النفط يحافظ على مكاسبه مع سحب الولايات المتحدة من مخزونها

حافظت أسعار النفط على مكاسبها في ثلاثة أيام بعد سحب الولايات المتحدة كمية كبيرة من مخزونها، وتحذير من السعودية للمضاربين على هبوط الأسعار بالبيع على المكشوف، ما عزز موقف الخام على الرغم من تصاعد التوتر في أزمة سقف الديون الأميركية.

ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 74 دولاراً للبرميل، بعد صعودها بنسبة 4% تقريباً على مدى الأيام الثلاثة الماضية.

هبط مخزون النفط على مستوى الولايات المتحدة بما يتجاوز 12 مليون برميل الأسبوع الماضي، في أكبر انخفاض له منذ 6 أشهر.

عزز ذلك شعور التفاؤل في الأسواق بعد أن نبه وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان المضاربين في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن "يحذروا".

مع ذلك، مازال القلق مستمراً إزاء المعركة الدائرة حول رفع سقف الديون الفيدرالية في الولايات المتحدة، وعواقبها المحتملة على الاقتصاد العالمي والطلب على الطاقة.

قالت مؤسسة "فيتش ريتينغ" للتصنيف الائتماني يوم الأربعاء إنها قد تخفض تصنيف الولايات المتحدة الائتماني بما يعكس تردي حالة التحزب السياسي التي تمنع التوصل إلى اتفاق بشأن سقف الديون.

مازال النفط منخفضاً بنسبة تتجاوز 7% منذ بداية العام بسبب ضعف الطلب نتيجة تباطؤ نمو الاقتصاد في الصين وتقشف السياسة النقدية في الولايات المتحدة.

يميل مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى وقف زيادة أسعار الفائدة مؤقتاً في اجتماع شهر يونيو، رغم أنهم ألمحوا أيضاً إلى عدم استعدادهم حتى الآن لإنهاء معركتهم ضد التضخم.

قال شون ليم، محلل النفط والغاز في بنك الاستثمار "آر إتش بي بي إتش دي" (RHB Bhd) في كوالالمبور: "تبدو توقعات سوق النفط ضعيفة في الوقت الحالي، فعوامل الاقتصاد الكلي المؤثرة مثل مفاوضات سقف الديون والسياسة النقدية التقشفية بالولايات المتحدة تضغط على الأسعار". ومع ذلك، في ضوء زيادة قوة الانتعاش في الصين، ينبغي أن ترتفع الأسعار خلال النصف الثاني من العام.

يتطلع المستثمرون أيضاً إلى اجتماع لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها في أوائل الشهر المقبل. ورغم تحذير الرياض للبائعين على المكشوف هذا الأسبوع، ما يزال العديد من المستثمرين والمحللين يتوقعون أن تحافظ المملكة العربية السعودية وحلفاؤها على مستويات الإنتاج دون تغيير.

مراقبون: "أوبك" ستثبّت الإنتاج رغم التحذيرات السعودية للمضاربين