كبار المستثمرين قادوا سحب الودائع من منصات العملات المشفرة

قاد العملاء ذوي الحيازات الضخمة عمليات سحب الودائع من منصات العملات المشفرة السنة الماضية على غرار "سلسيوس نتوورك" (Celsius Network)، وكان بعضهم عملاء مؤسسيين متمرسين، بحسب دراسة لبنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو.

بالنسبة لحالة "سلسيوس"، نفذ مالكو حسابات تتخطى قيمتها مليون دولار أميركي 35% من كافة عمليات سحب يونيو الماضي، وذلك قبل أن تجمد شركة الإقراض عمليات السحب وتتقدم بطلب للحماية من الإفلاس في نهاية الأمر، بحسب تقديرات بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو. وأظهرت الدراسة أن مالكي الحسابات الذين لديهم استثمارات تفوق 500 ألف دولار أميركي كانوا الأسرع في استرداد أموالهم بمعدل أكبر وبصورة تناسبية مع حجم تمويلهم.

استخدم بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو ملفات إيداع طلبات الحماية من الإفلاس لتوصيف التدفقات الخارجة لأموال العملاء من شركتي الإقراض "سلسيوس" و"بلوك فاي" و"جينيسيس غلوبال كابيتال" (Genesis Global Capital)، بالإضافة إلى شركة "إف تي إكس" وشركة الوساطة "فوياجير ديجيتال" (Voyager Digital)، والتي أفلست جميعها السنة الماضية، مما وضع مئات الآلاف من المستثمرين الأفراد في ورطة.

تقييم المخاطر أجج السحوبات

اعتبر البنك أيضاً أن تقييم مخاطر سحب الودائع من المنصات والتخطيط لمواجهة الاندفاع المحتمل لعمليات سحب لم يكن بالقدر الكافي خلال الفترة التي سبقت انهيار "إف تي إكس" ومنظومة "تيرا-لونا" (Terra-Luna).

ووجد البنك أن العملاء سحبوا ربع استثماراتهم لدى "إف تي إكس" خلال يوم واحد فقط. كما فقدت "فوياجر" 39% من أصولها في عمليات سحب خلال الفترة من 2 يونيو وحتى 12 يوليو الماضيين، بعد أن خسرت نحو 14% بسبب تدفقات خارجة خلال مايو الماضي.

و"شكلت هذه الوقائع معاً أزمة مالية تقليدية وسط وضعية جديدة أثارت مخاوف سياسة مالية ملحة"؛ بحسب مؤلفي الدراسة راديكا باتيل، مساعدة بحوث بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، وجوناثان روز، مؤرخ نظام الاحتياطي الفيدرالي.

أوضح روز خلال مقابلة أن عمليات سحب الودائع من المصارف التقليدية (على غرار الانهيار الأخير لمصرف سيليكون فالي بنك) يمكن أن تحدث بصورة أسرع من عمليات السحب من مصارف العملات المشفرة. ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى نوعية المودعين الذين يشاركون في هذه المنصات والتكنولوجيا والعمليات التشغيلية المستخدمة لإتمام السحوبات.

وقال روز إن "عمليات السحب من تلك المصارف كانت كبيرة وسريعة بصورة استثنائية، حيث إنها الأكبر والأسرع على الإطلاق".