انخفاضاً في حجم الشحنات.

تستثني الأرقام الكميات الخارجة من مينائي أوست لوغا ونوفوروسيسك التي حددت على أنها من درجة "كيبكو" الكازاخستانية.

إيرادات الصادرات

ارتفعت التدفقات الداخلة إلى صندوق الكرملين لتمويل الحرب من ضريبة صادرات النفط بمقدار مليون دولار لتبلغ 51 مليون دولار أميركي خلال الأيام السبعة المنتهية في 12 مايو، بينما لم يطرأ تغيير على متوسط الدخل خلال 4 أسابيع فعلياً عند 50 مليون دولار.

تعافٍ طفيف لفائض الحساب الجاري الروسي في أبريل

أقر الرئيس فلاديمير بوتين تعديلاً ثانياً على طريقة تقدير أسعار النفط الروسي لأغراض ضريبية. وبدءاً من يونيو القادم، ستحتسب معدلات الضريبة على الصادرات بالطريقة ذاتها التي تحتسب بها ضريبة استخراج المعادن والضريبة المعتمدة على الأرباح المفروضتين على شركات النفط، حيث سيُستخدم السعر الفعلي لخام الأورال خلال فترة الرصد، أو سعر مخفض لخام برنت. وحُدد الحد الأقصى للخصم بقيمة 28 دولار أقل من سعر خام برنت لشهر يونيو، مع خفضه إلى 25 دولار في يوليو، والإبقاء عليه عند ذلك المستوى حتى نهاية العام.

يبلغ معدل ضريبة الصادرات لشهر مايو 1.96 دولار للبرميل، بناءً على سعر 51.15 دولار لبرميل خام الأورال ما بين 15 مارس و14 أبريل، وحُدد معدل الضريبة لشهر يونيو عند 2.21 دولار للبرميل، بناء على متوسط سعر 55.97 دولار لبرميل خام الأورال، الذي كان أقل من سعر برميل خام برنت بنحو 23.90 دولار خلال الفترة ما بين 15 أبريل و14 مايو.

التدفقات من المنشأ إلى الموقع

حُمِل إجمالي 34 ناقلة بكمية 26.3 مليون برميل من النفط الروسي خلال الأسبوع المنتهي في 12 مايو، حسب ما توضحه بيانات تتبع مسارات السفن وتقارير وكلاء الشحن بالموانئ، ما يعني زيادة بمقدار 830 ألف برميل، أو 3% عن الأسبوع السابق. تستند الوجهات إلى الأماكن التي تشير السفن إلى الاتجاه لها في وقت التسجيل، والأغلب أن بعضها سيغير وجهته مع تطور سير الرحلات. تستثني الأرقام الشحنات التي حددت على أنها من درجة "كيبكو" الكازاخستانية.

لم يطرأ تغيير على الحجم الإجمالي الموجود على السفن التي تحمّل النفط الروسي من الموانئ المطلة على بحر البلطيق، ووصل 1.77 مليون برميل يومياً للأسبوع الثالث.

عادت شحنات النفط الروسي الخارجة من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود للارتفاع لتبلغ 625 ألف برميل يومياً، كما جرى تحميل شحنة واحدة من الخام الكازاخستاني بالميناء خلال الأسبوع.

روسيا توقف بعض آبار النفط.. وتواصل حجب بيانات الإنتاج

قفزت الشحنات عبر المنطقة القطبية الشمالية إلى أعلى مستوياتها خلال 6 أسابيع لتبلغ 429 ألف برميل يومياً، في ظل تحميل ناقلتين "سويزماكس"- متوسطة الحجم- خلال الأسبوع المنتهي في 12 مايو.

كانت منطقة المحيط الهادئ هي الوحيدة التي شهدت انخفاضاً في شحنات النفط الروسي خلال الأسبوع المنتهي في 12 مايو، وجرى تحميل 9 ناقلات في موانئ التصدير الثلاثة بالمنطقة، انخفاضاً من 12 ناقلة في الأسبوع السابق.

حُملت 4 شحنات من أصل 6 شحنات من خام "إسبو" (ESPO) خلال الأسبوع على سفن متجهة إلى الصين، أما الشحنتان الأخريان، فتتجهان إلى الهند.

تشكل شحنات خام "سوكول" (Sokol) أغلب الكميات المتجهة إلى وجهات غير محددة، حيث يجري نقل الخام مؤخراً إلى سفن أخرى بميناء يوسو، أو يُنقل حالياً إلى منطقة ما قبالة الميناء الموجود في كوريا الجنوبية من منطقة التحميل بميناء دي كاستري الروسي، وسينتهي المطاف بأغلب تلك الشحنات أيضاً في الهند.

يجري نقل بعض شحنات "سوكول" في الفترة الحالية لمرة ثانية في المياه الواقعة قبالة سواحل جنوب ماليزيا، كما يُنقل عدد صغير من شحنات "إسبو" من سفينة واحدة لأخرى في المنطقة ذاتها، وحتى الآن، اتجهت كل تلك الشحنات إلى الهند.